رمي للجمرات وطواف الإفاضة.. وداع مكة يطوف بالروح في فلك البيت العتيق

رمي للجمرات وطواف الإفاضة.. وداع مكة يطوف بالروح في فلك البيت العتيق

جاء عيد الأضحي بطعم وسلوك جديدين هذا العام.. فبعد انتصاف الليل في مشعر “مزدلفة” التي أتيناها من مشعر”عرفات” كانت الصلاة فجرا في مشعر “منى” والتبكير برمي”الجمرة” الكبرى؛ والتوجه إلى “البيت العتيق” لأداء طواف الإفاضة سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة وأخرى سعيا ما بين الصفا والمروة.
وإحياء لسنة الرسول الكريم تأسيا بدعوة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام عندما اعترض الشيطان طريقه عند “جمرة العقبة” فرماه بسبع حصيات فخنس، وعاود الشيطان التعرض له فرماه بسبع أخريات عن موقع “الجمرة الوسطي”، ورماه بثالثة عند موقع “الجمرة الصغري”.. وهزم إبراهيم الشيطان ومنعه أن يثنيه عن غايته في تمام النسك حاجا لبيت الله الحرام.
بعد دفع ثمن “صك الأضحية” والتأكد إلكترونيا من نفاذ عمليته؛ توجهنا قبل الظهر عبر الحافلات العامة السعودية يدفعنا الشوق لطواف الإفاضة في يوم عيد الأضحي المبارك آملين إدراك صلاة “الجمعة” ودخلنا الحرم متعجلين مع رفع الآذان؛ توضأنا ودخلنا صحن الكعبة بلباس الإحرام مع شروع إمام الحرم المكي في “خطبة الجمعة” التي شدد فيها على ضرورة تراحم الحجيج وعدم التزاحم ؛ ودعا المسلمين كافة في بقاع الأرض إلى التعايش في سلام؛ ومع الدعاء لأهل فلسطين المستضعفين بالنصرة وتلبية المصلين”آمين” اقشعر البدن علها تكون ساعة إجابة .. بعد الصلاة سارعت إلى هاتفي النقال؛ لتتوالي أخبار اشتباك المقاومة بقطاع غزة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي وإيقاع خسائر بها.
تجولنا بعد الصلاة بحثا عن الحلاق ووجدناه سريعا وبالحديث معه قال إنه”عز” ومن كفر الشيخ بدلتا مصر؛ استخدم المقص في الحلاقة وآخرون من زملائي الصحفيين استخدم الحلاق ” الموس” في إزالة كامل شعر الرأس.. تجمعنا لنعود إلى الحافلة على دفعتين؛ وكان لعدم استخدامي (جي بي إس) والاعتماد على إحداثيات الوصول بصريا أثر في سرعة العودة للحافلات مع الخامسة مساء في طريق عودتنا إلى مخيم”منى” .. استقل معنا الحافلة حجيج مكة من كل حدب وصوب متوجهين لرمي الجمرات السبع قبل غروب أول أيام عيد الأضحي المبارك. 
ووفقا للسنة النبوية: فإن التحلل للمُحرِم بالحج يحصل بفِعلِ أعمال يوم النحر : رمي جمرة العقبة الكبرى، والحَلْق أو التقصير، وطواف الإفاضة متبوعًا بسعي الحج ، ويباح له لبس الثياب المخيط.

تقلص الإجهاد الحراري وغياب المخالفين:
ومع بدء أول أيام التشريق اليوم /السبت/ شرعنا فى رمي 21 حصا في جسر الجمرات، الصغرى سبعا والوسطى أخرى مماثلة والكبرى كذلك.. ويتكرر ذلك في ثاني أيام التشريق غدا /الأحد/ ثم يختتم رمي الجمرات بعد غد/الاثنين/ ليكتمل عقد الحصوات السبعين الراجمة للشيطان.
واللافت سلاسة الوصول مشيا على الأقدام إلى جسر الجمرات عبر طريق للذهاب والآخر للعودة من مخيمات “مني” وعدم تسجيل أي حالات تدافع أو مشكلات على الطريقين وتقلصت حالات الإجهاد الحراري بفضل الضوابط والإجراءات الصحية وإتاحة المياه والعصائر والمرطبات على جانبي المسار المخصص للمشي؛ وكذلك بفضل الإجراءات الأمنية واللوجستية التي منعت هذا العام الحج دون تصريح مما تسبب في راحة وسهولة حركة الحشود.
وأكدت وزارة الصحة السعودية أن الحالة الصحية العامة لضيوف الرحمن مطمئنة، وأن الخطط الوقائية المعتمدة أسهمت في الحفاظ على سلامة الحجاج وتقليل المخاطر الصحية خلال أداء المناسك.. منوهة إلىذ أن الخدمات الصحية المقدمة تجاوزت 125 ألف خدمة متنوعة، شملت رعاية طبية وقائية وعلاجية وإسعافية في مختلف المشاعر المقدسة.
وسجلت وزارة الصحة انخفاضًا بنسبة 90 % منوهة إلى أن الخطط الوقائية المعتمدة أسهمت في الحفاظ على سلامة الحجاج وتقليل المخاطر الصحية بين الحجيج.. وأشادت بالتزام الحجاج بتطبيق الاشتراطات الصحية، مما انعكس إيجابيا في ارتفاع مؤشرات السلامة العامة.
وفق إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء بلغ إجمالي أعداد الحجاج هذا العام (1,673,230) حاجًّا، منهم (1,506,576) قدموا من خارج المملكة العربية السعودية عبر المنافذ المختلفة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل (166,654) حاجًّا وحاجَّة، من المواطنين والمقيمين.
وأوضحت الهيئةـ في بيان صحفي أن عدد الحجاج الذكور لحجاج الداخل والخارج بلغ (877,841) ، والإناث من (795,389) .
وأشارت إلى أن الحجاج القادمين جوا إلى المملكة، بلغ (1,435,017) بينما وصل (66,465) عن طريق المنافذ البرية، فيما وصل عبر المنافذ البحرية (5,094).