✓ ندوة بوجدة تبرز أهمية الحفاظ على فن الراي وتثمينه كإرث ثقافي

✓ ندوة بوجدة تبرز أهمية الحفاظ على فن الراي وتثمينه كإرث ثقافي

أبرز مشاركون في ندوة نظمت مساء اليوم الأربعاء بوجدة، أهمية الحفاظ على فن “الراي” وتثمينه كإرث ثقافي.

وناقش المتدخلون في هذه الندوة العلمية، المنظمة بمبادرة من جمعية تدبير الشؤون الثقافية لعمالة وجدة – أنجاد تحت عنوان “فن الراي من الشيخ إلى الشاب”، وعرفت مشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين، التحولات الاجتماعية والفنية التي شهدها هذا اللون الغنائي، انطلاقا من جذوره الشعبية إلى آفاقه العالمية.

وأكدوا أن فن الراي، بما يحمله من عمق وجداني وثقل تاريخي واجتماعي، يمثل جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية، وأحد أبرز رموز التراث اللامادي المتجذرة في هذه المنطقة، مشيرين إلى أن هذا الفن نشأ في أحضان منطقة غنية بتلاقح الثقافات وتفاعل الحضارات، نظرا لموقعها الحدودي وانفتاحها الطبيعي على الجوار المغاربي والأندلسي.

واعتبروا أن أصوات الرواد الكبار، شيوخ فن الراي، الذين أرخوا الملامح الأولى لهذا الفن العريق، انطلقت من هذه المنطقة حاملين عفويتهم الصادقة وكلماتهم النابعة من أعماق التجربة الإنسانية، ليكونوا سفراء للفن النبيل وروح التعبير الصادق عن هموم الإنسان وتطلعاته.

وأشار المتدخلون إلى أن جيل الثمانينات والتسعينات جاء بعد ذلك وحمل مشعل الراي بنجاح، ونقله من فضاءات محلية ضيقة إلى آفاق عالمية واسعة، محافظا على أصالته وعمقه الشعبي دون التفريط في قيمه وهويته الأصيلة.

وأوضحوا أن هذا الجيل المتميز لم يكن مجرد ناقل للفن، بل كان رائدا في تطويره، مبتكرا أساليب جديدة في الأداء والتلحين، وموسعا دائرة جمهوره عبر تبني تقنيات حديثة؛ مما ساهم بشكل كبير في إبراز الراي على الساحة الدولية.

وأبرز والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة – أنجاد، خطيب الهبيل، أن الامتداد الواسع لهذا الفن يظهر أن “الراي” استطاع أن يتجاوز الحدود واللغات، ويثبت مكانته كفن إنساني يحمل رسالة تتجاوز الزمن والمكان، مؤكدا على أن هذا النجاح يستدعي التفكير في المستقبل، حيث الفن، مثل باقي مكونات الثقافة، يحتاج إلى دعم ورؤية واضحة تواكب تطورات العصر.

وأضاف أنه انطلاقا من هذا الوعي، تقتضي المسؤولية الجماعية العمل على خلق بيئة مشجعة للأجيال الجديدة، تحفزهم على الإبداع والابتكار، دون افتقاد جوهر هذا الفن وأصالته، مبرزا أن الحفاظ على الراي لا يعني الوقوف عند الماضي، بل الاستمرار في تطويره بما يحترم جذوره ويواكب متطلبات الحاضر، ليظل حيا في الذاكرة ومتجددا في الأداء.

وأكد السيد الهبيل على الالتزام الراسخ بحماية وتثمين هذا الإرث الثقافي، والسعي إلى صونه وتأمين استمراريته وتطويره، لبناء جسر بين الماضي والمستقبل، ومنح الأجيال الصاعدة الفرصة لتكون جزءا من كتابة فصول جديدة من قصة الراي، التي تظل وفية لأصالتها وفي الوقت ذاته متجددة ضمن رؤية تنموية ترتكز على التراث كرافعة أساسية.

من جهته، اعتبر مدير مهرجان الراي للشرق 2025، جمال حدادي، موسيقى الراي ذاكرة حية تنبض بأفراح الناس وأحزانهم، وتعكس القيم الشعبية بروح علمية وإنسانية رفيعة.

وتندرج هذه الندوة في إطار فعاليات مهرجان الراي للشرق 2025، الذي ستنظمه الجمعية بمدينة الألفية خلال الفترة ما بين 24 و26 يوليوز الجاري تحت شعار “مهرجان الراي بين سحر الموسيقى ونبض الإيقاع”، بشراكة مع مجموعة من الفاعلين والداعمين.

وعلى هامش هذه الندوة، تم تكريم الراحل ين الدكتور محمد عمارة، الرئيس السابق لجمعية وجدة للفنون، تقديرا لإسهاماته المتعددة في الثقافة والفن، والفنان ميمون الوجدي، أحد أبرز رواد موسيقى الراي بالمغرب، الذي خلف رصيدا فنيا غنيا في لون الراي، بالإضافة إلى الاحتفاء بفريق المولودية الوجدية للركبي، إثر فوزه ببطولة المغرب وكأس العرش.



Shortened URL