
استمرار عمليات الخطف في السويداء للإفراج عن موقوفين جنائياً
مع استمرار عمليات الخطف في محافظة السويداء جنوب سوريا مقابل الإفراج عن موقوفين بقضايا جنائية رفضاً للمساءلة القانونية، التي كان آخرها يوم الثلاثاء، أعلن مصدر أمني أن هذه الحوادث هي نتيجة انتشار مجموعات مسلحة خارجة عن القانون ورفض الانخراط في مؤسسات الدولة وضبط السلاح، تحت إشراف وزارتي الداخلية والدفاع. فيما قال الناطق باسم «حركة رجال الكرامة» باسم أبو فخر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه الأمور لن تتوقف إلا بتفعيل مؤسسات الدولة، خاصة الأمنية».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، صباح الأربعاء، عن مصدر في قيادة الأمن الداخلي بمحافظة السويداء، تلقيه بلاغاً، مساء الثلاثاء، باختطاف ثلاثة مواطنين في مدينة السويداء، من قبل مجموعة مسلحة. وأوضح المصدر أن المجموعة طالبت أهالي المختطفين بالإفراج عن موقوف محتجز في مركز شرطة جرمانا بريف دمشق.
وأشار إلى أن فرع المباحث الجنائية فتح محضراً بالقضية ويتابع ملابساتها، وتم إغلاق طريق دمشق – السويداء، مؤقتاً حرصاً على سلامة المواطنين، مؤكداً التزام الجهات المختصة بتحمل مسؤولياتها واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحفظ أمن المواطنين وضمان استقرار المحافظة.
ووفق المصدر تندرج الحادثة ضمن سلسلة من الحوادث المشابهة التي تشهدها محافظة السويداء، نتيجة انتشار مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، ورفض الانخراط في مؤسسات الدولة وضبط السلاح تحت إشراف وزارتي الداخلية والدفاع.
وفي وقت لاحق أكد مصدر في الأمن الداخلي في محافظة السويداء، بحسب ما ذكرت قناة «الإخبارية» السورية في قناتها على منصة «تلغرام»، أنه تم تأمين المواطنين المخطوفين، وتبين «تعرضهم للضرب والتهديد بالقتل من العصابة الخاطفة، وأن الخاطف هو المدعو زياد الأطرش والد عهد الأطرش المعتقل على خلفية جنائية في مركز الشرطة في مدينة جرمانا التي تقطنها أيضا أغلبية درزية ومسيحية».
وأضاف المصدر: «نعلم أهلنا الأعزاء في مدينة السويداء، بفتح طريق السويداء – دمشق حرصاً على عدم تعطيل مصالحهم، ونهيب بهم التعاون معنا في بسط سلطة مؤسسات الدولة في المحافظة والوقوف بوجه العصابات الخارجة عن القانون». وحمّل «مسؤولية أمن المواطنين للمرجعيات والفصائل العسكرية المنتشرة في المحافظة ودعاهم للاستجابة لقرار وزارة الدفاع والداخلية بضبط السلاح داخل المؤسسات الرسمية».
وفي تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، بيّن الناطق باسم «حركة رجال الكرامة»، الفصيل المحلي الأكبر في السويداء ذات الأغلبية السكانية الدرزية، أن قضية خطف الشبان الثلاثة في مدينة السويداء أمس (الثلاثاء) «تم حلها بمساع اجتماعية». وأكد أبو فخر، أن «الجهود مستمرة بين الحكومة والفصائل الثورية للوصول إلى حالة مؤسساتية تكون رادعة للخروقات الأمنية».
موقع «السويداء 24»، ذكر أن ثلاثة مدنيين تعرضوا لعملية خطف في السويداء، من قبل شخص ادّعى أن الأمن الداخلي في مدينة جرمانا أوقف ابنه بسبب اشتراكه في مشاجرة جماعية، قبل أن تتدخل وساطات من المجتمع الأهلي أفضت للإفراج عنهم مساء الثلاثاء.
وأشار إلى أن الأشخاص الثلاثة الذين تم اختطافهم ينحدرون من منطقة الحولة بريف حمص وسط سوريا، ويعملون في تجارة البلاستيك، وهم: إبراهيم اليوسف، وعلاء، وحمزة عبد الله الرشيد.
ونقل الموقع عن مصادر محلية أن عملية الخطف حصلت بعد وصولهم إلى مدينة السويداء بغرض تجارتهم. كما أكدت المصادر أن المدنيين الثلاثة، لا صلة لهم بحادثة جرمانا، وهذا ما أثار قلق عائلاتهم التي عادت وأكدت لاحقاً تلقيها اتصالات بالإفراج عنهم.
وشدد أمير دار عرى، حسن الأطرش، بحسب موقع «السويداء 24 » على أن أي حادثة خطف مرفوضة مهما كانت أسبابها ومبرراتها، وأنه تدخل على الفور عند سماعه بالقضية. وعدّ أن الحادثة حصل فيها «سوء فهم ولم تكن عملية خطف»، وقال إن الشخص المتهم من أفراد العائلة «استضاف» الثلاثة في بيته، و«هم بكامل حرّيتهم وسوف يعودون لأهاليهم معززين مكرمين».
كما رفض ربط الحادث بقضية جرمانا، التي قال إنها وقعت قبل أسبوع، أما الحادثة فقد حصلت أمس في السويداء، مضيفاً أن قضية جرمانا «انتهت على خير بتدخل من المشايخ».
وبعدما ذكر «السويداء 24» أنه تم الإفراج عن المخطوفين الثلاثة، نقل عن مصادر إعلامية تأكيدها أنه «تم إخلاء سبيل الموقوف في حادثة جرمانا».