السفيرة التركية لـ الجريدة.: دمج «بيرقدار» بالجيش الكويتي يعكس الثقة والشراكة الدفاعية

السفيرة التركية لـ الجريدة.: دمج «بيرقدار» بالجيش الكويتي يعكس الثقة والشراكة الدفاعية

بعد يومين على انضمام طائرة بيرقدار TB2 المسيّرة إلى أسطول القوات المسلحة الكويتية، خلال حفل أقيم في قاعدة سالم الصباح الجوية، برعاية وحضور وزير الدفاع الشيخ عبدالله العلي، وحضور نائب رئيس الأركان العامة اللواء الركن الطيار الشيخ صباح الجابر، أكدت السفيرة التركية لدى البلاد، طوبى نور سونمز، في اتصال مع «الجريدة»، أن دمج طائرة بيرقدار TB2 المسيّرة ضمن القوات المسلحة الكويتية «يُعد خطوة متقدمة ومهمة في إطار تعاوننا الدفاعي المتنامي. وقد عكست مراسم التدشين الرسمية مدى الأهمية التي يوليها الجانبان لهذه الشراكة».

واعتبرت أن «هذا التطور يتجاوز مجرد عملية شراء، إذ يعكس نموذجاً شاملاً للتعاون يشمل التدريب، وتبادل المعرفة، والدعم طويل الأمد. وقد شكّل إتمام برامج التدريب في تركيا بنحاح من قِبل الأفراد الكويتيين أحد المكونات الرئيسية لهذا الجهد»، لافتة إلى أن «المهام التشغيلية للطائرة TB2 تتوافق في الاستطلاع والمراقبة والدعم التكتيكي مع أهداف الكويت في تحديث منظومتها الدفاعية، كما أن دمجها يمثّل دليلاً على مستوى الثقة والتوافق الاستراتيجي بين بلدينا».

وقالت سونمز: «وباعتبارها نظاماً مجرباً في القتال وذا خبرة تشغيلية واسعة، فقد تم تصدير طائرة بيرقدار TB2 إلى العديد من الدول، ولا تزال تكتسب الاعتراف بموثوقيتها وكفاءتها، وهذه الثقة تمتد أيضاً إلى منتجات الدفاع التركية الأخرى التي أثبتت أداءها في ظروف واقعية».

وذكرت أن «شراء TB2 يُظهر ما يمكن تحقيقه من خلال الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة، ويمثّل محطة مهمة في مسار الشراكة الدفاعية المتطورة بين تركيا والكويت».

وردّاً على سؤال عما اذا كانت ثمة إمكانية لإبرام اتفاقيات دفاعية مماثلة مستقبلاً لتعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، أكدت السفيرة التركية أن «الاهتمام الذي أبدته السلطات الكويتية والتنفيذ الناجح لبرنامج بيرقدار TB2، أسهم في خلق زخم لتوسيع تعاوننا الدفاعي. وقد أرسى اتفاق المشتريات الدفاعية بين الحكومتين، الذي تم توقيعه خلال الزيارة الرسمية لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى تركيا في مايو 2024، أساساً قوياً لهذا المسار».

وتابعت: «منذ ذلك الحين، ساهمت الاتصالات العسكرية رفيعة المستوى والمناقشات التقنية في تعزيز حوار أكثر تنظيماً وتوجّهاً نحو المستقبل. وتتمتع الصناعات الدفاعية التركية بقدرة عالية ومكانة ممتازة على تلبية الاحتياجات المتطورة لدولة الكويت، ليس فقط في مجال الطائرات المسيّرة من دون طيار، بل أيضاً من خلال مجموعة واسعة من المنتجات التي تشمل الأنظمة البحرية، وأجهزة المحاكاة التدريبية، وتقنيات المراقبة، والحلول الدفاعية المتكاملة».

وأكدت أن «الشركات الدفاعية التركية تقدم حلولاً قابلة للتطوير ومخصصة لمهام محدّدة، لمؤسسات مثل وزارة الداخلية والحرس الوطني، إلى جانب القوات المسلحة، مما يتيح إطاراً متعدد الجهات للتعاون».

وعن رؤيتها لمستقبل التعاون الاستراتيجي بين تركيا والكويت على الصعيدين الدفاعي والسياسي، أكدت السفيرة التركية أن «العلاقات التركية – الكويتية قائمة على أسس من الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة، وهناك تقارب كبير في المواقف تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، كما أن التعاون في المجال الدفاعي هو أحد أوجه هذه العلاقة، لكنه أيضاً مدعوم بإرادة سياسية واضحة لدى القيادتين في أنقرة والكويت».

وختمت سونمز كلامها بالقول «إن وجود ثقة متبادلة، وتقارب استراتيجي، واهتمام مشترك بأمن المنطقة، كلها عوامل تخلق بيئة خصبة لتوسيع التعاون، سواء من خلال الاتفاقيات أو المبادرات المشتركة في المستقبل القريب».