
أفضل ألعاب العالم المفتوح التي يجب على الجميع لعبها – الجزء الثاني
نستكمل مقالتنا :
No Man’s Sky
كواكب لا تنتهي في كون لا حدود له
تقدم No Man’s Sky تجربة استكشاف على نطاق غير مسبوق حيث تحتوي على مليارات الكواكب التي يتم توليدها إجرائيًا وكل واحدة منها قابلة للاكتشاف والتنقيب والاستكشاف بطرق مختلفة تمامًا هذا العالم اللامحدود يجعل كل رحلة يخوضها اللاعب فريدة من نوعها إذ لا توجد خريطة متكررة أو تجربة مماثلة أخرى كل كوكب يأتي بتضاريسه ونظامه البيئي ومخلوقاته وموارده الخاصة مما يجعل عملية الاستكشاف نفسها هدفًا جذابًا ومستمرًا.
ما بدأ بإطلاق صعب ووعود لم تكتمل تحول مع مرور الوقت إلى واحدة من أكثر قصص الإنقاذ إبهارًا في تاريخ صناعة الألعاب فقد قامت Hello Games بتحديث اللعبة على مدار سنوات طويلة وأضافت عشرات المزايا والتحسينات التي حولت No Man’s Sky من تجربة ناقصة إلى ملحمة فضائية متكاملة أصبحت الآن تُصنف كأفضل تجربة سفر واستكشاف في الفضاء في هذا الجيل من الألعاب.
مع التحديثات الكبرى التي توالت على اللعبة أصبح بإمكان اللاعبين الآن بناء قواعدهم الخاصة على الكواكب المختلفة والانضمام إلى أصدقائهم في نمط اللعب الجماعي التعاوني ومتابعة محتوى قصصي غني ومتشعب كما أن اللعبة تحتوي الآن على أنظمة متعمقة تدعم فكرة sandbox الفضائي مثل التجارة والبقاء والتكنولوجيا والبعثات والتصنيع مما يجعل العالم يبدو وكأنه يحيا ويتنفس رغم حجمه الشاسع.
ورغم أن اللعبة لا تمتلك نفس درجة الصقل اليدوي التي تتميز بها بعض الألعاب الأخرى إلا أن اتساع نطاقها وطموحها اللامحدود لا يزالان يجعلانا منها تجربة لا مثيل لها فالتنقل بين النجوم واستكشاف المجرات وبناء هوية خاصة داخل الكون يجعل اللاعب يشعر كأنه فعلاً جزء من تجربة كونية متكاملة تتجاوز الحدود التقليدية للألعاب.
No Man’s Sky لم تعد مجرد لعبة بل أصبحت منصة مفتوحة للخيال والمغامرة تمكّن كل لاعب من عيش قصته الخاصة في هذا الكون اللامحدود وتُظهر أن التصميم الإجرائي إذا ما صُقل بعناية يمكن أن يقدم واحدة من أعمق وأغنى تجارب اللعب التي شهدتها الصناعة حتى اليوم.
The Witcher 3: Wild Hunt
مدن من العصور الوسطى مليئة بالوحوش والسحر
تتفوق The Witcher 3: Wild Hunt في كل جانب تقريبًا من جوانب ألعاب العالم المفتوح فهي تقدم مستوى مذهلًا من السرد القصصي وبناء العوالم وتصميم المهمات وكل ذلك بدقة واحترافية جعلت منها تجربة متكاملة قلّ نظيرها تمتلئ أراضيها التي مزقتها الحروب بالتفاصيل الحية والتفاعلات المؤثرة حيث تؤدي القرارات الكبيرة التي يتخذها اللاعب إلى تغييرات جذرية في مناطق كاملة مما يمنح القصة الفردية إحساسًا حقيقيًا بالتحكم والتأثير.
لا توجد منطقة في اللعبة تشبه الأخرى فكل بيئة تقدم شخصياتها وصراعاتها وتاريخها الخاص بدءًا من التوترات السياسية المعقدة في مدينة Novigrad إلى الجزر العاصفة والقبائل الشرسة في Skellige كل مكان ينبض بالحياة ويحمل في طياته أسرارًا وأحداثًا تنتظر من يكشفها وهذا التميز في التقديم يجعل اللاعب يشعر بأن كل منطقة هي عالم متكامل يستحق التوقف والاستكشاف لا مجرد محطة في طريق المغامرة.
ما يضيف إلى روعة التجربة هو المحتوى الإضافي حيث أطلقت اللعبة اثنين من أفضل التوسعات في تاريخ ألعاب تقمص الأدوار وهما Hearts of Stone وBlood and Wine وهما توسعتان لم تكتفيا بإضافة مهمات جديدة بل قدّمتا قصصًا متكاملة ومناطق جديدة تمامًا ومعارك ومواقف إنسانية تضاهي بل وتتجاوز في بعض الأحيان جودة اللعبة الأساسية نفسها مما رفع من قيمة التجربة الكاملة بشكل لا يُصدق.
المزيج الفريد بين القتال العميق والسحر المتعدد والمدن المليئة بالوحوش والسياسة والدراما جعل من The Witcher 3 تحفة فنية متكاملة ترسخت في وجدان اللاعبين كأحد أفضل ما قدمته الصناعة من ألعاب العالم المفتوح فهي لا تقدم مجرد مغامرة ملحمية بل عالمًا حقيقيًا تنبض فيه الشخصيات بالحياة وتترك فيه كل مهمة وكل حوار أثرًا طويل الأمد في مسار الأحداث.
The Witcher 3: Wild Hunt لم تكن مجرد نقطة تحول في ألعاب تقمص الأدوار بل كانت علامة فارقة في صناعة الألعاب ككل إذ أعادت تعريف ما يمكن أن تكون عليه تجربة اللاعب الفردي عندما تُبنى بعناية وشغف واهتمام حقيقي بالتفاصيل الكبرى والصغرى في كل زاوية من زوايا العالم.
The Legend Of Zelda: Breath Of The Wild
دفع السلسلة الكلاسيكية إلى آفاق جديدة
أعادت Breath of the Wild تعريف سلسلة Zelda وأعادت تشكيل مفهوم ألعاب العالم المفتوح من خلال تركيزها على الفيزياء وحل الألغاز بدلاً من التصميم الصارم التقليدي. لم تعد اللعبة تعتمد على التوجيه المباشر أو الممرات المحددة بل قدمت عالماً مفتوحاً حراً يتيح للاعب اكتشافه بطريقته الخاصة. كل شيء في هذا العالم يدعو إلى التجريب من النار والرياح إلى الجاذبية والماء مما يجعل كل تفاعل مهما بدا بسيطًا يحمل إمكانيات غير متوقعة وغالباً ما يؤدي إلى نتائج مدهشة يشعر اللاعب من خلالها أن قراراته وتصرفاته هي التي تصنع التجربة.
بدلاً من إغراق اللاعب بالرموز والإشعارات على الخريطة مثل العديد من ألعاب العالم المفتوح اختارت اللعبة مكافأة من يراقب ويتأمل ويكتشف بعينه لا بمنطق الإرشاد الاصطناعي. إنها دعوة إلى الاستكشاف الحقيقي حيث لا توجد طريق واضحة بل إشارات ضمنية ومشاهد طبيعية تقودك نحو المغامرة. طريقة اللعب هذه تخلق إحساساً قوياً بالمشاركة والتفاعل الحقيقي مع العالم وتغرس في اللاعب فضولاً دائماً يدفعه للتساؤل عما يوجد خلف كل تلة أو داخل كل كهف.
كل عنصر في اللعبة له وزن وأثر حقيقي فحالة الطقس قد تغير مجرى المعركة أو تمنع تسلق جبل. ونظام stamina يحدد مدى قدرتك على الجري أو التسلق أو السباحة. واختيارك للمعدات يؤثر بشكل مباشر على قدراتك الدفاعية والهجومية. حتى موقع العدو وطريقته في التحرك يمكن أن يكون مفتاح النصر أو سبب السقوط. هذه التفاصيل الصغيرة تصنع تجربة غنية لا تُنسى وتجعل من العالم شيئًا يُعاش ويُختبر بكل حواسك لا مجرد خلفية مرئية.
لقد نجحت Breath of the Wild في إعادة ابتكار سلسلة امتدت لعقود طويلة وجعلتها أكثر حيوية وانفتاحًا من أي وقت مضى. فبدلاً من تكرار الصيغ القديمة نقلت السلسلة إلى مستوى جديد تمامًا من الحرية والتجربة الشخصية. كل لحظة في اللعبة تحمل إمكانية جديدة وكل زاوية تفتح بابًا للمفاجآت وهو ما يجعلها تجربة فريدة لا تُقارن بأي لعبة أخرى.
The Legend Of Zelda: Breath Of The Wild ليست فقط نقطة تحول في تاريخ السلسلة بل هي أيضًا لحظة فارقة في تطور ألعاب العالم المفتوح عمومًا. لقد أثبتت أن الابتكار في تصميم الأنظمة والمغامرة القائمة على الفضول يمكن أن يولدا تجربة لا تقل عن السحر في تأثيرها وعمقها.