عمر نجيب: من طهران واليمن إلى غزة ولبنان نشوة البداية وخيبة النهاية…… ثلاثة خيارات أمام الغرب والطريق السريع للحرب العالمية الثالثة

عمر نجيب: من طهران واليمن إلى غزة ولبنان نشوة البداية وخيبة النهاية…… ثلاثة خيارات أمام الغرب والطريق السريع للحرب العالمية الثالثة

عمر نجيب: من طهران واليمن إلى غزة ولبنان نشوة البداية وخيبة النهاية…… ثلاثة خيارات أمام الغرب والطريق السريع للحرب العالمية الثالثة

 
عمر نجيب

 سيسجل التاريخ بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط أو التي توصف لدى البعض بغرب أسيا، تواريخ مفتاحية حددت وتحدد مستقبل هذه المنطقة من العالم وتأثيرها الذي قد يتخطى بعدها الجغرافي والسياسي ليترك أثره على كل بقاع الأرض، وذلك بغض النظر عن نتائج الصراعات المحتدمة والمتسعة الدائرة منذ 7 أكتوبر 2023 عند انطلاق عملية طوفان الأقصى من قطاع غزة.
 في 8 أكتوبر 2023 وبعد 24 ساعة على انطلاق طوفان الأقصى فتح حزب الله من جنوب لبنان جبهة ضد تل أبيب في حرب استنزاف أجبرت الجيش الإسرائيلي على حشد ما بين 60 إلى 80 الف جندي مما خفف الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية في القطاع.
 بتاريخ 19 مايو 2024 تحطّمت مروحية من طراز بيل 212 كانت تحمل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بمنطقة ورزقان شمال إيران بينما كانت في طريقها إلى تبريز. وكانت المروحية تقل بالإضافة إلى الرئيس الإيراني، وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومحافظ محافظة أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، وممثل المرشد الأعلى في أذربيجان الشرقية وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي آل هاشم، كذلك عدد من المرافقين.
 خلص التحقيق الإيراني النهائي في حادث تحطم المروحية الذي نشر في 1 سبتمبر 2024، إلى أن سببه كان “الظروف المناخية والجوية المعقدة في المنطقة في الربيع”. وأضاف تقرير الهيئة الخاصة التي حققت في الحادث أن “الظهور المفاجئ لكتلة كثيفة من الضباب الكثيف المتصاعد” تسبب في اصطدام المروحية بالجبل.
 رغم التقرير شككت فيه الكثير من الأوساط ذات الخبرة حتى في الغرب ورجحت أن الحادث جاء نتيجة عملية للموساد الإسرائيلي وأن القيادات في طهران فضلت عدم كشف الحقيقة حتى لا تكون مضطرة للرد في ذلك التوقيت.
 اغتالت إسرائيل يوم 31 يوليو 2024 إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس و‌رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق في العاصمة الإيرانية طهران بعدما كان في زيارة لها للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. قُتل إلى جانبِ هنية حارسه الشخصي القيادي الميداني في كتائب القسام وسيم أبو شعبان. العملية تمت بواسطة طائرة مسيرة.
 يومي 17 و 18 سبتمبر وفي لبنان، وقعت سلسلة من التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر) تابعة لحزب الله، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. تم استهداف الأجهزة في عدة مناطق، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان والبقاع.
 العملية التي شاركت فيها إلى جانب جهاز الموساد الإسرائيلي ثلاث أجهزة استخبارات غربية أسفرت عن اضطراب في القيادة العسكرية والسياسية لحزب الله وأخرت إطلاق مئات الصواريخ في هجمة كبيرة طالما حذرت منها كل من تل أبيب وواشنطن.
 يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024 وفي عملية جوية بدعم مادي واستخباري وقنابل أمريكية وبريطانية خارقة للتحصينات تم إغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في موقع محصن على عمق 28 مترا تحت الأرض في عشر غارات إسرائيلية على مقر الحزب في الضاحية الجنوبية في بيروت.
 الهجوم وما تبعه من اضطراب في سلسلة قيادات حزب الله شل 80 في المئة من قدرته، وإذا كانت قوات الحزب قد ردت بهجمات على إسرائيل لعدة أسابيع بعد ذلك إلا أن القيادات الجديدة قررت بعد حين قبول وقف اطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، على الساعة 4:00 توقيت غرينيتش.
 النجاحات الإسرائيلية المدعومة أساسا من طرف المخابرات الأمريكية والبريطانية في التخلص من خصومها بواسطة العمليات السرية، شجعها على توسيع عملياتها حتى خارج الشرق الأوسط.
 في اليمن فشلت أكثر من سبعة محاولات لتصفية القيادات اليمنية الحوثية، تماما كما فشلت حاملتا طائرات أمريكية وأسطول من الطرادات والمدمرات في قهر الجيش اليمني ومنعه من مواصلة استهداف إسرائيل دعما لغزة، مما أجبر إدارة واشنطن على وقف غاراتها يوم الثلاثاء 6 مايو 2025 وسحب أسطولها بعيدا عن سواحل اليمن.
 بعيدا بمئات الكيلومترات عن غزة وفي وسط شرق أوروبا صرح مسؤول في موسكو يوم الأحد 25 مايو 2025، بأن مروحية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت في قلب هجوم بحوالي 46 طائرات مسيرة أوكرانية خلال وجوده على متنها في زيارة لمنطقة كورسك.
وصرح اللواء يوري داشكين، قائد فرقة الدفاع الجوي الروسي لقناة «روسيا 24» بأن طائرة الرئيس الروسي شاركت في «معركة دفاع جوي» بعد «هجوم أوكراني غير مسبوق بطائرات مسيرة».
ولفت داشكين إلى أن الحادثة وقعت الأسبوع السابق يوم الأربعاء 21 مايو أثناء جولة للرئيس الروسي في منطقة كورسك الحدودية التي استعادتها موسكو من القوات الأوكرانية.
 في الغرب وعلى صفحات صحف ومواقع إعلامية مختلفة وبناء على تصريحات مسؤولين عسكريين واستخباراتيين غربيين، كان الهجوم منسقا من طرف المخابرات الأوكرانية والأمريكية و أم 6 البريطانية والموساد الإسرائيلية.
 يوم الجمعة 13 يونيو 2025 شنت إسرائيل من عدة جبهات هجمات متعددة ومتنوعة بالطائرات المقاتلة المقنبلة والمسيرة والصواريخ ضد إيران، وحققت بعض النجاحات.
وأعلن التلفزيون الإيراني مقتل عدد من المدنيين والعلماء والقادة العسكريين البارزين، فقد لقي كل من رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، واللواء غلام علي رشيد قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي، حتفهم، في الغارات الجوية واسعة النطاق.
 مصادر رصد في العاصمة الألمانية برلين ولندن أفادت أن عملية تصفية القيادات كانت جزء من مخطط أوسع لقلب نظام الحكم في طهران بالتعاون مع عناصر داخل إيران ساعدت كذلك لساعات محدودة في تعطيل أجهزة الدفاع الإيرانية.
 الحظ لم يوفق تل أبيب حيث استعادت القيادات الإيرانية التي خلفت من تمت تصفيتهم زمام المبادرة، وفي اليوم الثالث لبداية ما وصفته تل أبيب بعملية “الأسد الصاعد”، انقلب ميزان المواجهة تماما وأصبحت مئات الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية تسقط على تل أبيب وحيفا وعشرات المواقع الأخرى بعد أن شل نظام القبة الحديدية الذي كان هناك تصور أنه قادر على حماية إسرائيل.
 مع بداية النصف الثاني من شهر يونيو 2025، يرى المراقبون أنه ليس أمام تل أبيب وواشنطن سوى ثلاث خيارات إذا لم تقع مفاجآت تضعف قدرات طهران، خاصة على ضوء الخسائر الضخمة التي تلحق بإسرائيل مع العلم أنها سحبت جزء كبيرا من قواتها التي تحارب في غزة لمواجهة التطورات الجديدة.
 التوصل لوقف إطلاق نار بشروط إيران ونهاية عملية لمحاولات الغرب منعها من تطوير قدرات نووية.
 دخول الولايات المتحدة بشكل مفتوح ورسمي مع دول غربية أخرى في حرب ضد طهران.
 إقدام تل أبيب على استخدام السلاح النووي ضد إيران، أي عمليا تسريع بداية الحرب العالمية الثالثة.

تعتيم

 فجر يوم الاثنين 16 يونيو 2025 منعت الرقابة العسكرية في الجيش الإسرائيلي نشر أي معلومات أو لقطات للقصف الإيراني وسط أنباء عن استهداف مقرات حساسة في مناطق واسعة في إسرائيل.
والمعروف أنه قبل الحظر أفادت وسائل إعلام عبرية بوقوع “حدث صعب” في بيتح تكفا إثر القصف الصاروخي حيث تم تدمير مخابئ تحت الأرض بمن فيها وذلك رغم أنها مصممة للحماية.
كما أشارت إلى استهداف مصفاة حيفا التي تعالج 10 ملايين طن من النفط الخام سنويا ومجمع مصفاة بازان للكيماويات في حيفا هو الأكبر في إسرائيل وينتج 200 ألف برميل يوميا.
ووردت معلومات بإمكانية استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية، وهي واحدة من أهم وأكبر القواعد الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وتقع جنوب شرق مدينة بئر السبع في صحراء النقب.
وشن الجيش الإيراني فجر يوم الاثنين هجوما صاروخيا ضخما، استهدف جميع مناطق إسرائيل.
وأظهرت لقطات فيديو سقوط صاروخين بالقرب من مولدات طاقة رئيسية في حيفا، كما سجل سقوط صواريخ في مناطق بتل أبيب، ما تسبب في دمار كبير وانهيار بنايات.

تدمير معهد وايزمان

 جاء في تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الامريكية يوم الأحد 15 يونيو 2025:
 استهدفت ضربة صاروخية إيرانية، فجر الأحد، معهد “وايزمان” للعلوم في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب أحد أبرز المراكز البحثية والعلمية في إسرائيل.
وأسفر الهجوم عن دمار واسع في مختبرات الأبحاث واندلاع حرائق كبيرة، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية للمعهد.
ووثق مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام عبرية ومدونون، لحظة استهداف الصاروخ الإيراني لمعهد وايزمان في برحوفوت.
ويعد هذا المعهد للأبحاث العلمية المتقدمة من بين الأشهر في إسرائيل، إذ بدأ التأسيس له عام 1934 على يد حاييم وايزمان تحت اسم “دانيال سييف للبحوث”، ثم تمت توسعته وأعلن رسميا “معهد وايزمان للعلوم” نسبة إلى حاييم وايزمان أول رئيس إسرائيلي في 2 نوفمبر 1949.
ويعمل فيه حاليا نحو 2500 إسرائيلي، ويوفر درجات الماجستير والدكتوراه في الرياضيات، الفيزياء، الأحياء، الكيمياء، الكيمياء الحيوية، علوم الحاسب، فضلا عن المزيد من التخصصات والبرامج الأخرى.
كما يضم المعهد أكثر من 30 مختبرا علميا، ومكتبة علمية كبيرة، وقاعات للمحاضرات والمؤتمرات، بالإضافة إلى مساكن مخصصة للباحثين وطواقم العاملين.
ويحصل المعهد على تمويل كبير من الجاليات اليهودية، والمنظمات الصهيونية، والجمعيات العلمية العالمية، إضافة إلى دعم حكومي من إسرائيل.
ومن بين الأبحاث العلمية التي يقوم بها في مجال المواد الكيماوية والمصنعة والأدوات الطبية الدقيقة، وللمعهد مكانة متقدمة في بحوث الأمراض السرطانية ومعالجتها، وأيضا بحوث الجينات.
وإلى جانب أنشطته الأكاديمية، يلعب معهد وايزمان دورا مهما في دعم الجيش الإسرائيلي، ويساهم بشكل كبير في المجالات العسكرية والتكنولوجية المتقدمة، من أبرزها، خدمات الذكاء الاصطناعي للجيش، وأنظمة الرصد والمراقبة، وتحليل البيانات الاستخباراتية الضخمة، وتوجيه الطائرات بدون طيار، وتطوير أسلحة ذاتية التحكم أو شبه ذاتية، وتحسين أجهزة التوجيه والتعقب الدقيقة، وتطوير تقنيات تشويش وتقنيات الحماية الإلكترونية المتقدمة.
وبالإضافة إلى ذلك يقدم المعهد بحوثا تتعلق بتقنيات نووية أو طاقة موجهة، وحماية الشيفرات العسكرية، وإنتاج علاجات طبية للجنود في ميادين الحرب، ودعم أنظمة الأقمار الصناعية العسكرية، وتطوير نظم ملاحة دقيقة (بديلة لـ GPS)، مع توفير الاتصال المشفر في البيئات المعادية.

محصنة داخل جبل

 في نفس الوقت قلل خبراء راجعوا صور الأقمار الصناعية المتاحة تجاريا من حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية نتيجة الهجمات الإسرائيلية، وقالوا إنها تبدو محدودة حتى الآن. وأكد قادة عسكريون غربيون أن كل منشآت إيران النووية والصاروخية المحمية تحت سطح الأرض تبقى سليمة لأنه لا يمكن استهدافها سوى بسلاح نووي.
 يذكر أن موقع “أكسيوس” الأمريكي كان قد أشار يوم 14 يونيو 2025 إلى أن مصير منشأة تخصيب “فوردو” النووية الإيرانية المحصنة داخل جبل وفي أعماق الأرض سيحدد نجاح أو فشل الحرب الإسرائيلية.
 وذكر مراسل “أكسيوس” الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، أن إسرائيل ستحتاج إلى براعة تكتيكية غير متوقعة أو مساعدة أمريكية لتدمير منشأة فوردو.
وأضاف أنه “إذا ظلت المنشأة سليمة وسهلة الوصول، فقد يتسارع البرنامج النووي الذي تصر إسرائيل على القضاء عليه”.
وصرح السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر لشبكة “فوكس نيوز” يوم الجمعة 13 يونيو أن “العملية برمتها يجب أن تكتمل حقا بالقضاء على منشأة فوردو”، ولهذا السبب تأمل الحكومة الإسرائيلية أن تقرر إدارة ترامب في نهاية المطاف الانضمام إلى العملية الإسرائيلية.
وأكد الصحفي الإسرائيلي أن إسرائيل تفتقر إلى القنابل الضخمة الخارقة للتحصينات اللازمة لتدمير هذه المنشأة، والقاذفات الاستراتيجية اللازمة لحملها، أما الولايات المتحدة فهي قادرة على الوصول إلى إيران جوا.
وزعم مسؤول إسرائيلي لوكالة “أكسيوس” أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على الانضمام إلى العملية، وأن الرئيس ترامب اقترح في محادثة مع رئيس الوزراء نتنياهو في الأيام التي سبقت الهجوم، أنه سيفعل ذلك إذا لزم الأمر، لكن مسؤولا في البيت الأبيض نفى ذلك وقال لموقع “أكسيوس” إن ترامب قال عكس ذلك تماما.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة لا تنوي حاليا التدخل بشكل مباشر.
ويعتقد بعض الخبراء أن إسرائيل قد تحاول تكرار تأثير قنبلة خارقة للتحصينات من خلال قصف الموقع نفسه بشكل متكرر.
وبين في السياق، أن النهج الأكثر خطورة قد يكون إرسال قوات خاصة لمداهمة المنشأة، مشيرا إلى أن قوات خاصة إسرائيلية نفذت غارة مماثلة في سبتمبر 2024 على نطاق أضيق، عندما دمرت مصنعا للصواريخ تحت الأرض في سوريا بزرع وتفجير عبوات ناسفة واستغرقت العملية ساعتين.

 التوسل المحتمل

انضم رئيس حكومة إسرائيل الأسبق إيهود باراك إلى عدد من المراقبين الإسرائيليين ممن حذروا من حالة الغرور والعجرفة، ومن البحث عن نصر مفقود.
في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، حذر باراك، وهو قائد أركان ووزير أمن سابق أيضا، يوم الاحد، من حالة النشوة ومزاعم أوساط رسمية، على رأسها نتنياهو، وإعلامية، حول تدمير القدرات النووية الإيرانية.
وقال باراك: الطريقة الوحيدة، حتى بالنسبة للولايات المتحدة، لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، هي إعلان الحرب على النظام نفسه حتى إسقاطه.
ويشيد باراك بالمكاسب الأولية للضربة الإسرائيلية المباغتة في إيران، بما يشمل المنشآت النووية والحصانة المعنوية.
ويرى باراك أن “التهديد لا يزال قائما، وسيبقى كذلك، بما في ذلك التهديد بأن طهران ستصل، في توقيت تختاره هي، إلى تفجير منشأة نووية ما في الصحراء، لإثبات قدرتها، أو إذا أرادت الوصول إلى بناء سلاح نووي أولي”.
ويعلل باراك “رشه الماء البارد” على حالة النشوة الإسرائيلية بالقول: “أصبنا منشآت مادية في البرنامج النووي، وسنصيب منشآت وقدرات أخرى، غير أننا لم ولن نؤخر بأكثر من عدة أسابيع قدرتها على بلوغ سلاح نووي، بسبب ما لديهم من مادة انشطارية تكفي لعشر قنابل، والمعرفة الضرورية لإنتاجها”.
كما يوضح باراك أن جيل المنشآت القادم يتم بناؤه بالفعل في عمق 800 متر، ويضيف: “طبقًا لوكالة الطاقة الذرية الدولية، فإنهم يخفون هناك بالفعل الأجزاء الحساسة من البرنامج النووي”.

