✓ تبون يخفف لهجته بشأن الصحراء خلال زيارته لإيطاليا

✓ تبون يخفف لهجته بشأن الصحراء خلال زيارته لإيطاليا

خلافا لما دأب عليه في زياراته الخارجية وتصريحاته الرسمية، بدا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكثر تحفظا وأقل تشددا بخصوص ملف الصحراء المغربية، خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الإيطالية روما، ما أثار تساؤلات عدة حول خلفيات هذا التحول اللافت في الخطاب الدبلوماسي الجزائري.

فعلى الرغم من إصراره المتكرر، في مناسبات سابقة، على التأكيد العلني والدائم على دعم جبهة “البوليساريو” ومشروعها الانفصالي، فقد غابت هذه النبرة الحادة عن تصريحاته الأخيرة، حيث اكتفى خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، بالتعبير عن دعم “جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء لإيجاد حل سياسي عادل، وفق الشرعية الدولية، يضمن ما سماه ‘حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير’.”

هذا التصريح الذي لم يتضمن العبارات المعتادة من قبيل “الاستقلال” أو “تصفية الاستعمار”، التي يستخدمها تبون عادة في لقاءاته مع مسؤولين من دول إفريقية مثل زيمبابوي، فسر من طرف مراقبين بأنه ربما يعكس محاولة جزائرية لتفادي إحراج الجانب الإيطالي أو دفعه إلى اتخاذ موقف داعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، المعترف بها من قبل عدد متزايد من الدول الأوروبية والغربية.

وتطرح هذه المراوغة اللغوية، وفق محللين، احتمالين: إما أن الجزائر بصدد مراجعة تدريجية لخطابها السياسي بشأن هذا الملف الشائك، تجاوباً مع التحولات الدولية المتسارعة لصالح الطرح المغربي، أو أنها تسعى فقط إلى الحفاظ على علاقاتها مع شركائها الأوروبيين، دون تغيير جوهري في موقفها الثابت والداعم للبوليساريو.

وفي انتظار ما ستكشفه المواقف الرسمية في المستقبل القريب، تبقى زيارة تبون إلى إيطاليا مناسبة بارزة لاختبار توازنات الجزائر الدبلوماسية بين دعمها التاريخي للأطروحة الانفصالية، وبين محاولاتها الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية مع عواصم القرار الأوروبي.



Shortened URL