قرار منع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة يفاقم معاناة أفغان ينتظرون التأشيرات

قرار منع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة يفاقم معاناة أفغان ينتظرون التأشيرات

قرار منع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة يفاقم معاناة أفغان ينتظرون التأشيرات

كابول- (أ ف ب) – بعد سنوات من الانتظار، بدأت مهرية تفقد الأمل في إمكان الحصول على تأشيرة للهجرة إلى الولايات المتحدة. لكن الضربة القاضية جاءت مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حظر دخول الأفغان.
عرقل ترامب وصول اللاجئين بعدما عاد إلى السلطة في كانون الثاني/يناير لكنّ حظرا جديدا واسعا على السفر إلى الولايات المتحدة شمل 12 دولة بينها أفغانستان، سيدخل حيّز التطبيق الاثنين.
ولا يغير الحظر الكثير بالنسبة إلى معظم الأفغان الذين يواجهون في الأساس حواجز على السفر إلى الخارج، لكنّ كثيرين كانوا يعلّقون آمالهم على حياة جديدة في الولايات المتحدة شعروا بأن القرار بمثابة ضربة جديدة.
وقالت مهرية (22 عاما) من باكستان حيث تنتظر منذ قدّمت طلب تأشيرة اللجوء إلى الولايات المتحدة عام 2022 “تخلينا عن آلاف الأحلام وعن حياتنا بأكملها وقدمنا هنا بانتظار الوعد الأميركي، لكننا اليوم نعاني جحيما تلو الآخر”.
ولا توجد سفارة أميركية تعمل في أفانستان منذ أطاحت طالبان الحكومة المدعومة من الخارج عام 2021، ما يجبر الأفغان على التقدّم بطلبات الحصول على تأشيرات في بلدان ثالثة.
وجاءت عودة طالبان بعد انسحاب القوات الأميركية وتلك التابعة لحلف شمال الأطلسي التي أطاحت الحركة قبل عقدين على ذلك، ردا على اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وتطبق حكومة طالبان مذاك أحكام الشريعة الإسلامية بصيغة متشددة وتفرض قيودا على النساء بما في ذلك حظرهن من التعليم في بعض الحالات، والعمل.
وتقدّم مئات آلاف الأفغان بطلبات للحصول على تأشيرات للانتقال إلى الولايات المتحدة إما كلاجئين أو بموجب برنامج “تأشيرة الهجرة الخاصة” المخصصة لأولئك الذين دعموا الحكومة الأميركية في حربها ضد طالبان.
وبينما لن يؤثر أمر ترامب الجديد على الأفغان الذين يحملون تأشيرات هجرة خاصة وعلى قضايا اللجوء، فإنه يهدد لم شمل العائلات، بحسب ما أفادت “المؤسسة الأفغانية-الأميركية” في بيان دانت فيه الحظر.
وينتظر نحو 12 ألف شخص لم شملهم مع أفراد من عائلاتهم يقيمون في الولايات المتحدة، بحسب رئيس مجموعة “أفغان إيفاك” AfghanEvac غير الربحية شون فانديفر.
وأضاف “هذه ليست +مسائل تتعلق بالحدود+. إنها عمليات لم شمل قانونية وتم فحصها وتوثيقها”. وتابع “ستعلق العائلات ما لم تمنح استثناءات”.
– “تخلّت عنا” –
تعطّلت مسارات اللجوء وعمليات النقل من أجل إعادة توطين اللاجئين بفعل أوامر ترامب السابقة، ما ترك العديد من الأفغان الذين كانوا يستعدون للسفر إلى الولايات المتحدة في وضع ضبابي.
وألغت إدارة ترامب تدابير الحماية القانونية التي كانت تحمي الأفغان موقتا من الترحيل في أيار/مايو، مشيرة إلى تحسن الوضع الأمني في أفغانستان.
وقالت أفغانية أخرى تنتظر تأشيرة اللجوء في باكستان وتدعى زينب حيدري “نشعر بأن الولايات التي عملنا وتعاونا معها في الماضي، تخلّت عنا”.
وأضافت حيدري (27 عاما) التي عملت مع الولايات المتحدة في كابول أثناء الحرب “رغم وعود الحماية واللجوء فإننا عالقون الآن في وضع ميؤوس منه، بين خطر الموت بسبب طالبان والضغط والتهديد بالترحيل من باكستان”.
فر الأفغان بأعداد كبيرة على مدى عقود من النزاع، لكن الانسحاب الفوضوي للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من كابول أدى إلى موجة جديدة من الأفغان الذين يطالبون بالهروب من القيود التي تفرضها حكومة طالبان والمخاوف من التعرض لأعمال انتقامية بسبب العمل مع واشنطن.
في الأثناء، كثّفت باكستان وإيران حملات الترحيل لطرد الأفغان الذين عبروا الحدود.
ولم ترد سلطات طالبان على طلبات فرانس برس للحصول على تعليق على قرار منع السفر الأخير، لكنها شددت على أنها تسعى إلى علاقات جيدة مع كل الدول بما فيها الولايات المتحدة.
وبحسب “مؤشر هينلي لجوازات السفر” فإن خيارات التأشيرات بالنسبة إلى الأفغان محدودة للغاية نظرا إلى أن جواز سفرهم يعد الأضعف على مستوى العالم.
وبكل الأحوال، فإن العديد من الأفغان الذين يحاولون بصعوبة تأمين لقمة عيشهم في إحدى أفقر دول العالم والتي تعاني انعدام الأمن الغذائي، لا يفكّرون أساسا بالسفر إلى الولايات المتحدة.
وقال أفغاني في كابول “ليس لدينا خبز حتى، لماذا تسألني عن السفر إلى أميركا؟”.
وأفادت سحر، وهي متخرّجة في مجال الاقتصاد تبلغ 29 عاما وواجهت صعوبة في العثور على عمل، أن القواعد الجديدة لن تؤثر على معظم الأفغان.
وقالت لفرانس برس “عندما تكون هناك آلاف المشاكل الخطيرة في أفغانستان، فلن تغيّر هذه المسألة شيئا”.
وأضافت “سيجد أولئك الذين يملكون القدرة المادية على السفر وتقديم طلب للحصول على تأشيرة طريقة أخرى للذهاب أو سيختارون مكانا آخر غير الولايات المتحدة”.
قب-سو/لين/الح
araara

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: