زياد المجالي: الحرب الناعمة على العرب.. نحن نخترقكم بلغتكم… الإعلام العربي الإسرائيلي كأداة اختراق ناعم في الوعي الجمعي العربي

زياد المجالي: الحرب الناعمة على العرب.. نحن نخترقكم بلغتكم… الإعلام العربي الإسرائيلي كأداة اختراق ناعم في الوعي الجمعي العربي

زياد المجالي: الحرب الناعمة على العرب.. نحن نخترقكم بلغتكم… الإعلام العربي الإسرائيلي كأداة اختراق ناعم في الوعي الجمعي العربي

 
 
إعداد وتحرير: زياد المجالي
المقدمة
في زمن تتداخل فيه الحرب العسكرية مع الإعلامية، أصبحت الجبهات الحقيقية غير مرئية، والأدوات المستخدمة أقل صخبًا… لكنها أكثر تأثيرًا.
لم تعد إسرائيل تعتمد فقط على القوة الصلبة، بل أصبحت تراهن على القوة الناعمة، خصوصًا في الإعلام الموجّه للعرب. من خلال عدد من الشخصيات التي تتحدث العربية بطلاقة، وتتبنى قضايا ظاهرها حيادي، يتم تنفيذ هجمات نفسية دقيقة تستهدف العقل العربي قبل الأرض.
أفيخاي أدرعي – الخصم الودود
من أب سوري وأم عراقية، يتولى مسؤولية الإعلام العربي في الجيش الإسرائيلي منذ سنوات.
يستخدم لغة عربية مألوفة، ولهجة ودودة، ويكثر من اقتباس النصوص الدينية والمقولات الشعبية.
يُصوّر الجيش الإسرائيلي على أنه “قوة منضبطة”، ويحاول نزع صورة العدو القاتل.
التأثير النفسي المقصود: خلق حالة من التشويش في وعي الجمهور العربي، بحيث تتراجع الكراهية تجاه إسرائيل، أو تصبح محل نقاش وجدال، وتتفكك صورة العدو المتماسك.
إيلا واوية – الجندية بملامح عربية
عربية مسلمة، تحمل رتبة رائد، وتشغل منصب نائب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.
تُستخدم كرمز رمزي لصورة المرأة العربية “المنخرطة” في مؤسسات الدولة العبرية.
توظف في رسائل موجهة للنساء والشباب والفئات الليبرالية.
التأثير النفسي المقصود: ضرب السرديات القومية والدينية من الداخل، وتشجيع النموذج “المتصالح” مع إسرائيل، وكسر الحواجز العاطفية تجاه الجيش الإسرائيلي، عبر التمويه الرمزي.
إيدي كوهين – المحرّض المقنّع بالعلم
يهودي من أصل لبناني، يُقدّم نفسه كأكاديمي في مراكز بحث إسرائيلية.
يمارس دورًا هجوميًا عبر مواقع التواصل والإعلام العربي، ويستخدم التسريب والتحريض والتشويه.
التأثير النفسي المقصود: زرع الفوضى المعلوماتية، ضرب الرموز العربية، تحطيم الثقة الذاتية، وتأجيج الانقسامات المذهبية والسياسية، خاصة في لحظات التوتر والفراغ الإعلامي.
الهدف العام لهذه الأدوات الإعلامية
تفكيك صورة “العدو الإسرائيلي” وتحويله إلى كيان طبيعي مألوف.
نزع الرهبة والموقف العدائي من الوجدان العربي.
تشويه القضايا الكبرى للعرب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
خلق جيل عربي متشوش، مرتبك الهوية، ضعيف الارتباط بالمفاهيم القومية والمقاومة.
الاستراتيجية الإسرائيلية كما تُفهم من هذه الشخصيات تقوم على:
1. اللغة كأداة اختراق: حين تتكلم بلهجتك، تكون الرسالة أعمق.
2. الرمزية كقوة ناعمة: وجه عربي في الجيش الإسرائيلي أخطر من دبابة.
3. الفوضى كتكتيك دائم: الحقيقة لا تُقصف، بل تُغرق وسط إشاعات متضاربة.
الخاتمة
حين تصبح الحرب صامتة، يكون الخطر أكبر.
وحين يتسلل الخصم من داخل اللغة، داخل اللهجة، داخل القيم… يكون التهديد أكثر عمقًا من الصواريخ.
ما تقوم به إسرائيل اليوم هو تفريغ الوعي العربي من مضامينه القومية والدينية، وإعادة تشكيله بما يخدم تطبيعها، وهيمنتها، وإخراج الصراع من مضمونه التاريخي والأخلاقي.
إن التحدي الأكبر اليوم ليس فقط في مقاومة الاحتلال… بل في حماية العقل من أن يتحوّل إلى أرض محتلة.
كاتب اردني

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: