✓ هل سيتجرأ تبون على تحدي ترامب؟

✓ هل سيتجرأ تبون على تحدي ترامب؟

في خطوة دبلوماسية مدوية، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، مؤكداً في برقية رسمية إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش المجيد، أن المقترح المغربي للحكم الذاتي هو الحل الوحيد الجاد والواقعي لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

هذه الرسالة لم تكن مجرد تهنئة شكلية، بل وثيقة سياسية تحمل بين سطورها رسائل قوية لحلفاء المغرب وخصومه على السواء.

فبعد أن أكد ترامب أن الشراكة المغربية-الأمريكية استراتيجية وعميقة، أضاف دون تردد أن بلاده لن تقبل بأي حل خارج السيادة المغربية.

وهنا تُطرح الأسئلة الكبرى:

هل يمتلك نظام تبون وشنقريحة الجرأة الدبلوماسية لمواجهة هذا الموقف الأمريكي المباشر؟

هل سيتحدى تبون رئيس الولايات المتحدة برسالة مضادة؟

أم أن الجزائر ستكتفي كعادتها ببلاغ باهت تتأسف فيه وتدين “الانحياز” الأمريكي؟

الواقع أن الجزائر اليوم تواجه عزلة دبلوماسية خانقة، بعد أن اعترفت قوى دولية كبرى، على رأسها الولايات المتحدة، بمغربية الصحراء.

فحتى من كانوا يُحسبون على “الحياد الإيجابي”، باتوا يميلون للموقف المغربي، اعترافاً بنجاعته وواقعيته، في حين تواصل الجزائر إنفاق الملايير على كيان وهمي فشل في تحقيق أي مكسب دبلوماسي أو سياسي منذ 50 عاماً.

بل إن تصريحات الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، كانت صريحة عندما قال إن الجزائر أهدرت ثرواتها على مشروع انفصالي خاسر بدل أن تستثمر في بناء اتحاد مغاربي قوي.

فهل تستمع الجزائر للعقل والمنطق؟ أم أن جنرالات قصر المرادية سيواصلون صبّ النفط على نار فتنة تجاوزها التاريخ والجغرافيا؟

إن الرسالة الأمريكية الجديدة تعني ببساطة أن ملف الصحراء قد المغربية حُسم على المستوى الدولي، ولم يتبقّ للجزائر سوى خيارين:

إما الاعتراف الضمني بالهزيمة، وفتح صفحة جديدة مع المغرب تقوم على حسن الجوار والتكامل، أو الاستمرار في سياسة العناد،  لتجد نفسها في مواجهة عالم لا يعترف إلا بالدول ذات الشرعية والتاريخ والسيادة الواقعية.

والسؤال الذي يجب أن يُطرح داخل الجزائر قبل خارجها:

إلى متى ستظل الجزائر رهينة لعقدة اسمها “المغرب”؟

ومتى تدرك أن الزمن تجاوز سرديات السبعينات، وأن مغرب اليوم ليس مغرب الأمس، بل قوة إقليمية يحترمها الكبار ويعترفون بوحدته الترابية من طنجة إلى الكويرة؟



Shortened URL