ألعاب جماعية كان ينبغي ألّا تكون جماعية – الجزء الثاني والأخير – newnews4

ألعاب جماعية كان ينبغي ألّا تكون جماعية – الجزء الثاني والأخير – newnews4

ألعاب جماعية كان ينبغي ألّا تكون جماعية – الجزء الثاني والأخير

نستكمل مقالتنا :

Final Fantasy 14

هل كانوا بحاجة إلى اثنتين فعلًا

أعلنت Square Enix عن Final Fantasy 9 وFinal Fantasy 10 وFinal Fantasy 11 في وقت واحد مع وعد بتقديم تجارب مختلفة للجمهور لكن Final Fantasy 11 كانت محط أنظار الجميع لأنها كانت أول لعبة في السلسلة تتحول إلى تجربة MMORPG كاملة وقد صدرت لأول مرة في اليابان عام 2002 ثم في أمريكا الشمالية عام 2004

لكن المثير للاستغراب أن الشركة بعد ذلك بعدة سنوات فقط أطلقت Final Fantasy 14 في عام 2010 كلعبة MMO جديدة تمامًا بينما كانت لا تزال تدعم Final Fantasy 11 بشكل نشط مما جعل البعض يتساءل عن منطقية وجود لعبتين من نفس النوع في سلسلة واحدة

صحيح أن Final Fantasy 14 أصبحت محبوبة بشدة من قبل اللاعبين خاصة بعد إعادة إطلاقها عام 2013 بنسخة محسنة بالكامل أعادت بناء اللعبة من الصفر وقدمت تجربة MMO ممتازة لكن يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كان من الأفضل أن تقوم Square Enix بتقديم تجربة فردية جديدة بدلًا من التركيز على لعبة جماعية أخرى مشابهة من حيث البنية الأساسية

وجود لعبتي MMO في نفس السلسلة خلال فترة زمنية متقاربة خلق نوعًا من التشتت وفتح باب التساؤلات حول الفرص التي ضاعت لتقديم قصة فردية متقنة بطابع Final Fantasy المعروف خاصة وأن السلسلة لطالما عُرفت بقصصها الغنية وشخصياتها المؤثرة وعوالمها العميقة التي يصعب تقديمها بشكل متكامل في تجربة جماعية.

The Legend Of Zelda: Tri Force Heroes

مغامرة الأزياء

قبل إصدار The Legend of Zelda: Tri Force Heroes كانت Nintendo قد خاضت عدة تجارب مع ألعاب Zelda التي تركز على اللعب الجماعي ولكن معظم تلك الألعاب اعتمدت على نظام يضم أربعة لاعبين أما في هذه اللعبة فقد تغيرت المعادلة لتضم ثلاثة لاعبين فقط مع تقديم مفهوم جديد يتمحور حول تبديل الأزياء

هذه الأزياء لم تكن مجرد تغيير شكلي بل كانت تضفي على كل شخصية من شخصيات Link الملونة قدرات خاصة تختلف بحسب الزي المختار مما أضاف عنصرًا جديدًا إلى طريقة اللعب وجعل التجربة تبدو منعشة ومليئة بالتجريب والتعاون بين اللاعبين من أجل حل الألغاز وتخطي التحديات

ورغم أن اللعبة تتيح خيار اللعب الفردي إلا أن نظام الذكاء الاصطناعي المصاحب لم يكن على مستوى جيد مما جعل من الصعب جدًا على أي لاعب أن يتمكن من إكمال اللعبة بمفرده بشكل مريح حيث تتطلب العديد من التحديات تنسيقًا دقيقًا وتفاعلًا متبادلًا بين الشخصيات الثلاثة وهو ما لم تستطع الآلة محاكاته بالشكل المطلوب

من المؤسف أن هذا العنوان من سلسلة Zelda قد لا يُذكر كثيرًا أو يحتل مكانته التي يستحقها بين ألعاب السلسلة بسبب اعتماده المفرط على اللعب الجماعي وافتقاره لتجربة فردية صلبة حيث إن تصميمه القائم على التعاون جعله غير مناسب للاعبين الذين اعتادوا على الاستمتاع بعوالم Zelda بشكل منفرد واستكشافي.

Metroid Prime: Federation Force

إعلان صعب التقبّل

كانت Metroid: Other M لعبة مثيرة للجدل عند إصدارها على Wii عام 2010 حيث انقسمت الآراء حولها لكنها في جوهرها ظلت مغامرة قوية لشخصية Samus Aran ومع ذلك دخلت السلسلة بعد ذلك في سبات طويل استمر لعدة سنوات دون أي إصدارات جديدة

ثم في عام 2015 تم الكشف عن Metroid Prime: Federation Force وهو إعلان أثار موجة من خيبة الأمل لدى المعجبين فقد تخلت اللعبة تمامًا عن شخصية Samus كمحور أساسي وبدلًا من ذلك قُدمت تجربة تتمحور حول جنود عاديين يرتدون بدلات آلية ملونة في مغامرات جماعية دون لمسة السلسلة الأصلية التي أحبها الجمهور

كان من الواضح أن جمهور Metroid كان ينتظر عودة Samus في لعبة فردية جديدة تحمل طابع الاستكشاف والعزلة والعمق الذي اشتهرت به السلسلة أما Federation Force فقد بدت وكأنها انحراف عن هوية Metroid ومحاولة لفرض صيغة لعب جماعية على سلسلة لطالما تميزت بتجربتها الفردية

حتى مع وجود فريق لعب جماعي مكتمل لم ترتق التجربة إلى المستوى المرتقب من الجودة أو الروح الخاصة بـ Metroid إذ افتقدت اللعبة للطابع الجاد والغموض الذي يميز ألعاب السلسلة مما جعلها تظهر كمشروع فرعي غير مرحب به لدى محبي السلسلة

لو كانت اللعبة قد ركزت على تقديم مغامرة فردية جديدة لـ Samus لكان ذلك كفيلًا بإعادة الحماس والاحترام لسلسلة كانت تنتظر عودة تليق بتاريخها الغني وشخصيتها الرئيسية الأيقونية.

Silent Hill: Book Of Memories

خروج عن الجوهر

لطالما كانت Silent Hill بمثابة الوجه الأكثر كآبة وعمقًا لسلسلة ألعاب الرعب بالمقارنة مع Resident Evil إذ تميزت برواية قصص مؤلمة ومشحونة بالمشاعر النفسية عوضًا عن الحوارات البسيطة والحركة المفرطة ولهذا السبب جاء الإعلان عن Silent Hill: Book of Memories على جهاز PS Vita كمفاجأة صادمة للكثير من محبي السلسلة

فمفهوم اللعبة بالكامل بدا متناقضًا مع روح Silent Hill حيث جاءت بتصميم أقرب ما يكون إلى ألعاب Diablo من حيث أسلوب اللعب المعتمد على الزوايا العلوية والقتال الجماعي مع إمكانية اللعب مع الأصدقاء في تجربة تعاونية بعيدة كل البعد عن الشعور بالوحدة والعزلة والخوف الذي عُرفت به السلسلة

لو تم تجاهل اسم Silent Hill فإن Book of Memories ليست لعبة سيئة بحد ذاتها كنسخة شبيهة بلعبة Diablo إذ تقدم مغامرة بسيطة ونظام تقدم مقبول وعناصر لعب جماعي قد تكون مسلية للبعض لكن المشكلة الحقيقية تكمن في ارتباط هذا المفهوم بعالم Silent Hill الذي لا يتناسب مطلقًا مع أسلوب اللعب المقترح

النتيجة كانت لعبة بدت وكأنها تحمل اسم Silent Hill فقط من أجل التسويق دون أي صلة جوهرية بعناصر السلسلة الأصلية مما جعلها تبدو وكأنها محاولة غير موفقة لفصل اللعبة عن جذورها وتقديم تجربة بلا هوية واضحة تتعارض مع توقعات الجمهور الذي اعتاد على الرعب النفسي والسرد العميق لا اللعب التعاوني الخفيف.