
يسابق تجار السلع في الولايات المتحدة الزمن لتفريغ أكبر كمية ممكنة من القهوة البرازيلية في الموانئ الأمريكية، قبل دخول قرار فرض رسوم جمركية بنسبة 50% حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل.
وتُنتج البرازيل نحو ثلث إجمالي البن المستخدم في الولايات المتحدة، سواء كبن أحادي المنشأ أو كأساس لمعظم الخلطات المباعة في أكبر دولة مستهلكة للبن في العالم، في حين لا تنتج الولايات المتحدة سوى نحو 1% فقط من احتياجاتها من البن.
وبحسب تقرير لوكالة “أسوشيتد برس”، قد يؤدي تطبيق الرسوم التي فرضتها إدارة ترامب، بزيادة ضرائب الاستيراد بنسبة 50% على السلع البرازيلية، إلى ارتفاع أسعار وجبة الإفطار في الولايات المتحدة، إذ يُتوقع أن تتأثر أسعار القهوة وعصير البرتقال — وهما عنصران أساسيان في النظام الغذائي الصباحي الأمريكي — بشكل كبير إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس.
ويعتمد استهلاك الأمريكيين للقهوة بشكل شبه كامل على الواردات. وتُظهر بيانات الحكومة الأمريكية أن البرازيل، باعتبارها أكبر منتج للبن في العالم، تُزوّد السوق الأمريكية بنحو 30%، تليها كولومبيا بنسبة 20%، ثم فيتنام بنسبة 10%. وقد انخفضت المخزونات العالمية مؤخرًا نتيجة الضغوط المناخية التي أسهمت في رفع أسعار البن.
وفي محاولة لتفادي هذه الرسوم، عمد بعض التجار الأمريكيين إلى تحويل مسار السفن في منتصف الرحلة، متجاوزين محطات توقف كانت مقررة في موانئ أخرى، بهدف تسريع وصول شحنات القهوة البرازيلية إلى الأسواق الأمريكية قبل الموعد المحدد.
كما قام آخرون بتحويل شحنات كانت مخصصة لأسواق كندا أو المكسيك، وإرسالها مباشرة إلى الولايات المتحدة. وفي المقابل، بدأ المستوردون الأمريكيون بنشر أسعار جملة جديدة تتضمن الرسوم الإضافية بنسبة 50% لأي شحنة تصل بعد الأول من أغسطس.
وقال جيف برنشتاين، المدير العام لشركة “آر جي سي كوفي”: “قمنا بتحويل بعض الشحنات لتصل إلى الولايات المتحدة في وقت أبكر مما كان مخططًا، لكنها ليست خطوة ممكنة لجميع الحمولات”، مضيفًا: “لا توجد حلول بديلة للشحنات التي لم تغادر البرازيل بعد”.
وقد شهدت أسعار القهوة في السوق الأمريكية ارتفاعًا حادًا العام الماضي، بعد قفزة بنسبة 70% بفعل نقص الإنتاج، ويخشى التجار من أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى موجة زيادات إضافية في الأسعار.
وقال ستيف والتر توماس، المدير التنفيذي لشركة “لوكاتيلي كوفي” الأمريكية: “هذه الضريبة الداخلية تؤذي الشركات الأمريكية فقط، ولا تمس البرازيل أو رئيسها لولا دا سيلفا. إنها تهديد وجودي لمستوردين مثلنا”.
ويتوقع التجار أنه في حال استمرار العمل بالرسوم الجديدة، ستُعاد هيكلة حركة تجارة القهوة عالميًا، بحيث تصدّر البرازيل منتجاتها إلى أوروبا وآسيا، بينما تتجه الولايات المتحدة إلى زيادة وارداتها من القهوة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية. لكن هذا التحول، بحسب التجار، لن يكون سهلًا، وسيفرض تكاليف إضافية على السوق الأمريكية.
وقال أحد التجار، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن القهوة البرازيلية تدخل في تركيب ثلث خلطات القهوة المقدّمة في سلاسل شهيرة مثل “دانكن دونتس” و”تيم هورتنز”، وتُستخدم على نطاق واسع في “ستاربكس” أيضًا. وقد امتنعت هذه الشركات عن التعليق.
في المقابل، دعت “الرابطة الوطنية الأمريكية للقهوة” إدارة ترامب إلى استثناء القهوة من الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات البرازيلية.