
سجلت شركة “بي واي دي” (BYD) أعلى مستوى شهري لمبيعاتها منذ بداية عام 2025، بعد جولة كبيرة من تخفيضات الأسعار، رغم أن هذه الخطوة أثارت تدقيقاً من الجهات الحكومية وانتقادات من منظمات بالقطاع.
تمكنت شركة تصنيع السيارات الصينية العملاقة من بيع 377,628 سيارة ركاب خلال الشهر الماضي، من بينها 206,884 سيارة كهربائية تعمل بالبطارية. يمثل هذا زيادة قدرها 11% عن العام السابق، مما ساهم في رفع إجمالي المبيعات للنصف الأول من العام إلى 2.1 مليون وحدة، بحسب بيان صدر يوم الثلاثاء.
ومع ذلك، شهدت المبيعات نمواً طفيفاً على أساس شهري، مما يزيد الضغط على استراتيجية “بي واي دي” للنصف الثاني من العام في سعيها لتحقيق هدفها السنوي المتمثل في بيع 5.5 مليون سيارة.
في الوقت نفسه، أعلنت شركة “جيلي أوتوموبيل هولدينغز” (Geely Automobile Holdings) عن بيع أكثر من 193 ألف سيارة في يونيو، بزيادة قدرها 59% على أساس سنوي، مما دفعها إلى رفع هدف التسليمات لعام 2025 بنسبة 11% ليصل إلى 3 ملايين سيارة.
الخصومات تفشل في إنعاش مبيعات “بي واي دي”
كشفت أرقام المبيعات أن التخفيضات السعرية التي وصلت إلى 34% على بعض طرازات “بي واي دي” خلال أواخر مايو لم تحقق الدفعة المنشودة في حجم المبيعات. ففي السوق المحلية الرئيسية بالصين، شهدت مبيعات سيارات الركاب لدى عملاق السيارات الكهربائية تراجعاً لثلاثة أشهر متتالية، بينما ألقى التدقيق المرتبط بتخفيض الأسعار بظلاله على توقعات الشركة للنصف الثاني من العام.
وأدى قلق المستثمرين من تآكل هوامش الربحية إلى محو أكثر من 20 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة. كما أثارت الخصومات الكبيرة انتقادات صانعي السياسات، الذين نددوا بما وصفوه بـ”حرب أسعار”، وحذروا شركات السيارات من ضرورة ظبط أسعارها ذاتياً.
النمو الأوروبي يعوض خسائر الصين
ومع ذلك، وحتى مع تباطؤ الزخم المحلي في الصين، نجحت “بي واي دي” في الحفاظ على نمو قوي داخل السوق الأوروبية.
أظهرت بيانات صادرة عن شركة “جاتو دايناميكس” (Jato Dynamics) أن شركة صناعة السيارات الصينية اقتربت من مضاهاة تسجيلات “تسلا” (Tesla) في السوق الأوروبية خلال مايو، بعد أن كانت قد تفوقت على منافستها الأميركية في أبريل.
كما أوضحت بيانات شركة الأبحاث “داتافورس” (Dataforce) أن “بي واي دي” ضاعفت مبيعاتها في أوروبا قرابة أربع مرات خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025.
وتحت ضغط الجهات التنظيمية، أوقفت “بي واي دي” بعض الخصومات في الصين، وانضمت إلى تعهد جماعي داخل القطاع لتوحيد آجال سداد الفواتير للموردين إلى 60 يوماً، وذلك وسط تدقيق رسمي في استخدام تمويل سلاسل التوريد كأحد أشكال الديون.
وعلى الرغم من النمو التدريجي، بلغ إجمالي مبيعات “بي واي دي” حتى نهاية يونيو 2.1 مليون وحدة. إلا أن تحقيق هدفها السنوي يتطلب بيع ما معدله 559 ألف سيارة شهرياً خلال النصف الثاني من العام.
اقتصاد الشرق