 ترامب فشل في اليمن

ومن هنا، يشكك باراك أيضا بالقدرات الأمريكية على تدمير المشروع النووي الإيراني، ويتابع: “الحقيقة أن الأمريكيين أيضا لم يعد بإمكانهم تأخير وصول الإيرانيين إلى السلاح النووي بأكثر من عدة أشهر. إذا تحقق الأمل في أن الضربة الإسرائيلية ستعيد الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، فذلك حسن. لكن إن لم يحدث، فإن الطريقة الوحيدة، حتى بالنسبة للولايات المتحدة، لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، هي إعلان الحرب على النظام نفسه حتى إسقاطه. وإسرائيل لا يمكنها فعل ذلك بمفردها. ترامب لن يقود حملة كهذه، فقراره “بهزيمة” الحوثيين، على سبيل المثال، صمد نحو ستة أسابيع فقط”.
وتعقيبا على أقوال مسؤولين إسرائيليين بأن إسرائيل “تضحي الآن من أجل الأولاد والأحفاد”، يقول باراك إن أمام إسرائيل فعلاً اختبارا ثقيلا، طويلا وموجعا، وحين نكون داخله، فإن جاهزيتنا كافة لحمله مهمة، لكن يجب مطالبة القيادة بالتروي والمسؤولية في إدارته.
  كما يدعو باراك، على خلفية هذا الإنجاز، لفتح مسار فوري لتحرير الأسرى، وإنهاء الحرب في غزة، وإذا أمكن أيضا للمضي نحو تطبيع العلاقات مع السعودية.  ويطالب باراك بتوقف الحكومة فورا عن الانقلاب القضائي، وعن “الجنون الساعي لتفكيك المجتمع الإسرائيلي”، وخلص إلى التحذير بالقول: “كلما استمرت، تحت غطاء الحرب، عملية تحويل إسرائيل إلى دكتاتورية فعلية، فلابد من الاستمرار بالعمل على استبدال الحكومة ورئيسها. نعم، حتى في زمن الحرب”.
 ويتقاطع مع باراك، محلل الشؤون الاستخباراتية البارز يوسي ميلمان، بقوله إن إسرائيل “تصعد وتطلب من سكان طهران إخلاء منازلهم القريبة من مصانع عسكرية، مرجحةً أنها تريد الضغط على النظام على أمل أن يبادر الشعب الإيراني إلى إسقاطه”، ويتابع: “لم يحدث هذا لا في لبنان ولا في غزة”.
كما يقول ميلمان، في تغريدة على موقع “إكس”، إن كل من يحلم بـ”تفجيرات مكثفة في طهران، وحملات انتقام”، كما جاء على لسان وزير الأمن كاتس، “فأجدر به أن يفكر مرتين”.
ويؤكد ميلمان أن حالة النشوة قصيرة. ففي يوم الجمعة صباحا، سألت: هل كان أصلًا هناك حاجة لفتح الحرب ضد إيران؟.
ويعلل تساؤله بالقول: “تاريخيا، كان الإيرانيون مستعدين للوجع والمعاناة. أوصي بأن نقوم باختصار الخسائر، بالتوجه إلى ترامب لوقف الجنون عبر اتفاق معقول، وإلا سنضطر في نهاية المطاف للتوسل لوقف النار، وإيران سترفض”.

الشلل

 ذكر اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك في مقال نشره على صحيفة “معاريف” العبرية يوم الأحد 15 يونيو 2025، “إن يرتاب بنشوة عارمة في بداية رحلة نجاح ثم يصطدم بالأمر الواقع عبر تسوية الوضع مع إيران”.
وذكر إسحاق بريك أن ذلك حدث مرارا مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه إذا تحققت الخطة الإيرانية ضد إسرائيل فلن تكون حتى المساعدة الأمريكية كافية للمواجهة.
وأوضح أن هدف إيران هو أن يفوق عدد صواريخها عدد الصواريخ الإسرائيلية، حيث إن كل صاروخ اعتراضي إسرائيلي يكلف 3 ملايين ونصف المليون دولار.
وأفاد بأن إسرائيل تطلق صاروخين من نوع “آرو” مقابل كل صاروخ باليستي إيراني لضمان تدميره، مبينا أن تكلفة الاعتراض تبلغ 7 ملايين دولار لتدمير الصاروخ الواحد.
وأكد أن إسرائيل لا تملك مخزونات كبيرة من الصواريخ الاعتراضية القادرة على مواجهة العدد الكبير من الصواريخ الباليستية التي في مخزون إيران.
وأشار في السياق إلى أن الخطة الإيرانية تهدف إلى مواصلة إطلاق الصواريخ الباليستية حتى بعد نفاد صواريخ “حيتس” الاعتراضية الإسرائيلية وحتى بمساعدة الولايات المتحدة.
وذكر أن إسرائيل حينها ستجد نفسها تحت وابل من الصواريخ الباليستية برؤوس حربية يصل وزنها إلى طن دون قدرة دفاعية كافية.

رؤوس حربية أكبر

 يوم الأحد 15 يونيو 2025 أكد القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي أن إيران استخدمت السبت والأحد، صواريخ برؤوس حربية بوزن طن ونصف الطن ولم تستخدم بعد رؤوسا حربية أشد قوة.
وأوضح مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى لـRT استعداد بلاده لحرب طويلة الأمد، مشيرا إلى أن لدى طهران مجموعة واسعة من بنوك الأهداف في إسرائيل والهدف منها هو تعطيل آلة الحرب الإسرائيلية.
وأفادت وكالة أنباء “فارس”، في وقت سابق، بأن طهران استخدمت صواريخ باليستية مزودة “برؤوس حربية شديدة الانفجار” في الموجة الأخيرة من الهجمات على إسرائيل التي استمرت حتى صباح الأحد.
وأضافت أن “الحرس الثوري استخدم صاروخ حاج قاسم الباليستي التكتيكي الموجه الذي يعمل بالوقود الصلب”.
وشنت إيران، مساء يوم الأحد، هجمات صاروخية جديدة على إسرائيل، حيث تعرض مطار بن غوريون في تل أبيب وميناء حيفا لضربة صاروخية، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نحو 30 صاروخا إيرانيا أطلقت نحو إسرائيل في الرشقة الأخيرة.
هذا ودخلت الحرب بين إيران وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، مع تبادل واسع النطاق للضربات التي شملت منشآت استراتيجية وأهدافا حيوية على الجانبين، وسط تنامي المخاوف الدولية، والدعوات لضبط النفس والعودة إلى الحوار.

 التدخل الأمريكي

  وفقا لمسؤولين أمريكيين كبار، تضطلع واشنطن بدور لوجستي في العملية، وتتبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل لمساعدتها في هجومها على الأهداف الإيرانية.
ووفق اللواء الإسرائيلي المتقاعد: “على الرغم من النجاح الباهر الذي حققته القوات الجوية في هجومها على إيران والذي لن يؤدي إلى القضاء على القدرة النووية الإيرانية وإنتاج القنابل النووية، فإن هذا الهجوم له أهمية كبيرة في عنصر الردع أيضا فيما يتصل بالدول المعادية الأخرى.
وأفاد بأن الولايات المتحدة تعترف أيضا بأنها لا تملك القدرة على وقف التسلح النووي الإيراني بضربة عسكرية وحدها، وبالتالي فإن الاتفاق الدبلوماسي ضروري.
وبين أنه يجب الأخذ في الاعتبار أيضا أنه مع استمرار الحرب، ستشهد إسرائيل دمارا متزايدا للبنية التحتية والمنازل في وسط البلاد، كما شهدنا ونشهد في غلاف غزة وفي المستوطنات على الحدود الشمالية نتيجة حرب “السيوف الحديدية”.
وإضافة إلى ذلك، لن تتمكن إسرائيل من مواصلة الحرب طويلا بسبب شلل النشاط الاقتصادي فيها وانقطاعها عن العالم في مجالات الطيران والتجارة والأعمال، مما قد يؤدي إلى انهيار اقتصادي، سيؤثر سلبا في القدرة على مواصلة تحريك عجلة الحرب جوا وبرا.
وشدد على أنه ولسنوات طويلة لم ينصت صناع القرار الإسرائيليون أو يفهموا أن الحروب قد تغيرت وأن الجبهة الداخلية ستكون محور الحرب، على عكس الحروب السابقة التي دارت معظمها على خطوط المواجهة.
ويتجلى موقف المستويين السياسي والعسكري من إعداد الجبهة الداخلية للحرب بوضوح في صورة “القرود الثلاثة” التي ترمز إلى “اللامبالاة” و”تجاهل المشاكل” و”عدم الرغبة في التدخل عند الضرورة”.
علاوة على ذلك، أدلى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بتصريح غير مألوف حول قدرات إيران الصاروخية، قائلا: “هذا تهديد وجودي لا يقل خطورة عن التهديد النووي”.
ووفقا لتقديرات الاستخبارات الأمريكية، تمتلك إيران حوالي 2000 صاروخ باليستي برؤوس حربية قادرة على حمل طن من المتفجرات، ويمكنها الوصول إلى جميع أنحاء إسرائيل.

 محاولة للإنقاذ

 يوم الاثنين 16 يونيو 2025 أفادت مجلة military watch بأن القوات الجوية الأمريكية تقوم بعملية نقل واسع غير مسبوق لطائرات التزود بالوقود عبر المحيط الأطلسي، انطلاقا من قواعد في البر الرئيسي للولايات المتحدة.
وذكرت المجلة الأمريكية أن عدد الطائرات من طرازي (KC-135) و(KC-46) مستمر في التزايد، حيث أفادت التقارير، بأن عدد الطائرات تجاوز 30 طائرة تزويد بالوقود.
 ووردت تقارير تشير إلى أن طائرات تابعة لعدة دول غربية تشارك بالفعل في دعم عمليات التزود بالوقود جوا لسلاح الجو الإسرائيلي، وذلك لتسهيل تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف داخل إيران، ما يعزز الاحتمال بأن تكون الطائرات الأمريكية التي تم نشرها مؤخرا مخصصة للغرض نفسه، أي تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود أثناء العمليات.
كما يبرز احتمال آخر لا يقل أهمية، يتمثل في أن تكون هذه الطائرات معدة لتزويد مقاتلات وقاذفات القوات الجوية والبحرية الأمريكية بالوقود، في حال قررت الولايات المتحدة توسيع نطاق تدخلها المباشر في مجريات الحرب.
وقالت المجلة إن “الولايات المتحدة تعد حاليا طرفا فاعلا في الأعمال القتالية، إذ نشرت أنظمة دفاع جوي من طراز (THAAD) ومدمرات بحرية من فئة (AEGIS)، لدعم جهود اعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تطلق باتجاه أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية”.
وأوضحت أنه على الرغم من أن مقاتلات (F-15) التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قادرة على الوصول إلى الأجواء الإيرانية دون الحاجة إلى التزود بالوقود أثناء التحليق، فإن الغالبية الساحقة من الأسطول الجوي الإسرائيلي تتألف من طائرات (F-16)، وهي تفتقر إلى المدى الكافي للوصول إلى معظم الأهداف داخل إيران، حتى في حال استخدام خزانات وقود خارجية أو صواريخ بعيدة المدى تطلق من الجو سواء كانت جوالة أو باليستية”.

 أنظمة دفاع جوي

 ذكرت مصادر أمريكية أن وزارة الدفاع أبلغت الكونغرس بنقل منظومات اعتراض الطائرات المسيرة التي كانت مخصصة سابقا لأوكرانيا إلى وحدات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط.
ووفقا لما نقلته شبكة سي إن إن عن مصادر مطلعة، فإن هذه الخطوة تعكس تغير أولويات الدفاع الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ولفتت مجلة “ناشيونال إنترست” إلى أنه “رغم فائدة هذه المنظومات لأوكرانيا، إلا أن للولايات المتحدة مصالح أكثر إلحاحا في مناطق أخرى من العالم، خاصة في الشرق الأوسط”. كما أوضحت المجلة أن “القرار جاء بعد قيام أوكرانيا بهجوم غير فعال باستخدام طائرات مسيرة على الأراضي الروسية، وما أثاره من قلق لدى دول أخرى بشأن استخدام مثل هذه التكتيكات في صراعات مستقبلية حول العالم”.
وفي السياق ذاته، أعرب فلاديمير زيلينسكي، عن قلقه من أن يؤدي التصاعد بين إسرائيل وإيران إلى تحويل انتباه الغرب بعيدا عن دعم كييف، خاصة في ظل التدهور العسكري للأوكرانيين على خطوط الجبهة.
وتعود هذه المخاوف إلى أن أي أزمة دولية جديدة تشارك فيها الولايات المتحدة أو أوروبا تدفع كييف إلى القلق من انقطاع المساعدات الغربية، التي تعتمد عليها لمواصلة القتال بدلًا من السعي نحو حلول دبلوماسية.
كما انتقد زيلينسكي التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، حول أوكرانيا، واصفا إياها بأنها “مثبطة للمعنويات”. وأوضح أن غياب الحسم في حزم المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة سيجعل الأمور أكثر صعوبة لأوكرانيا على عدة أصعدة.

