
نوال عايد الفاعوري: أما بعد فقد انتهى كل الكلام
نوال عايد الفاعوري
فإن هذا بوح طويل كطول يوم الغد إذ يصادف أطول يوم في العام. لا أعرف كيف يمكن اختصاره، وكلما حاولت أن أقول “كفى، لن أسترسل” أجدني أكتب..
في سورة الشمس قال الله عن قوم ثمود [فكذّبوهُ فعقروها] رغم أن الذي طعنها وقتلها شخص واحد فقط!!
إثم الوزر الذي يرضى به الجميع يوزع عليهم بالتساوي، والصمت في هكذا حالة علامة رضا، تآمر، وشيطنة خرساء.
[فدَمْدَم عليهم ربّهُم بِذَنبهِمْ] جعل الذنب ذنب ثمود كلها، لا ذنب شخص واحد، لأن الجريمة التي يتمالأ عليها الجميع هي جريمة الكل، ولو بكلمة، بنصف حرف، بسكوت أخرس شيطاني!
قالت: أنهلكُ وفينا الصالحون؟ قال: نعم؛ إذا كثُرَ الخبث.
إذا وسّد الأمر إلى غير أهله، واعتلى الرويبضة أمر الناس وإذا ظنوا أنهم يأمنون مكر الله، وإذا زين لهم إبليسهم الأكبر، وصغار الشياطين، سوء أعمالهم فرأوه حسناً، كما زين لذلك الملك قتل غلام أهل الأخدود، فأسلم الناس كلهم حينها و “تحرروا” من “عبودية” البشر للبشر، إلى عبوديتهم لرب البشر الذي خلقهم أحراراً ولم يجعل لذي مُلكِ عليهم سبيلاً لاستعبادهم!
ما لا ينتبه له الناس أن البلل لا ينتظر الوصول إلى “ذقونهم” حين يكونوا يغرقون في مياه/رمال هؤلاء المتحركة، لأن معركة النجاة الفردية حينها و “اللهم نفسي” تشبه الذي يغطس في بئر المجاري وهو يغلق أنفه!
وأن الذين أخذوا على يد الطابق السفلي في السفينة، بالكلمة، والقوة، كانوا يمنعون السفينة من الغرق. وحدهم أولئك الذين “ملهمش دخل” سيموتون غرقاً في نهاية المطاف .. كالكلاب!
وأن الذي عقر الناقة، ثم سكت الناس عليه، وافقوه، طنشوا الحدث، استحقوا العقوبة.
يخسفُ الله بجيش يغزو جزيرة العرب، وإن فيهم من كان يمرّ معهم مرور طريق، أو عابر سبيل، أو مستأنس، أو يحتمي بقوة الجيش خوفاً على ماله وولده وأهله، أو كاتماً كرهه لهم ولكنه معهم، ثم يبعث كل منهم على نياتهم!
قال حيدرة: عجبت لمن تصوب في وجهه كل كواتم الصوت، كيف لا يكون فمه مفخخاً
يقول العارفون بالتاريخ أن عبد الله بن سلول، رأس النفاق الأكبر، كان يقوم تمام الرابعة فجراً، يتوضأ في عزّ برد كانون، ليس ثمة Heater في بيته، ثم يخرج حاملاً سراجه ليصلي الفجر خلف النبي صلى الله عليه وسلم!
كان يتلو القرآن، ويخرج للغزوات، ويخطب في ربع المنافقين، وفي شعب المدينة، ويصرّح كلما لاح له ميكروفون أيضاً!
كل ذلك رغم أنه يعلم أنه منافق، ويعلم أن الناس تعلم أنه منافق، وأنه من أهل النار.
ورغم أنه منافق، إلا أن خصال العرب لم تنفكّ عنه، فقد كان “زلمة، وعند كلمته”!
حين اتهم المبرأة من الله تعالى، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حادثة الإفك، لم يخرج ببيان ينفي ما قاله في المدينة، ولم يتهرب من كلمته، يلوذ في صفحات الجرائد وأعقاب الإذاعات يتلو للناس كذباً صافياً رائقاً سائغاً للمطبلين!
وحين صرّح في جريدة المدينة أنه إن عاد ليثرب ليخرجنّ الأعز منها الأذل، يقصد بالأعز هو، وبالأذل النبي -حاشاه-، بقي عند كلمته متمترساً خلفها، ولا أن تقول العرب عنه “هامل”!
وحين وقف ابنه بالسيف، الصحابي عبد الله بن عبد الله بن سلول، على باب المدينة مهدداً إياه: لتعلمنّ من الأعز فيها ومن الأذل، لم يتبرأ من كلمته، ولم يحلف أيماناً أنه لم يقل ذلك، وأن تصريحاته الصحفية تم تحويرها.
وأنا لا أقول شيئاً،
فأنا مثل بقية الشعب، شياطين خرساء، تخشى أن تقول الحق ولو على الفيسبوك! ومثل بقية ربع ابن سلول، خرجنا في مهرجان الاستقلال، والعلم ،وتصفيات كأس العالم، لنقول للعالم: طز فيكم!
أخبرني ذو شيبة
أن أحداثاً كهذه هي بداية النهايه التي تعجل بسنة الاستبدال التي واجه بها الله من هم خير من هؤلاء [وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم].
وكان مما نصحني به:
لا عليكِ، أنا منذ زمن سحبت كرسياً وجلبت نصف طن فشار، كل ما أفعله أنني أتابع مكر الله في أولاد الكلب هؤلاء! وعلى كل طغمة الفجار، بدءاً من علية القوم ، وانتهاءً بأصغر عرص مهمته الإبلاغ عن المقال.
-رفعت الجلسة.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: