
نتنياهو: إسرائيل تُغيّر وجه الشرق الأوسط بضرب إيران وسنقضي على قادتها واحدا واحدا وهناك تنسيق مع الإدارة الأمريكية
طهران- (أ ف ب) – أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الإثنين أن إسرائيل “تغير وجه الشرق الأوسط” بحملة ضرباتها على إيران في خامس أيام التصعيد بين البلدين العدوين.
وعرض نتنياهو خلال مؤتمر صحافي عبر التلفزيون ما وصفه بنجاحات تم تحقيقها منذ بدء الهجوم على الجمهورية الإسلامية، ومن أبرزها اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين والأمنيين الإيرانيين، متوعدا “سنقضي عليهم واحدا واحدا”.
كما تحدث عن “تنسيق جيد مع الولايات المتحدة” في ما يتعلق بأهداف إسرائيل العسكرية ضد إيران.
وأضاف أن نظرة الإيرانيين لحكومتهم قد تغيرت، معتبرا أنهم رأوا أنها “أضعف بكثير مما كانوا يعتقدون”، معتبرا أن اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من شأنه أن “يضع حدا للنزاع”.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الهجمات الإسرائيلية ضد بلاده “توجه ضربة” إلى الدبلوماسية، خلال مكالمة هاتفية الاثنين مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين عن ثقته في أن إيران ستوقّع في نهاية المطاف اتفاقا بشأن برنامجها النووي، محذّرا أن الولايات المتحدة “ستفعل شيئا ما” بمجرد مغادرته قمة مجموعة السبع في كندا.
لكنه عاد وقال في منشور على منصته تروث سوشال إنه “يجب على الجميع إخلاء طهران فورا”، مضيفا “كان يجب على إيران توقيع +الاتفاق+ عندما طلبت منها التوقيع. يا لها من خسارة وإهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي”.
– دفعة جديدة من الصواريخ –
مساء الاثنين، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه سيشنّ ضربات على إسرائيل “بلا انقطاع حتى الفجر”، كما أعلنت وسيلة إعلام رسمية إيرانية إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ تستهدف الدولة العبرية.
وإثر ذلك، طلب الجيش الإسرائيلي الثلاثاء من سكان تل أبيب وبئر السبع في جنوب إسرائيل الاحتماء في الملاجئ بعد رصد صواريخ أطلقت من إيران.
وفي وقت سابق من اليوم، هاجمت إسرائيل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني في طهران حيث سمع دوي انفجارات في العديد من المناطق.
من جانبها، أطلقت إيران صواريخ على عدة مدن إسرائيلية كبرى الاثنين، ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية.
في تل أبيب، كان عناصر الإنقاذ يبحثون حتى صباح الاثنين عن ناجين في المباني المدمرة، وكذلك في منطقتي بتاح تكفا وبني براك القريبتين.
في 13 حزيران/يونيو، أطلقا إسرائيل سلسلة هجمات دامية على إيران على نطاق غير مسبوق، وضربت مئات الأهداف العسكرية والنووية، بهدف معلن هو منع البلاد من تطوير قنبلة ذرية.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت طهران خصوصا، عن مقتل 224 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين في إيران، بحسب حصيلة رسمية أعلنت الأحد.
في المقابل، أسفرت الردود الصاروخية الإيرانية على إسرائيل عن مقتل 24 شخصا على الأقل منذ الجمعة، وفق مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وارتفع عدد القتلى إلى 11 الاثنين، منهم ثمانية لقوا حتفهم ليلا في بتاح تكفا وبني براك وحيفا.
وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية الاثنين عن مقتل ثلاثة إسرائيليين في هجوم إيراني على مصفاة نفط في حيفا في الليلة السابقة، بعدما رفع الجيش الرقابة على هذه المعلومات.
في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، اكتشف سكان بتاح تكفا المرهقون والخائفون الدمار. وقد التهمت النيران ركنا من مبنى أبيض من عدة طوابق، واحترقت أجزاء كبيرة من الجدران.
– إغلاق بازار طهران الكبير –
بعد عقود من الحروب بالوكالة والعمليات المحدودة، تتصادم الدولتان العدوتان عسكريا للمرة الأولى بهذه الشدة.
ويشتبه الغرب وإسرائيل بأن إيران تسعى إلى تصنيع سلاح نووي، إلا أن طهران تنفي ذلك وتدافع عن حقها في تخصيب اليورانيوم من أجل تطوير برنامج نووي مدني.
وحضّت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين على إدانة الهجمات الإسرائيلية، قائلة إن المنشآت النووية المستهدفة “سلمية”.
وظل البازار الكبير في طهران مغلقا الاثنين. وبدت شوارع العاصمة خالية في معظمها، حيث أغلقت المتاجر أبوابها باستثناء بعض محلات البقالة، واصطف العديد من سائقي السيارات أمام محطات الوقود.
ولحماية السكان، أعلنت الحكومة الأحد أن المساجد ومحطات المترو والمدارس ستحوّل إلى ملاجئ من الغارات الجوية.
إلى ذلك، أعلنت إسرائيل الاثنين أنها استهدفت مراكز قيادة في طهران تابعة لفيلق القدس، الوحدة النخبوية في الحرس الثوري الإيراني المسؤولة عن العمليات الخارجية. ومنذ الجمعة، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل ثلاثة من كبار الضباط وتسعة علماء في البرنامج النووي الإيراني.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن ضربات جديدة استهدفت أيضا غرب البلاد الاثنين، أصابت إحداها مركز إطفاء في محافظة إيلام، فيما تعرض مستشفى لأضرار كبيرة في كرمانشاه.
واتهمت إيران إسرائيل باستهداف المستشفى ووصفت ذلك بأنه “جريمة حرب”.
وأعلنت إسرائيل في اليوم السابق أنها ضربت “عشرات” المواقع التي تطلق منها صواريخ أرض-أرض في هذا الجزء من البلاد.
وقال نتانياهو إن إسرائيل “دمرت المنشأة الرئيسية” في موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران.
لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت الاثنين أنه “لا يوجد مؤشر على وقوع هجوم” ضد الجزء الواقع تحت الأرض من الموقع الذي يضم مصنع التخصيب الرئيسي.
– “اتصال هاتفي واحد” لوقف النزاع –
من جهته، قال ترامب إن إيران “ليست بصدد الانتصار” في الحرب مع إسرائيل وعليها العودة إلى طاولة المفاوضات “قبل فوات الأوان”.
ورأى وزير الخارجية الإيراني الاثنين إن الولايات المتحدة قادرة على وقف الهجمات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية “باتصال هاتفي واحد”.
وقال عراقجي “إذا كان الرئيس ترامب صادقا بشأن الدبلوماسية ومهتما بوقف هذه الحرب، فإن الخطوات التالية ستكون حاسمة. يجب على إسرائيل وقف عدوانها، وفي غياب الوقف الكامل للعدوان العسكري ضدنا، ستستمر ردودنا”.
وأضاف أن “إسكات شخص مثل نتانياهو يتطلب اتصالا هاتفيا واحدا من واشنطن. وقد يمهد ذلك الطريق للعودة إلى الدبلوماسية”.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: