
أسوأ الألعاب التي باعت ملايين النسخ (ج4 والأخير)
هناك ألعاب تستحق فعلاً الثناء الذي تناله، وأخرى مظلومة للغاية وكان ينبغي أن تبيع نسخًا أكثر حتى من أكبر السلاسل. ثم هناك فئة من الألعاب التي باعت عددًا هائلًا من النسخ دون أي مبرر.
هذه الألعاب ليست بالضرورة الأسوأ على الإطلاق، لكنها بالتأكيد لا تستحق الأعداد الهائلة من النسخ التي باعتها، خاصة عند مقارنتها بجودة أسلوب اللعب وقيمة الترفيه التي تقدمها ألعاب أفضل بكثير.
- يمكنكم قراءة الجزء الأول من المقال هنا.
- يمكنكم قراءة الجزء الثاني من المقال هنا.
- يمكنكم قراءة الجزء الثالث من المقال هنا.
3) Pokémon Scarlet and Violet
- المبيعات: 26.79 مليون نسخة.
مع كامل الاحترام لجمهور Pokémon، فإن إصدار Scarlet and Violet يُعَد من أكثر الإصدارات إثارة للجدل وخيبة الأمل، لا سيما بالنسبة للاعبين الذين اعتادوا مقارنة كل جزء جديد بالتحفتين الكلاسيكيتين HeartGold و SoulSilver، اللتين يُنظر إليهما على نطاق واسع باعتبارهما من أرقى ما قدّمته السلسلة عبر تاريخها. وبينما دخل العديد من اللاعبين إلى عالم Scarlet and Violet بآمال كبيرة وتطلعات مرتفعة، فقد فوجئوا بواقع مختلف تمامًا: لعبة تعاني من مشاكل تقنية كبيرة، وأداء مهتز، ورسوميات غير مكتملة، إلى جانب مجموعة من الأعطال التي تفسد التجربة وتُفقدها سحرها.
ورغم هذه العيوب الواضحة التي طالت تجربة اللعب وأضعفت عنصر الاستكشاف والانغماس، فقد حققت Scarlet and Violet أرقام مبيعات مذهلة، ما يُثير الحيرة ويطرح تساؤلات حول مدى تأثير اسم Pokémon وحده في جذب الجماهير، بغضّ النظر عن جودة المنتج. كان الطموح أن تجمع اللعبة بين نظام الاستكشاف المفتوح لبيئات متنوعة وصيد Pokémon كما في Arceus، وبين التحديات الكلاسيكية المتمثلة في مواجهات قادة الصالات الرياضية، إلا أنّ النتيجة النهائية جاءت أبعد ما تكون عن هذا المزيج المثالي.
بدلًا من الانخراط في مغامرة غنية ومليئة بالتحديات، وجد اللاعبون أنفسهم عالقين في عالم مليء بالأعطال، يصنعون الشطائر وسط بيئة غارقة في الفوضى التقنية، على أمل أن يظهر طائر Ho-Oh من بعيد، كتذكرة بأيامٍ خلت كانت فيها ألعاب Pokémon تضرب أروع الأمثلة في الإبداع والجودة. تجربة Scarlet and Violet لا تمثّل فقط تراجعًا عن معايير السلسلة الذهبية، بل هي تذكير صارخ بأن الاسم وحده لا يكفي لضمان النجاح ما لم تُدعمه جودة تنفيذية حقيقية تليق بتاريخ Pokémon العريق.
2) Wii Play
- المبيعات: 28.02 مليون نسخة.
لا شيء يُضاهي رمزية Wii Sports، إذ إن هذا العنوان يشكّل مصدرًا عميقًا للحنين لدى عدد كبير من اللاعبين حول العالم. فقد ارتبط اسمه بتجربة منزلية جماعية فريدة، تبدأ بإنشاء شخصيات Mii التي غالبًا ما كانت تشبه أفراد العائلة بشكل غريب، وتمتد إلى لحظات مليئة بالضحك والحماس، كإسقاط أحد أفراد العائلة في حلبة الملاكمة، أو تحقيق ضربة خارج الملعب في لعبة البيسبول، أو تنفيذ ضربة كاملة في البولينج وسط تصفيق الأصدقاء أو أفراد الأسرة. هذه التجربة الجماعية الدافئة جعلت من Wii Sports عنوانًا خالدًا في ذاكرة الألعاب، وكان من الطبيعي أن يتوقّع اللاعبون تجربة مماثلة أو حتى متفوّقة عند صدور Wii Play.
لكن تلك التوقعات سرعان ما اصطدمت بواقع مغاير عند تجربة Wii Play. فعلى الرغم من كونها تُقدّم كعنوان شبيه، إلا أن محتواها كان محدودًا للغاية، إذ اقتصر على مجموعة صغيرة من الألعاب المصغّرة التي لم ترقَ إلى مستوى الحماس أو التفاعل الذي اشتهر به Wii Sports. بدلاً من أن يكون تطويرًا طبيعيًا للتجربة الأصلية، بدا Wii Play كأنه “مجموعة تمهيدية” للألعاب، تفتقر إلى العمق وتكتفي بالأساسيات، دون أن توفّر شيئًا يستحق التقدير.
وما زاد الأمر سوءًا هو التسعير. فبينما جاءت Wii Sports مجانًا ضمن حزمة الجهاز، طُرحت Wii Play بسعر 49.99 دولارًا مقابل تسع ألعاب صغيرة فقط، ما اعتبره كثير من اللاعبين استغلالًا واضحًا من قِبل Nintendo لا يتناسب مع قيمة المحتوى المُقدَّم. وهكذا، فإن Wii Play لم يُمثّل الامتداد الطبيعي المنتظر لنجاح Wii Sports، بل عُدّ مثالًا واضحًا على تسويق منتج ناقص بسعر مرتفع، مما ترك أثرًا سلبيًا دائمًا لدى اللاعبين الذين خُذلوا بعد كل ذلك الحنين والتوقعات.
1) FIFA أو FC
- المبيعات: 325 مليون نسخة طوال عمر السلسلة.
من الملاحظ أن عناوين سلسلة ألعاب كرة القدم هذه لم تتحسّن رغم تبني اسم جديد، ففي حين تم تغيير الاسم والعلامة التجارية، ظلت شركة EA على حالها دون أن تُجري أي تغيير فعلي في جوهر اللعبة. وعلى الرغم من تجديد الهوية من FIFA إلى EA Sports FC، فإن التجربة بقيت في مضمونها نسخة مكررة، مما يعكس أزمة مستمرة في الإبداع والتطوير. وعند سؤال جمهور FIFA عن رأيهم في الإصدار الأحدث من السلسلة كل عام، يتكرّر نفس التعليق تقريبًا: “هذا أسوأ إصدار حتى الآن”.
ونتيجة لهذا التكرار الممل والتراجع الملحوظ، بات من المنطقي أن يتم تصنيف السلسلة بأكملها ضمن العناوين المُحبطة، نظرًا لأنها تواصل بيع مئات الملايين من النسخ عبر السنين، دون أن تُقدّم محتوى مختلفًا أو مجددًا. بل إن بعض الإصدارات تعتمد على إدخال تغييرات في طريقة اللعب تكون أحيانًا غير متزنة أو مكسورة عمدًا، فقط كي يبدو الإصدار الجديد مختلفًا عن سابقه ولو شكليًا.
ولا يمكن إنكار أن سلسلة PES، أو كما تُعرف الآن باسم eFootball، تستحق الانتقاد أيضًا بسبب ما شهدته من تخبّط وفقدان لهويتها السابقة. لكن بما أن هناك من لا يزال يجد في نمط “Become a Legend” متعة خاصة، فقد وقع اللوم الأكبر على EA FC التي لم تعد قادرة على إقناع جمهورها ولا على إبهار اللاعبين بتجربة جديدة بحق.