
اكتشف هولندا وألمانيا من خلال رحلات دراجات طويلة ومغامرات فريدة
لندن-راي اليوم
في ظل ارتفاع تكاليف السفر، برزت ألمانيا وهولندا كوجهتين مميزتين تقدمان للشباب فرصة استكشاف معالمهما بأسلوب مختلف وبميزانية منخفضة. وتعتمد هاتان الدولتان على نظام متكامل لمسارات الدراجات الهوائية، مما يجعل ركوب الدراجة وسيلة مثالية للتنقل بين المدن والأرياف، كما تتيح للزوار التعرف على الحياة المحلية بشكل أعمق وبطء يُمكّنهم من الاستمتاع بكل لحظة.
تتمتع ألمانيا وهولندا بشبكات واسعة ومتطورة لمسارات الدراجات، حيث تمتد آلاف الكيلومترات لتربط بين المناطق الحضرية والريفية. ففي هولندا، تنتشر مسارات الدراجات في كل مكان، وتغطي معظم المدن والقرى، مما يجعل التنقل بالدراجة خيارًا شائعًا ومريحًا. أما في ألمانيا، فتضم البلاد أكثر من 70 ألف كيلومتر من مسارات الدراجات التي تمر عبر معالم تاريخية وطبيعية، مع توفير طرق طويلة وشبكات محلية متعددة تسهل التنقل بأمان.
لا يقتصر جمال هذه التجربة على كونها وسيلة نقل اقتصادية فحسب، بل تكمن في حرية الحركة التي توفرها. فبدلاً من التقيد بجداول المواصلات العامة، يمكن للمسافر أن يبدأ يومه بالتجول في شوارع مدن مثل أمستردام أو برلين، ثم ينطلق في رحلة غير مخططة نحو المناطق الريفية المحيطة بكل سهولة.
ما يميز ألمانيا وهولندا أيضًا هو أن الدراجة الهوائية ليست مجرد وسيلة مواصلات، بل هي جزء لا يتجزأ من الثقافة اليومية. في شوارع هذه المدن، يمكن رؤية السياسيين ورجال الأعمال والطلاب وكبار السن وهم يستخدمون الدراجة كوسيلة رئيسية للتنقل، مما يعكس فلسفة اجتماعية تقوم على المساواة والبساطة والاستدامة. هذه الثقافة تجعل تجربة ركوب الدراجة للسياح أكثر حيوية ومشاركة في المشهد اليومي.
تقدم هولندا تجربة فريدة لمحبي الطبيعة، حيث يمكن للزائر أن يتجول بالدراجة على طول القنوات المائية في أمستردام، أو يزور حقول الزهور في كيوكينهوف، أو يستكشف القرى الهادئة مثل جيثورن التي تُعرف بـ”فينيسيا هولندا” بسبب خلوّها من السيارات. أما ألمانيا فتمنح السائح فرصة استكشاف المعالم التاريخية والطبيعية في آن واحد، مثل القلاع القديمة على طول نهر الراين، الغابات الكثيفة في الغابة السوداء، أو مسار جدار برلين الذي يروي قصة تاريخية عميقة.
تتوفر خدمات تأجير الدراجات في كل المدن الكبرى والصغيرة في كلا البلدين، ويُمكن استئجار الدراجات بسهولة من محطات القطار أو عبر تطبيقات متخصصة مثل “دانكي ريبابليك” في هولندا و”نيكس بايك” في ألمانيا، بأسعار تتراوح بين 5 إلى 10 يوروهات يوميًا، ما يجعلها خيارًا اقتصاديًا للشباب.
إلى جانب الجانب الاقتصادي، تتيح رحلات الدراجات فوائد صحية من خلال ممارسة نشاط بدني معتدل يوميًا، مما يحسن اللياقة البدنية خلال السفر. كما تمثل الدراجة وسيلة نقل صديقة للبيئة، خالية من الانبعاثات الغازية، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للسياح المهتمين بحماية البيئة.
لتحقيق تجربة سلسة وناجحة، يُنصح بالحصول على خريطة لمسارات الدراجات التي تتوفر مجانًا في مكاتب السياحة، والالتزام بقواعد المرور، خاصة في هولندا حيث تصل الغرامات على المخالفات إلى مستويات مرتفعة. كما يُفضل استخدام أقفال جيدة لتأمين الدراجة وتجنب السرقة، لا سيما في المناطق المزدحمة.
باختصار، تُعد الدراجة الهوائية خيارًا مثاليًا للشباب الراغبين في استكشاف ألمانيا وهولندا بطريقة مختلفة تجمع بين التوفير، الصحة، والاندماج الثقافي، لتصبح الرحلة تجربة لا تُنسى مليئة بالمغامرات والاكتشافات في المدن والريف على حد سواء.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: