
أمام منفذ «أمان» لبيع اللحوم في ميدان الدقي، اصطف العشرات من المواطنين في طوابير متوازية لشراء احتياجاتهم استعداداً لاستقبال «عيد الأضحى».
يبيع المنفذ الحكومي كيلو اللحم بـ330 جنيهاً، فيما يبلغ متوسط سعره في السوق 450 جنيهاً، (الدولار 49.6 جنيه).
وتتنوع المنافذ الحكومية التي تبيع اللحوم بأسعار مخفضة، بين منافذ توفرها المحليات: أجهزة المحافظات والمدن، وأخرى تابعة لوزارة الزراعة، ومنافذ تابعة لشركة «وطنية»، وأخرى تحت اسم «أمان»، تابعة لوزارة الداخلية.
وتتدرج الأسعار في هذه المنافذ بداية من «270 للكيلو»، وفق بيان لوزارة الزراعة، وذلك في إطار توجيهات حكومية «للمساهمة في خفض الأسعار، وتخفيف العبء عن المواطنين، وخاصة في الأعياد والمواسم». وأشار البيان إلى «الإقبال الجماهيري الكبير على هذه المنافذ».
في أحد الأركان، جوار منفذ «أمان» في ميدان الدقي، جلست السيدة راوية قرني (57 عاماً) تستريح، بعدما انتظمت في طابور لأكثر من ساعة، لشراء احتياجاتها من اللحم قبل عيد الأضحى.
تقول السيدة الخمسينية والتي تعمل «طباخة»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أسعار اللحوم في بولاق (حيث تسكن) تتجاوز الـ400 جنيه للكيلو، وأحتاج على الأقل لشراء 6كلغم لتكفي أبنائي وأحفادي الذين يجتمعون في العيد، لذا قررت تجربة لحوم المنفذ لأول مرة، بعدما نصحني بها آخرون».
على بعد أكثر من 30كلم، استقبل سكان أحد مشاريع إسكان محدودي الدخل في حدائق أكتوبر (جنوب القاهرة)، منفذاً لبيع اللحوم هو الأول في المنطقة السكنية الجديدة. توجهت الثلاثينية زينب محمد، التي تعمل إخصائية اجتماعية في مدرسة حكومية، لشراء لحوم عيد الأضحى من المنفذ الجديد.
وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنها تعتاد شراء اللحوم من منافذ الحكومة، لكنها كانت تضطر إلى قطع مسافات طويلة، أما الآن «أصبح لدينا منفذ قبل عيد الأضحى، وهو أمر جيد جداً سييسر على آلاف المواطنين في المنطقة».
وترى زينب أن «مثل هذه المنافذ تخفف على الكثير من العائلات، وتمكنها من شراء احتياجاتها، خصوصاً في ظل جشع الجزارين، ممن رفعوا أسعار اللحوم بشكل كبير».
يتفق معها عبد العزيز مجدي الذي يسكن المنطقة ذاتها، ويعمل في أعمال حرة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه «اشترى بـ1800 جنيه من المنفذ، الذي يبيع الكيلو بـ280 جنيهاً، كل احتياجاته، والتي تكفي أسرته المكونة من 5 أفراد، في حين أن المبلغ نفسه لن يشتري نصف احتياجاتهم لو قرر الشراء من الجزارين».
ودافع رئيس شعبة القصابين (الجزارين) في غرفة القاهرة التجارية، مصطفى وهبة، عن الأسعار التي يبيعون بها اللحوم، والتي يبلغ متوسطها 450 جنيهاً، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «توفير اللحوم الحية في المنافذ الحكومية بأسعار منخفضة جعل البعض يعتقد بأن الجزار يغالي في الأسعار، لكنهم لا يعلمون أن نوعية اللحوم لدى الجزارين مختلفة عن تلك الموجودة في المنافذ».
وتبلغ احتياجات مصر من اللحوم الحمراء سنوياً نحو مليون طن، يُنتج محلياً منها 600 ألف، فيما تستورد باقي الكميات، وفق بيان حكومي.
وأوضح وهبة أن «اللحوم في السوق تنقسم لعدة أنواع، كل نوع له جودته التي تتناسب مع سعره، أقلها اللحوم المجمدة، ومتوسط سعرها 250 جنيهاً، ثم لحوم العجول القادمة من السودان وجيبوتي، وهذه تباع لدى بعض المنافذ بمتوسط سعر 285 جنيهاً، ثم لحم العجول الجاموسي وتباع بنحو 350 جنيهاً، ثم لحوم العجول الكولومبية وسعرها من 350 إلى 400 جنيه، وتباع عادة في السوبر ماركت الكبير».
وأضاف: «كل ذلك يختلف في طعمه وجودته عن اللحوم الموجودة لدى الجزار البلدي، والتي تتجاوز أسعارها الـ400 جنيه للكيلوغرام»، مشيراً إلى أن «الجزار لا يستطيع أن يخفض أسعاره عن ذلك وإلا خسر، فتكلفة تربيتها كبيرة».
وارتفعت أسعار اللحوم لدى الجزارين في موسم العيد من 20 إلى 50 جنيهاً، وفق ما رصدته «الشرق الأوسط». واعتبر رئيس شعبة القصابين أن «هذه زيادة طبيعية لها علاقة بالتكلفة، وليس الموسم»، مشيراً إلى أن «نسب الإقبال على الشراء لم تتراجع رغم ذلك».
وأشاد رئيس شعبة القصابين «بالتنوع الموجود في السوق، بعد انتشار المنافذ التابعة للحكومة»، قائلاً: «زبائن السوق مختلفون، سواء في قدراتهم الشرائية، أو أذواقهم في الطعام، والتنوع محمود، ويوفر للكل احتياجاته».
وعبر رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال اجتماع مع بعض الوزراء والمسؤولين لمتابعة ضخ اللحوم في السوق قبل العيد، عن حرص الحكومة على «توفير أكبر كميات من اللحوم الحمراء، بما يسهم في استمرار توازن الأسعار».