
حصلت شركة “شل” العالمية على الموافقة البيئية الرسمية لبدء عمليات حفر بحرية قبالة الساحل الغربي لجنوب أفريقيا، وذلك في خطوة وُصفت بأنها محورية لتعزيز أمن الطاقة في البلاد.
وتستهدف “شل” تنفيذ حملة حفر تشمل ما يصل إلى خمس آبار استكشافية وتقييمية في منطقة “حوض أورانج” الواقعة ضمن منطقة المياه العميقة في إقليم كيب الشمالي، حيث تعد أحد أهم الأحواض الواعدة في جنوب القارة.
وبحسب وثائق تقدمت بها الشركة، فمن المتوقع أن تبدأ أعمال الحفر بحلول عام 2026، في منطقة تقع ضمن الكتلة فائقة العمق في كيب الشمالي، بالقرب من الاكتشافات الضخمة التي سجلتها شركة “توتال إنرجي” في ناميبيا، وتشمل حقلي “فينوس” و”مانجيتي”.
ويأتي هذا التطور بعد تقديم الشركة طلبها في عام 2024، وسط دعم قوي من غرفة الطاقة الإفريقية (AEC)، التي اعتبرت أن هذه الخطوة تمثل بداية عهد جديد لمواجهة فقر الطاقة في جنوب إفريقيا.
وفي بيان صحفي، قالت غرفة الطاقة الإفريقية، وهي أكبر كيان ممثل لقطاع الطاقة في القارة، إن استكشاف الموارد الهيدروكربونية البحرية هو بمثابة “بصيص أمل” لبلد يعاني من أزمات طاقة مزمنة.
وتزامن منح الموافقة البيئية لشركة “شل” مع حملة إصلاحات تنفذها وزارة الموارد المعدنية والبترولية في جنوب إفريقيا لتسريع الاستثمارات في قطاع التنقيب، تشمل قانون تنمية موارد البترول في المناطق البحرية لعام 2024، الذي يضمن الأمن القانوني للمستثمرين ويوفر آليات مرنة لتسريع الحصولعلى التصاريح البيئية.
ووفقًا للخطط، سيتم حفر الآبار في أعماق تتراوح بين 2,500 و3,200 متر لتقييم الجدوى التجارية للجزء الجنوب إفريقي من حوض أورانج، الذي يقع بالقرب من اكتشافات نفطية تجارية بارزة في ناميبيا، أبرزها حقل “فينوس-1X” التابع لشركة توتال إنرجي، والذي من المتوقع أن يدخل مرحلة الاستثمار النهائي في عام 2026.
ورغم التقديرات المتفائلة، واجهت “شل” حملة معارضة قوية من منظمات بيئية مثل “غرينبيس”، التي أطلقت حملات احتجاجية لمنع عمليات التنقيب. لكن الموافقة البيئية الأخيرة أكدت، بحسب السلطات، أن عمليات الاستكشاف يمكن أن تتم بطريقة تراعي المعايير البيئية وتسهم في كشف موارد نفطية مهمة.
وتعد جنوب إفريقيا مستوردا للنفط والغاز، وتعتمد بشكل كبير على الأسواق الدولية لتلبية احتياجاتها من الطاقة، وهو ما جعلها عرضة لتقلبات الأسعار العالمية.
ويأمل المسؤولون في أن تتيح الاكتشافات البحرية الجديدة فرصة لتعزيز الاستقلال في الطاقة وتخفيض الأسعار محليًا، بالإضافة إلى خلق فرص اقتصادية واستثمارية واسعة.
وكانت شركة “توتال إنرجي” قد سجلت في عامي 2019 و2020 اكتشافين مهمين في حقلي “برولبادا” و”لويبيرد”، لكنها لاحقًا اعتبرتهما غير مجديين اقتصاديًا، مما دفع باتجاه استكشاف أحواض جديدة مثل “أورانج”. وتشير التقارير إلى أن توتال وشريكتها “قطر للطاقة” تخططان لحفر ما يصل إلى سبع آبار جديدة بدءًا من عام 2026، بعد الحصول على الموافقات البيئية اللازمة.
كما دخلت شركات أخرى السوق مثل “أفريكا أويل كورب” التي حصلت على حق تشغيل الكتلة البحرية 11B/12B، و”إيكو أتلانتك” التي استحوذت على حصة 75% في الكتلة رقم 1 العام الماضي، ما يؤكد تصاعد اهتمام المستثمرين العالميين بالسواحل الجنوب أفريقية.