
أفضل ألعاب Call of Duty على الإطلاق – الجزء الثاني
نستكمل مقالتنا :
Call of Duty 2
مع إطلاق Call of Duty 2 في عام 2005، قدّمت Infinity Ward واحدة من التجارب التي أرست الأسس التي قامت عليها السلسلة لاحقًا، ليس فقط كواحدة من أفضل ألعاب الحرب العالمية الثانية، بل كعنوان ساهم فعليًا في دخول ألعاب التصويب إلى حقبة الجيل الجديد عالية الدقة. اللعبة جاءت كعنوان إطلاق لجهاز Xbox 360، واستعرضت حينها قدرات الرسوم الحديثة وتفاصيل المعارك بمنظور لم يكن معهودًا من قبل، ما جعلها أحد أعمدة التحول التقني في تلك المرحلة.
تقدّم اللعبة حملة قصصية متعددة المسارات، تنقلك بين جبهات مختلفة من الحرب العالمية الثانية، حيث تخوض معارك في صفوف الجيش البريطاني، الأمريكي، والسوفييتي. ورغم أن السرد هنا يعتمد على أسلوب كلاسيكي خالٍ من التعقيدات النفسية أو الصراعات الداخلية، إلا أن طابع الضخامة والدراما في مشاهد المعارك منح اللعبة روحًا سينمائية لا تُنسى، مع تصميم صوتي وبصري مذهل في وقته.
أمّا طور اللعب الجماعي، فقد أثبت نفسه كنقطة تحوّل محورية في تاريخ السلسلة، حيث كانت Call of Duty 2 من أوائل الألعاب التي استخدمت خدمة Xbox Live بطريقة ناجحة، ما ساهم في ترسيخ مفهوم اللعب التنافسي الجماعي على الكونسول. طريقة اللعب كانت سريعة ودقيقة، والخرائط متوازنة بشكل جيد، مما جعل التجربة تنافسية وعادلة بشكل واضح.
ورغم مرور أكثر من 15 عامًا على صدورها، لا تزال Call of Duty 2 تحتفظ ببريقها الكلاسيكي، خصوصًا لعشاق التصويب العسكري التقليدي. كونها متاحة أيضًا عبر خاصية التوافق المسبق على Xbox One وXbox Series X يزيد من أهميتها كلاعبة تاريخية قابلة للعودة والتجربة اليوم. وبحسب مراجعتنا لها، فقد استحقت عن جدارة لقب “العملاق الجديد لألعاب الحرب العالمية الثانية” بفضل مزيجها المتوازن بين الأصالة والابتكار في وقتها.
Call of Duty: Modern Warfare
حين صدرت Call of Duty: Modern Warfare عام 2019، أثارت الجدل باسمها الذي حمل نفس عنوان إصدار 2007 الشهير، لكنها لم تكن إعادة إصدار أو نسخة محسنة، بل كانت إعادة تصور جريئة لسلسلة Modern Warfare بالكامل، أعادت تعريفها من الصفر بروح جديدة وأسلوب أكثر نضجًا وواقعية. Infinity Ward اختارت أن تبتعد عن النمط التقليدي المعتاد لمهام متفرقة تُقدّم كأحداث متسلسلة، وبدلًا من ذلك، نسجت حملة متماسكة مليئة بالتوتر والتعقيد الأخلاقي والسياسي.
اللعبة تميل إلى الواقعية من حيث التقديم والبناء، حيث تقدّم سيناريوهات مستوحاة من صراعات العصر الحديث، وتجسّد الحرب ضد الإرهاب بمستوى من الجرأة والإثارة لم يكن معهودًا سابقًا في السلسلة. وجود شخصيات مثل Captain Price، أعاد لمحبّي السلسلة الشعور بالارتباط العاطفي، خاصةً مع أدائه الأكثر واقعية وشراسة. كما أن القرارات الأخلاقية التي تُوضع أمام اللاعب، والمواقف الرمادية، أضفت طابعًا دراميًا عميقًا قلّما تجده في ألعاب التصويب الحربية.
الرسوم البصرية كانت قفزة نوعية بفضل استخدام محرك جديد، حيث تظهر التفاصيل الدقيقة على الوجوه، والتأثيرات الضوئية الواقعية في ساحات المعارك، وصوتيات مذهلة تنقل شعور القتال بشكل سينمائي. أما أسلوب اللعب، فقد حافظ على طبيعته السريعة والدقيقة، مع تحسينات كبيرة على نظام التصويب، والإضافات التكتيكية التي فتحت المجال أمام استراتيجيات جديدة.
ورغم أن هذا الإصدار مثّل بداية قوية لإعادة بناء سلسلة Modern Warfare، فإن الإصدارات التي تلته لم تحافظ على نفس المستوى من التماسك والابتكار، مما يجعل إصدار 2019 يقف كأكثر الأجزاء توازنًا ونضجًا في الثلاثية الجديدة. وبحسب مراجعتنا له، فقد كان “أوضح رؤية وتنفيذًا من سلفه الروحي”، واستطاع أن يعيد الثقة لجمهور Call of Duty بعد سنوات من التجارب المتأرجحة بين المستقبل والماضي.
Call of Duty: Warzone 2.0
حين تم إصدار Call of Duty: Warzone 2.0 في نوفمبر 2022، كانت بمثابة نقلة نوعية في مسار ألعاب الـBattle Royale، إذ لم تكتفِ بتكرار صيغة Warzone الأصلية، بل سعت إلى تطوير التجربة بالكامل، لتقدّم نظام لعب مجاني مبني على أسس Call of Duty الأساسية، وفي الوقت نفسه يستوعب متطلبات العصر من حيث التنافس مع عمالقة هذا النوع مثل Fortnite وApex Legends.
Warzone 2.0 جاءت كتحديث شامل يغيّر نظرتنا إلى ألعاب البقاء الجماعية. تم تبسيط نظام الغنائم ليجعل القرارات أسرع وأكثر سلاسة في قلب المعركة، وأُعيد تصميم نظام الـGulag ليقدّم فرصًا إبداعية للعودة إلى القتال بطرق تكتيكية ممتعة، بدلًا من الاعتماد على الحظ أو المهارة الفردية فقط. كل تفصيلة في اللعبة – من حركة اللاعب إلى تصميم الخريطة والتفاعل مع البيئة – تعكس هوية Call of Duty الأصيلة ولكن في قالب معاصر ومفتوح.
إصدار Warzone 2.0 لم يكن منفصلًا عن باقي السلسلة، بل أُطلق بالتزامن مع Modern Warfare 2 لعام 2022، ما سمح بتكامل رائع في التقدم والمحتوى بين اللعبتين. كما أن طور DMZ الفردي قدّم تجربة روائية أقرب إلى طور الحملة، يتيح للاعبين دخول المهمات وجمع الغنائم واستكشاف القصة بتدرج مختلف عن النمط التنافسي المعتاد.
اللعبة لم تكن مجرد إعادة إنتاج لـWarzone الأولى، بل تجاوزتها بصقل في الرسومات، وتوازن في الأسلحة، وابتكارات في أسلوب اللعب الجماعي. ولهذا لم يكن غريبًا أن نصفها في مراجعتنا بأنها “مسيرة ثابتة نحو أفق جديد لـCall of Duty”، لأنها بالفعل تمثل خطوة استراتيجية تجعل مستقبل السلسلة أكثر انفتاحًا على الابتكار مع الحفاظ على جوهرها القتالي المحبوب.