النشاط الاقتصادي العالمي يواصل النمو رغم التوترات الاقتصادية وصراع الشرق الأوسط

النشاط الاقتصادي العالمي يواصل النمو رغم التوترات الاقتصادية وصراع الشرق الأوسط

يواصل النشاط الاقتصادي في أوروبا وبعض الاقتصادات الكبرى في آسيا نموه خلال الشهر الجاري، رغم استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأمريكية، وتهديدات ارتفاع أسعار الطاقة في ظل تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.

ورغم أن نتيجة المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا تزال غير واضحة، يأمل رجال الأعمال الأوروبيون أن يتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تنفيذ أكثر الرسوم الجمركية ضررًا، مع ظهور بوادر اتفاق وشيك قد يُبرم بشأن القضايا التجارية غير الجمركية، ما قد يمهد الطريق لاتفاق شامل.

وأظهر مؤشر المشتريات المركب لمنطقة اليورو، والذي يقيس النشاط في قطاعي الصناعة والخدمات، استمرار النمو الاقتصادي، وإن كان بوتيرة متواضعة وثابتة.

في المقابل، سجلت المؤشرات الاقتصادية في اليابان وأستراليا والهند ارتفاعًا، ما يعكس تسارعًا عامًا في النشاط الاقتصادي العالمي، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

وشهد اقتصاد منطقة اليورو نموًا أقوى من المتوقع في بداية العام، بدعم من الطلب القوي القادم من الولايات المتحدة، حيث قامت الشركات الأمريكية بتخزين البضائع تحسبًا للرسوم الجمركية المتوقعة.

لكن وتيرة النشاط تباطأت في أبريل عقب إعلان ترامب فرض رسوم جمركية جديدة، مما جعل منطقة اليورو مهددة بالانكماش إذا ما تراجعت المبيعات إلى السوق الأمريكية بشكل حاد.

غير أن الاستطلاعات أظهرت إشارات انتعاش في قطاع الصناعة التحويلية الألماني، مع تسجيل الطلبيات الجديدة أعلى معدل نمو لها منذ ثلاث سنوات، أما في بريطانيا تسارع النشاط أيضًا مع امتلاء دفاتر الطلبات وتعافي الثقة من أدنى مستوياتها التي سجلتها في أبريل عند إعلان ترامب حزمة الرسوم التصعيدية.

وعلى النقيض، شهدت فرنسا تراجعًا غير متوقع في النشاط الاقتصادي بوتيرة أكثر حدة، حيث أشار منتجو السلع إلى اشتداد المنافسة الدولية نتيجة تحوُّل تدفقات التجارة العالمية.

ومن المنتظر أن تتضاعف الرسوم الجمركية على العديد من الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة اعتبارًا من الشهر المقبل مع انتهاء فترة التجميد البالغة 90 يومًا، لكن خبراء اقتصاد في شركة “بانثيون ماكرو إيكونوميكس”، أشاروا إلى أن الشركات الأوروبية ربما توصلت إلى قناعة بأن هذه الزيادات لن تتحقق فعليًا.

وقال الخبراء للصحيفة إنه “نظرًا لميول ترامب لتأجيل القرارات، فإن القطاع الخاص، مثلما فعلت الأسواق منذ وقت طويل، قد يستنتج ببساطة أن المخاطر القصوى من الرسوم الجمركية لن تتحقق أبدًا”.

من جهة أخرى، قد تؤدي تطورات الصراع في الشرق الأوسط إلى عرقلة مسار النمو العالمي، خاصة بعد الغارات الجوية التي شنّتها القاذفات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع، ورفض ترامب استبعاد الدعم الأمريكي لتغيير النظام في طهران، ما أثار مخاوف من اندلاع صراع عسكري طويل الأمد مع طهران.

وارتفعت أسعار النفط في تعاملات اليوم /الاثنين/ بفعل تلك الغارات، وهو ما قد يعرقل محاولات أوروبا الناجحة حتى الآن للسيطرة على التضخم، وهو ما مكّن البنك المركزي الأوروبي من خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع من نظرائه كالبنك الفيدرالي الأمريكي.