المحتويات القابلة للتنزيل في ألعاب الفيديو يمكن أن تثير مجموعة واسعة من ردود الفعل. فبعض الألعاب تبدو وكأنها تطلق محتوى سطحيًا ومبتذلًا يهدف فقط إلى تحقيق المزيد من الإيرادات، بدلًا من تقديم شيء ذي قيمة يثري تجربة اللعب.

وفي المقابل، على الطرف الآخر من الطيف، هناك بعض المحتويات الإضافية في ألعاب الفيديو التي تكون مذهلة إلى درجة تجعل الجماهير تعتبرها أفضل من اللعبة الأصلية نفسها في بعض الحالات. هذا يضمن أن يخوض اللاعبون تجربة ممتعة مع هذه التوسعات، إذ ينطلقون في مغامرات جانبية لا تُنسى ومليئة بالأحداث.

تحذير من الحرق:

فقرة The Elder Scrolls 4: Oblivion تتضمن معلومات حول نتيجة مهمة رئيسية في اللعبة.

Fallout 4: Far Harbor

تحسين ملحوظ مقارنة باللعبة الأساسية

Fallout 4
التقييم العام: 9/10 – 8.8/10
تاريخ الإصدار: 10 نوفمبر 2015
المطور: Bethesda
الناشر: Bethesda
المنصات:
– PC
– PlayStation 4
– PlayStation 5
– Xbox One
– Xbox Series X
– Xbox Series S

كانت Fallout 4 واحدة من أكثر ألعاب السلسلة إثارةً للجدل، حيث انقسمت آراء اللاعبين بشكل كبير حول التغييرات التي طرأت على طريقة اللعب. فقد أعرب الكثير من اللاعبين عن خيبة أملهم من تقليص عناصر تقمّص الأدوار (RPG) التي كانت تُعد جوهر السلسلة في الإصدارات السابقة، ورأوا أن Bethesda تعمدت تبسيط هذه الجوانب المعقدة من أجل جذب شريحة أكبر من الجمهور، ما أفقد اللعبة شيئًا من هويتها الأصلية.

لكن بمرور الوقت، وبعد أن تجاوز اللاعبون صدمة هذه التغييرات وتقبلوا الأسلوب الجديد، بدأوا يكتشفون أن اللعبة، رغم بساطتها النسبية، ما تزال تقدم تجربة متماسكة من حيث البناء العام، واللعب، وتنوع المهمات، وأسلوب القتال، وتصميم العالم المفتوح. وقد ساعدت هذه العوامل على ترسيخ مكانة اللعبة لدى عدد كبير من اللاعبين، حتى لو كانت مختلفة عما اعتادوه سابقًا.

توسعة Far Harbor جاءت لتؤكد هذه الجودة وتُظهر ما يمكن أن تقدمه Fallout 4 عندما تُمنح المساحة الكاملة لتقديم محتوى غني ومعقد. فقد تميزت هذه التوسعة بتصميم مهمات يُعد من الأفضل في اللعبة كلها، حيث تم تقديم قصص جانبية وشخصيات وعوالم فرعية جذابة، جعلت اللاعبين يشعرون بأنهم أمام تجربة مستقلة بذاتها. الغموض الذي يكتنف الأجواء، والاختيارات الأخلاقية التي تفرض نفسها تدريجيًا، والتشابك في العلاقات بين الفصائل والشخصيات، كلها عناصر أعادت بعضًا من طابع تقمّص الأدوار الكلاسيكي الذي افتقده اللاعبون في اللعبة الأساسية.

ورغم أن Far Harbor لم تكن خالية من العيوب، فقد احتوت على بعض الألغاز البسيطة والمكررة التي لم تضف الكثير إلى التجربة العامة، إلا أن هذا الجانب تم التغاضي عنه من قبل اللاعبين، لأن بقية التوسعة كانت قوية ومُرضية إلى درجة غطت على هذه النقاط السلبية.

بفضل تركيزها على السرد القصصي الغني، والتصميم المدروس للمهمات، والخيارات التي تؤثر بشكل حقيقي على مسار الأحداث، استطاعت Far Harbor أن تقدم ما كان يفتقده اللاعبون في اللعبة الأصلية، وجعلتها تبدو وكأنها ارتقاء حقيقي بمستوى Fallout 4، بل إن البعض يعتبرها التجربة الأفضل في اللعبة بأكملها.

Mass Effect 3: Citadel

تمنح الجماهير الوداع الذي كانوا بحاجة إليه مع أصدقائهم

Mass Effect 3
التقييم العام: 9/10 – 9.0/10
تاريخ الإصدار: 6 مارس 2012
المطور: BioWare
الناشر: Electronic Arts
المنصات:
– PC
– Xbox 360
– PlayStation 3
– Nintendo Wii U
أماكن اللعب:
– Steam
– Xbox Store
– Walmart

كانت Mass Effect 3 تجربة مختلطة لكثير من محبي السلسلة، حيث شعر عدد كبير من اللاعبين بأن القرارات المصيرية التي اتخذوها على مدار الأجزاء الثلاثة لم يكن لها التأثير المنتظر في النهاية. وقد أدى ذلك إلى موجة من الاستياء والإحباط بين الجماهير، إذ شعروا أن مجهوداتهم الطويلة في بناء العلاقات وصنع الخيارات الكبرى لم تُقدّر بالشكل الكافي في ختام الرحلة.

استجابةً لهذا الشعور الجماهيري، قدّمت BioWare توسعة Citadel، التي أصبحت فيما بعد من أكثر المحتويات الإضافية المحبوبة في تاريخ ألعاب الفيديو، واعتبرها كثيرون ضرورية لأي شخص خاض مغامرات Commander Shepard. هذه التوسعة لم تكن مجرد مهمة جانبية، بل كانت بمثابة احتفال أخير، جميل ومؤثر، بكل ما مثّلته السلسلة طوال أجزائها الثلاثة.

في توسعة Citadel، يتم جمع جميع الشخصيات التي شاركت Shepard مغامراته السابقة، سواء من الجزء الأول أو الثاني أو الثالث، في لقاء أخير مليء بالمشاعر والذكريات. تدور أحداث التوسعة حول مؤامرة غامضة داخل محطة Citadel، تنتهي بمواجهة Shepard لنُسخة شبيهة به، في مغامرة تميل إلى الطابع الفكاهي والمرح أكثر من الجدية التي عُرفت بها القصة الرئيسية. ورغم أن جو التوسعة أخف وأقرب إلى الكوميديا، إلا أن لحظات الوداع والتفاعل بين الشخصيات كانت من أعمق ما قُدّم في السلسلة.

ما جعل Citadel استثنائية فعلًا هو الطريقة التي منحت بها لكل شخصية فرصة للتألق، ولكل علاقة أن تُختتم بطريقة خاصة، سواء كانت علاقة صداقة أو حب أو رفقة في المعارك. وقد ساعد هذا الوداع الجميل في منح اللاعبين شعورًا بالإغلاق العاطفي الحقيقي، وهو ما افتقدوه في نهاية اللعبة الأصلية. التوسعة كانت بمثابة رسالة شكر من BioWare إلى المعجبين، واحتفالًا بما بنوه على مدار سنوات، مما جعلها تبرز كواحدة من أفضل المحتويات الإضافية في تاريخ الألعاب دون مبالغة.