
حسوني قدور بن موسى: عار على 22 دولة عربية التي تتفرج على المذابح الصهيونية في غزة
حسوني قدور بن موسى
ما يؤلم ويحزن هو أن جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة عربية تعتبر أول منظمة دولية على مستوى العالم تم إنشاؤها في 22 آذار/مارس 1945 أي منذ اكثر من 70 عاما قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945 وقبل إنشاء الاتحاد الأوروبي سنة 1951، ومجموع مساحة الوطن العربي يجعله الثاني عالمياً بعد روسيا ومجموع سـكانه هو الرابع عالمياً بعد الصين والهند والاتحاد الأوروبي، ولكن للأسف لم نشهد طوال هذه السنوات أي إنجاز يذكر قامت به جامعة الدول العربية بل عمل أعضاؤها على تكريس المقولة المشهورة:«أتفق العرب على ألا يتفقوا» و أشهر قضية عربية لم يتفق حولها الحكام العرب هي القضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948.
وهكذا كانت وما زالت جامعة الدول العربية جامعة فاشلة بكل المقاييس قائمة على الخلافات والثرثرة وكثرة الكلام والتهريج والبذخ والترف في الفنادق الفاخرة والاتهامات المتبادلة داخل اجتماعاتها التي تكلف مصاريف باهظة تؤدى من جيوب المواطنين العرب وتنتهي بتوصيات لا تطبق على أرض الواقع ولم تقدم الجامعة أي شيء يمكن ذكره للمواطنين العرب من المحيط إلى الخليج، وفشلت في حل كافة القضايا العربية العالقة وعلى رأسها قضية فلسطين ولم تستطع إيقاف الحروب الدامية والنزاعات المسلحة في العراق وسوريا وليبيا واليمن وظلت الجامعة ووزراء خارجيتها في حالة انعقاد دائم دون حلول نهائية وﻻ حتى ابتدائية.
وراثة الملفات:
وكما يشير المراقبون فإن كل قمة عربية، ترث الملفات نفسها العالقة التي بحثت فيها القمة السابقة دون التوصل إلى نتيجة، لكن المتغير عاما بعد عام، هو أن التحديات تزداد كما أن الملفات نفسها تزداد تعقيدا وسخونة، ويبدو المواطن العربي غير مهتم تماما من جانبه بانعقاد القمم العربية التي لا فائدة منها ما دامت أحوال الملايين من المواطنين العرب تزداد سوءا و تعاسة و ترديا بسبب الحروب وتحت وطأة سوء الأوضاع المعيشية والفقر والأمية وانعدام الصحة والسكن وتردي مستوى التعليم وتفشي ظاهرة الرشوة والفساد بجميع أشكاله حيث نتج عن هذه الحالة السيئة جيلا من الشباب الضائع وتزايد معدلات البطالة والجدير بالتذكير أن الاتحاد الأوروبي الذي لا علاقة له بالدين الإسلامي و هو حديث النشأة عرف تطورا مدهشا في جميع المجالات وحقق انجازات هائلة استفاد منها المهاجرون العرب المسلمين الفارين من ظلم الحكام و جحيم بلادهم الاسلامية، ومن أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية، ومن بين انجازات هذا الاتحاد نذكر على سبيل المثال إنشاء السوق الأوروبية المشتركة ومجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وأبرز ما حققه الاتحاد الأوروبي هو إحداث الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي يمكن لأي مواطن في دولة أوروبية أن يلجأ إليها للطعن في انتهاكات حقوق الإنسان ضد حكومة بلاده في حين أن المواطن العربي لا يجد في بلاده الإسلامية أي جهة محايدة يشتكي إليها من ظلم وطغيان المسؤولين، و لم تتغير الأحوال في الدول العربية فلا زال نهب ثروات البلاد وتهريب الأموال إلى الخارج مستمرا وبناء القصور وإهانة كرامة المواطنين وإذلالهم وتركيعهم واحتقارهم وغياب العدالة وطغيان المسؤولين وفتح السجون للمعارضين السياسيين والصحافيين وقمع حرية الرأي والتعبير وإعطاء المسؤولية لمن لا يستحقها و ما يرافق هذه الظاهرة من فساد في جميع القطاعات في الدولة و اسناد الوظائف لمجموعة من المفسدين حتى في قطاع التعليم الذي هو اساس مستقبل البلاد وتهميش المثقفين والكفاءات العلمية وسجن من يقول كلمة حق وتكريم المنافقين الطامعين في السلطة هذا هو حال الدول العربية التي تشتعل فيها الحروب الدامية والاقتتال على كراسي الحكم و تزوير الانتخابات من طرف عصابات محترفة في الاتجار في المخدرات على مستوى العالم تنتمي إلى احزاب انتهازية هدفها هو نهب خيرات البلاد ، في حين نشاهد الدول الأوروبية تسير في تطور هائل وسريع والجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي عرف تطورا كبيرا في جميع المجالات وحقق انجازات هائلة استفاد منها المواطنون في أوروبا وحتى المهاجرين، ومن أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية، ومن أهم ما حققه الاتحاد الأوروبي نذكر على سبيل المثال إنشاء السوق الأوروبية المشتركة والبنك المركزي الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي، وأبرز ما حققه الاتحاد الأوروبي هو إزالة الحدود بين الدول الأوروبية وإحداث الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ملجأ العدالة الأخير دفاعا عن حقوق الإنسان في أوروبا التي يمكن لأي مواطن في دولة أوروبية أن يلجأ إليها للطعن في انتهاكات حقوق الإنسان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
أما في البلاد العربية التي تدين بالاسلام فلم يتحقق أي شيء فالحدود بين الدول العربية ما زالت مغلقة وازدياد البطالة والفقر والجوع والأمية وتفشي ظاهرة الفساد بجميع أشكاله وانتشار آفة الرشوة ونهب المال العام وتهريب الأموال إلى الخارج وبناء القصور وإهانة كرامة المواطنين وإذلالهم وتركيعهم واحتقارهم وغياب العدالة وطغيان المسؤولين وفتح السجون للمعارضين السياسيين والصحافيين وقمع حرية الرأي والتعبير وإعطاء المسؤولية لمن لا يخاف من عواقبها وتهميش الرجال والكفاءات العلمية وسجن من يقول كلمة حق وتكريم المنافقين والطامعين في السلطة، هذا هو حال الدول العربية التي تشتعل فيها الحروب الدامية والاقتتال على كراسي الحكم وإعدام الديمقراطية وقتل الأمل عند الشباب، فما الجدوى والفائدة من الجيوش العربية و اسلحتها في الوقت الذي نشاهد فيه ابادة جماعيه للمسلمين في غزة.
محام وكاتب مغربي، وجدة ، المغرب
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: