
مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا يدعو إلى نبذ “الانتقام الفردي” والاحتكام إلى القضاء لاستيفاء الحقوق
دمشق, 6-6-2025 (أ ف ب) – أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا فتوى دعا فيها إلى نبذ “الانتقام الفردي” وحضّ على سلوك المسار القضائي لاستيفاء الحقوق في بلاد تشهد إعدامات خارج نطاق القانون وأعمال عنف طائفية منذ إطاحة الرئيس بشار الأسد.
وجاء في فتوى للمجلس أوردتها وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا “من حق المظلوم المطالبة بحقه عبر الطرق المشروعة، لكن الواجب في استيفاء الحقوق يجب أن يكون عن طريق القضاء فقط، وليس عبر التصرف الفردي أو بناء على إشاعات، حفاظا على حرمة الدماء والأعراض ومنعا للفوضى”.
وحذّر المجلس من تحريض الأفراد على الثأر، مؤكدا أن ذلك “يُذكي نار الفتنة ويهدد السلم المجتمعي”، وحضّ السلطات على “تعجيل إجراءات التقاضي، وإبعاد قضاة السوء الذين كانوا أداة للنظام البائد في ظلم الناس، وضمان تحقيق العدالة حفاظا على استقرار المجتمع”.
منذ أطاح تحالف فصائل مسلّحة إسلامية الأسد في كانون الأول/ديسمبر، تشهد سوريا إعدامات خارج نطاق القانون وهجمات دامية على أقليات، بينها الطائفة العلوية واشتباكات عنيفة تشمل الأقلية الدرزية.
وشهدت منطقة الساحل السوري خصوصا يومي 7 و8 آذار/مارس أعمال عنف، اتهمت السلطات مسلّحين موالين للأسد بإشعالها عبر شن هجمات دامية على عناصرها.
وأرسلت السلطات على أثرها تعزيزات عسكرية الى المنطقة، وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن ارتكابها ومجموعات رديفة لها مجازر وعمليات “إعدام ميدانية”، أسفرت عن مقتل نحو 1700 مدني غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية.
أثارت أعمال العنف تساؤلات بشأن قدرة السلطات الإسلامية على ضبط مقاتلين متشدّدين منضوين في صفوفها، وسط دعوات من المجتمع الدولي لحماية الأقليات وضمان العدالة الانتقالية.
في هذا الأسبوع، قُتل ثلاثة سوريين ينتمون الى الأقلية العلوية وأحرقت العديد من المنازل والسيارات خلال عملية نفذتها قوات الأمن السورية في قريتين بمحافظة اللاذقية بغرب سوريا، وفق المرصد.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ولديه شبكة واسعة من المصادر في سوريا “شهدت قريتا بيت عانا والدالية بريف جبلة توتراً أمنياً واسعاً، عقب اقتحامات مفاجئة نفذتها قوات الأمن العام (…) أحرقت القوات المقتحمة في قرية بيت عانا عشرات المنازل، إضافة إلى مدرسة ومركز تجاري ونادٍ رياضي”.
وأشار إلى أن “العملية أسفرت عن مقتل شابين، أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما عُثر على جثة شاب ثالث يتحدر من قرية بطموش، مصابة بطلق ناري”، مرجحا “أنه قُتل خلال الاقتحام”.
ويخشى علويون كثر أفعالا انتقامية ضدهم بسبب عقود من حكم قمعي لعائلة الأسد المنتمية إلى هذه الأقلية.
وسعت السلطات الجديدة إلى إنعاش المؤسسات العامة المتداعية وأعلنت تشكيل لجان للمفقودين والعدالة الانتقالية.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: