
عد الاشتباكات التي استمرت ثلاث ليال، بين مهاجرين من شمال إفريقيا، غالبيتهم من المغرب، وجماعات من اليمين المتطرف في مدينة توري باتشيكو الواقعة في منطقة مورسيا (جنوب شرق إسبانيا)، أعلنت السلطات القبض على عشرة أشخاص.
وجاء ذلك بعد إلقاء هؤلاء الأشخاص، زجاجات حارقة ومقذوفات على الشرطة الإسبانية، التي كانت تحاول إنهاء أعمال العنف التي اندلعت في المدينة.
وانطلقت شرارة العنف في هذه البلدة التي تُعرف بهدوئها، عندما اعتدى ثلاثة مجهولين على رجل مسن، ما أدى إلى إصابته بجروح.
واتهم متطرفون إسبان عددا من شباب الجالية المغاربية بالوقوف وراء هذا الاعتداء، ما أدى إلى اندلاع أعمال عنف بدافع الانتقام ومعاقبة المتورطين.
ولا تزال الشرطة الإسبانية تبحث عن ثلاثة شبان، يُعتقد أنهم المسؤولون عن الاعتداء على المسن.
وفي خطوة لتهدئة الأوضاع، دعا رئيس منطقة مورسيا المحافظ فرناندو لوبيز ميراس، عبر تغريدة على منصة “إكس”، إلى “إنهاء العنف فورا”.
وكتب: “يجب أن يعود الهدوء إلى المدينة. أتفهم الإحباط والاستياء، لكن لا يوجد أي مبرر للعنف”. فيما تعهد “بمعاقبة المتورطين في هذا الاعتداء”.
من جهته، دعا رئيس بلدية توري باتشيكو، بيدرو أنخيل روكا، المنتمي إلى الحزب المحافظ، سكان المدينة إلى “الهدوء”، مطالبا بعدم “الخلط بين المجرمين والجالية المهاجرة التي جاءت إلى إسبانيا من أجل العمل”.
ووفق صحيفة “لا أوبنيون دي مورسيا”، قام متطرفون مدججون بأسلحة بيضاء، خلال ثلاثة أيام، بالتجول في شوارع المدينة بحثا عن أجانب ومهاجرين، رغم انتشار قوات الأمن.
جاء ذلك ردا على الاعتداء الذي استهدف الرجل المسن دومينغو (68 عاما)، بعد تعرضه لهجوم من قبل مهاجرين من شمال إفريقيا تسبب له بجروح في وجهه. وقد تم تصوير الاعتداء وبثه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد انتشار الخبر، خرجت مجموعات من الرجال إلى الشوارع مطالبين بـ”طرد المهاجرين فورا”، فيما نظمت بلدية مورسيا تجمعا، إلا أن مشاركة جماعات من اليمين المتطرف أدت إلى اندلاع أعمال عنف.
من جهة أخرى، أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الإجتماعي، تعرض شاب مغربي للضرب داخل سيارته، حيث قام متظاهرون بكسر الزجاج الأمامي للسيارة، ولولا تدخل الشرطة لحمايته، لكان معرضا لخطر الموت.
كما أظهرت صور ومقاطع أخرى، سكان مدينة مورسيا وهم يتجولون في الأحياء الشعبية بحثا عن أجانب ومهاجرين، حاملين العصي والهراوات، متحدّين قوات الأمن التي حاولت تطويقهم.
ولمنع تصاعد الأعمال العدائية، انتقدت وزيرة الشباب الإسبانية سيرا ريغو، المنتمية إلى حزب أقصى اليسار، “الملاحقات العنصرية ضد المهاجرين في توري باتشيكو”، متهمة اليمين المتطرف بالوقوف وراء “أعمال الشغب”.
من جهتها، نددت الجمعية المغربية لدمج المهاجرين بما وصفته بـ”الهجمات العنصرية”، مطالبة في بيان لها بوضع حد للتهديدات والعنف في الشوارع، وضمان “الحماية الحقيقية” للمهاجرين.
وتُعد مدينة توري باتشيكو من البلدات التي تضم نسبة كبيرة من السكان المهاجرين، حيث يشكلون نحو 30% من مجموع السكان، وفق ما أكده رئيس البلدية، مشيرا إلى أن معظمهم من أصول مغربية ويعملون في القطاع الزراعي، مضيفا أن العديد منهم يقيمون في البلدة منذ أكثر من عقدين.