باكستان تدعم إيران

 صادق مجلس الشيوخ الباكستاني بالإجماع يوم الأحد 15 يونيو على مشروع قرار يدعم إيران في مواجهة العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل باستهداف المنشآت والبنى التحتية واغتيالات شخصيات رفيعة المستوى.
وذكرت وكالة “مهر” للأنباء، أن المجلس صادق على المشروع الذي تم عرضه على أعضاء المجلس بهدف “دعم إيران ضد التهديدات الإسرائيلية”.
ويوم الجمعة الماضي، أصدر المجلس قرارا بالإجماع يدين الهجمات الأخيرة التي شنتها القوات الإسرائيلية ضد إيران، معتبرا إياها “انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية”.
وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع الباكستاني، خواجه آصف، خلال كلمته في جلسة الجمعية الوطنية، أن الحرب بين إيران وإسرائيل مستمرة حاليا. وأشار إلى أن إيران هي جارة باكستان، ولديها علاقات جيدة معها على مر القرون، ولا تزال هذه العلاقات التاريخية قائمة.
وأضاف: “سنقف إلى جانب إيران في هذه الأزمة بكل الوسائل الممكنة وسنحمي مصالحها. الإيرانيون إخواننا، وآلامهم وآلامنا مشتركة.”

 رسالة غامضة

 بثت محطة الراديو UVB-76 المعروفة باسم “محطة يوم القيامة”، رسالة على الهواء بالتزامن مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران.
ونشر حساب “UVB-76 Logs” على “تلغرام” الذي يرصد نشاط المحطة أنه في 15 يونيو الساعة 15:19 بتوقيت موسكو، تم بث الرسالة التالية على الهواء (НЖТИ 42525 МАЛОСНЕЖНЫЙ 7383 8915) “قليل الثلوج”، (NZHTI 42525 MALOSNEZHNY 7383 8915).
 وتعمل محطة UVB-76 العسكرية الروسية منذ عام 1975 على تردد 4625 كيلوهرتز، وتشتهر بين هواة الراديو بأسماء مثل “الطنانة” أو “راديو يوم القيامة”. ويتميز بثها بصوت طنين راداري متواصل تتخلله إشارة نغمية قصيرة تتكرر 25 مرة في الدقيقة.
ما يزيد الغموض حول هذه المحطة هو تلك الرسائل الصوتية الغريبة التي تظهر بين الحين والآخر، حيث يقطع صوت بشري الطنين المتواصل لينطق بسلسلة من الكلمات أو العبارات الروسية التي تبدو عشوائية، ثم يختفي فجأة كما ظهر.
ويطرح الخبراء عدة نظريات لتفسير ظاهرة هذه المحطة، حيث يعتقد البعض أنها قد تكون نظام اتصالات طوارئ للقوات الاستراتيجية الروسية، وهو ما يفسر لقبها “راديو يوم القيامة”. بينما يرى آخرون أنها مجرد أداة لاختبار قنوات الاتصال، أو وسيلة لتضليل الاستخبارات الأجنبية. وهناك من يعتقد أنها قد تكون جزءا من شبكة “اليد الميتة” النووية الأسطورية الروسية، رغم عدم وجود أي تأكيدات رسمية على أي من هذه الفرضيات.
وبينما تستمر المحطة في بث رسائلها الغامضة بين الحين والآخر، يظل الغموض يلف طبيعة عملها الحقيقي والهدف من هذه الرسائل التي تبدو للوهلة الأولى بلا معنى، لكنها قد تحمل في طياتها رسائل سرية لا يفهمها إلا المطلعون على أسرار هذه المحطة الغامضة.

[email protected]

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: