“المركزي الهندي” يواجه تحديًا لضبط استقرار الروبية بعد ارتفاع أسعار النفط

“المركزي الهندي” يواجه تحديًا لضبط استقرار الروبية بعد ارتفاع أسعار النفط

تشهد الروبية الهندية تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار، مما يدفعها نحو مستوى حرج ويثير التكهنات بشأن تدخل البنك المركزي الهندي لضبط استقرار العملة، في ظل تصاعد التوترات العالمية التي تؤثر على الأسواق المالية.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن بنك ANZ توقعاته بأن يتدخل بنك الاحتياطي الهندي إذا اقتربت قيمة الروبية من 87 روبية للدولار.

وتُعد الروبية الهندية العملة الآسيوية الأكثر تضررًا خلال هذا الربع، متأثرة بارتفاع أسعار النفط. وبينما تتعرض معظم عملات الأسواق الناشئة لضغوط منذ تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل هذا الشهر، تبقى الروبية عرضة للخطر بشكل خاص.

وتُعد الهند ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، ويؤدي ارتفاع الأسعار إلى زيادة الضغط على عجز الحساب الجاري وتفاقم توقعات التضخم في البلاد.

من جانبه، رأى ديراج نيم، خبير استراتيجيات العملات في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية المحدودة، أن بلوغ الروبية مستوى 87 مقابل الدولار وارد جدًا إذا تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط وتحولت إلى أزمة إقليمية.

وأوضح أن ذلك سيكون بمثابة صدمة، ولن يرضى البنك المركزي الهندي بمثل هذا السيناريو، إذ إن تجاوزه لهذا المستوى يُعد أمرًا غير مقبول.

وكانت العملة قد سجلت أضعف مستوى لها منذ ثلاثة أشهر الأسبوع الماضي، قبل أن تتعافى جزئيًا وتغلق عند 86.59 روبية للدولار يوم الجمعة.

ويُعد التراجع إلى مستوى 87، الذي تم تجاوزه آخر مرة في فبراير، تطورًا قد يؤدي إلى تقلبات حادة، ويؤثر على تدفقات رؤوس الأموال، كما قد يخلّف تداعيات أوسع على التضخم والسياسة النقدية.

ويشير الانخفاض النسبي للروبية منذ بلوغها أعلى مستوى هذا العام في مايو، إلى أن البنك المركزي امتنع إلى حد كبير عن التدخل المكثف، ما سمح للسوق بامتصاص الصدمات الخارجية. ويعكس ذلك نهجًا أكثر مرونة يتبعه البنك منذ تولي سانجاي مالهوترا منصب المحافظ في ديسمبر الماضي.

ووفقًا للتقرير، فإن أي تراجع حاد أو مطوّل في قيمة الروبية قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، في وقت يسعى فيه صانعو السياسات إلى تثبيت توقعات الأسعار وتهيئة المجال لمزيد من التيسير النقدي لدعم النمو الاقتصادي.

وقال ميتول كوتيشا، رئيس قسم استراتيجية العملات الأجنبية والأسواق الناشئة في بنك باركليز: “تُعد الروبية من أكثر العملات حساسية في المنطقة تجاه ارتفاع أسعار النفط، ومع استمرار خروج تدفقات المحافظ الأجنبية، واحتمال زيادة الطلب من المستوردين المحليين، تزايد الضغط على العملة الهندية”.