شهدت الساحة السياسية الإسبانية تصعيدا لافتا على خلفية تصريحات أدلى بها خوسيه أنخيل أنتيلو، المسؤول الجهوي لحزب “فوكس” في منطقة مورسيا، اعتبرت تحريضية تجاه المهاجرين، وخاصة القادمين من شمال إفريقيا، بينهم مواطنون مغاربة.
وجاءت هذه التصريحات خلال تجمع نظم تحت شعار “دافع عن نفسك ضد انعدام الأمن”، حيث ربط أنتيلو بين معدلات الجريمة والهجرة غير النظامية، وقال إن “هؤلاء يجب ترحيلهم، ولن يبقى منهم أحد”، في إشارة إلى المهاجرين الذين اتهمهم بارتكاب انتهاكات بحق فئات مختلفة من المجتمع الإسباني، من بينهم كبار السن والنساء والمثليون.
التصريحات أثارت موجة من الانتقادات، لا سيما من قبل أحزاب اليسار ومنظمات المجتمع المدني، التي وصفتها بأنها تحريض على الكراهية وتشجع على العنف ضد الأجانب.
وتزامن ذلك مع انتشار مواد بصرية، تضمنت لقطات رآها البعض بمثابة دعوة ضمنية إلى ممارسة العنف أو الانتقام من المهاجرين.
في هذا السياق، تقدم الحزب الاشتراكي الإسباني في مورسيا بشكوى رسمية إلى النيابة العامة، معتبرا أن تصريحات أنتيلو تنتهك القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتشكل تهديدا لكرامة آلاف المهاجرين الذين يعيشون في المنطقة، كما أعلن حزب “بوديموس” نيته اللجوء إلى القضاء لملاحقة قادة “فوكس”، بمن فيهم زعيم الحزب الوطني سانتياغو أباسكال.
وفيما حمل الحزب الاشتراكي جزءا من المسؤولية للحزب الشعبي، بسبب ما اعتبره صمتا أو تواطؤا غير مباشر مع الخطابات المعادية للمهاجرين، حذر من تنامي خطاب الكراهية في بعض المناطق الزراعية مثل مورسيا، التي تستقطب عددا كبيرا من العمال الأجانب، بينهم مغاربة، ممن يواجهون ظروفا صعبة وحملات تحريضية رغم مساهماتهم في الاقتصاد المحلي.
