
إسراء إبراهيم
تحقق الفنانة سلوى محمد علي حالة من النجاح الجماهيري، بشخصية “عبلة”، التي تقدمها ضمن أحداث مسلسل “فات الميعاد”، الذي يُعرض عبر شاشة “dmc” ومنصة WATCH IT الرقمية.
استطاعت “علي” تقمص الشخصية ببراعة لدرجة أن بعض الناس اعتبروها نموذجا حقيقيا للحماة التي تسبب في خراب بيوت أبنائها، حتى أن بعض جمل الشخصية أصبحت نموذجا للتندر والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
إعلام دوت كوم تواصل مع الفنانة سلوى محمد علي لمعرفة تفاصيل أكثر عن الشخصية، وفيما يلي أبرز التصريحات:
– أرى “عبلة” امرأة تنحدر من أصول ريفية، انتقلت للعيش في منطقة شعبية، وحينما مرض زوجها اضطرت إلى العمل داخل المنزل وخارجه، فتحملت مسؤوليات الأسرة كاملة، وهذا أكسبها نوعًا من الهيبة والاحترام في أعين أبنائها، إذ رأوها العمود الذي يستند عليه البيت بأكمله.
– تربية “عبلة” جزء أساسي من السبب، ولكن أيضًا من ربّى عبلة كان له دور، بل ومن ربّى من ربّاها كذلك، الأمر في مجمله يعكس تأثير المجتمع بأكمله، فثقافة المجتمع هي التي شكّلت هذه النتيجة التي وصل إليها أولادها.
– المرجع الذي استندتُ إليه في تجسيد الشخصية هو عدد كبير من النساء اللواتي قابلتهن في حياتي: قريباتي، وحموات صديقاتي، بل وحتى حموات قريباتي، عبلة تمثل خليطًا من هؤلاء جميعًا، فهي تبدو وكأنها إحدى قريباتي أو قريباتنا جميعًا، امرأة طيبة بحق مع الجميع، لكن من يعيشون معها يشتكون منها.
– تفاصيل الشخصية الدقيقة، لست المسؤولة وحدي عنها، كثير من تلك التفاصيل كانت من اختيار مهندسة الديكور ورؤية المخرج، ما أضفته أنا فكان النظارة، وحركة خفض الصوت باستخدام الريموت كنترول، لإضفاء طابع معين على الشخصية، ولكن إجمالًا، تلك التفاصيل كانت نتيجة عمل جماعي وتعاون مشترك.
– انقسام الآراء حول شخصية “عبلة” في حد ذاته دليل على نجاحي كممثلة، والحمد لله، لأن الدور الجيد لا يُحكم عليه بأنه شرير أو طيب بشكل مطلق، بل يُحدث انقسامًا في الرأي، وهذا يسعدني كثيرًا؛ فهو يعني أن الشخصية مكتوبة بإتقان، وأن الإخراج كان موفقًا، وأنني قدّمت الأداء بشكل جيد؛ الشخصية كانت على خيط رفيع جدًا؛ خطوة صغيرة إلى اليمين تظهرها شريرة، وخطوة إلى اليسار تجعلها طيبة، وهذا ما أسعدني حقًا، من حسن حظنا أننا وُفّقنا، والحمد لله.
– أما ما يُقال عن القضايا التي يناقشها المسلسل أو دوره في التوعية، أنا لا أقدّم قضايا، ولا أدّعي التوعية، أنا أقدّم شخصية فنية متكاملة أحببتها، وفيها مشاهد لطيفة وأخرى قد تثير الانزعاج، ما أقدّمه هو فن.
– المستوى الاجتماعي ليس هو السبب في العنف، أبدًا، العنف لا يرتبط ببيئة اجتماعية معينة، فهناك أشخاص في المناطق الشعبية في منتهى الرقي، وكذلك في الصعيد أو بين الفلاحين، أنا شخصيًا من عائلة صعيدية، ولم أشهد العنف الأسري إطلاقًا، رغم أننا من أصول صعيدية وسكان منطقة شعبية، لكن لم نرَ هذا النوع من العنف، ومع ذلك، رأيته عند بعض الجيران مثلًا، وأراه أيضًا في طبقات اجتماعية مختلفة لا يمكن تصنيفها بسهولة، بمعنى أن العنف ليس حكرًا على فئة أو طبقة معينة، وهو موجود، كما أن غيابه أيضًا موجود، في كل الطبقات.
– القانون وحده لا يكفي لحل الأزمات مثل الطلاق أو العنف الزوجي، أظن أن الضمير هو ما يحل هذه الأزمات في الأساس؛ فكل قانون يمكن التحايل عليه من شخص لا يملك ضميرًا، بل وقد يُستخدم القانون أحيانًا ضد الطرف الأضعف.
– لا يوجد قانون كامل في العالم، لكن من المهم أن يكون للمرأة حقوق قانونية تحميها إلى حدٍ ما، ومع ذلك، يبقى الضمير والأخلاق هما الأساس في حل كل شيء، وفي الوقت ذاته، لا يمكن الاستغناء عن القوانين، فالمجتمع بحاجة إلى إطار قانوني ينظّمه ويحفظ توازنه.
– حنان سليمان من أقرب الممثلات إلى قلبي، فهي سيدة لطيفة للغاية، وكانت كذلك دومًا، لطيفة وذكية بدرجة كبيرة، نحن صديقتان، وعندما نتحدث معًا كثيرًا ما نمزح فنقول: “أنا بغار منك”، وكأن كلٌّ منا يُكمل الآخر، أنا أحبها وأُقدّرها كثيرًا كفنانة، فهي مهمة فعلًا.
– لدى حنان سليمان طريقة مميزة في العمل، طريقة ساحرة ولطيفة، تدخل إلى الشخصية بهدوء، وتُمسك بتفاصيلها شيئًا فشيئًا، حتى يفاجأ المتفرج بأن الشخصية أصبحت حقيقية ومؤثرة أمامه، تلك هي طريقة حنان، وأنا أحب هذه الطريقة جدًا، وأنا من أشد المعجبين بها، وقدّمت في دور والدة “بسمة” أداءً رائعًا يجمع بين رصانة الممثلة وطيبتها؛ فالشخصية نفسها تحمل الرصانة والطيبة، وتعيش صراعًا داخليًا بين أمرين: هل تُضحّي بابنتها وتترك بيتها ينهار، أم تحافظ على كرامتها؟ وهذا، بالمناسبة، صراع تعيشه كثير من الأمهات، وحنان عبّرت عنه ببراعة شديدة.