
اخترقت البورصة المصرية قممها التاريخية، لتغلق جلسة الاثنين عند أعلى مستوياتها على الإطلاق مسجلة 33727 نقطة، بدعم من موجة صعود قوية دفعت المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 للارتفاع بأكثر من 2%.
جاء الارتفاع التاريخي وسط سيولة تجاوزت 4.5 مليار جنيه، رغم مزاحمة الاكتتاب العام في طرح “بنيان” للسيولة المتداولة في السوق.
أحمد الشيخ لـ”البورصة”: الظروف الاقتصادية الراهنة يراها البعض “مواتية للغاية” لتعزيز مكانة البورصة المصرية
ويرى أحمد الشيخ، رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، أن تحركات واتجاهات المستثمرين في الفترة الماضية تعكس ثقتهم في قوة الاقتصاد وقدرته على تجاوز التحديات ، مشيرًا إلى أن الظروف الاقتصادية الراهنة قد يراها البعض “مواتية للغاية” لتعزيز مكانة سوق الاوراق المالية المصري، في وقت تواجه فيه كثير من الاسواق ضغوطا متنوعة.

وأكد الشيخ على أن الكثير من الاقتصاديين يروا أن التحولات الجارية في حركة التجارة العالمية تعتبر عاملًا مساعدًا لفتح الباب أمام مصر لتكون مركزًا للتصنيع وإعادة التصدير إلى أسواق كبرى، وهو ما يعزز من قدرة الاقتصاد المصري على جذب استثمارات صناعية جديدة.
وأشار إلى أن توطين سلاسل الإنتاج في السوق المحلية لن ينعكس فقط على زيادة الصادرات ودعم الميزان التجاري، بل سيساهم أيضًا في توسيع قاعدة الإنتاج وزيادة معدلات التشغيل، مما يرسخ من مكانة مصر كوجهة مفضلة للاستثمار في المنطقة.
السوق المصري يجمع بين الجاذبية الاستثمارية والمرونة في التكيف مع التغيرات الدولية
واختتم رئيس البورصة تصريحاته بأن مصر أصبحت مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لتكون قبلة استثمارية، مستفيدة من تحولات المشهد التجاري العالمي، ومن البنية المؤسسية والمالية التي أُعيد بناؤها على مدار السنوات الماضية، موضحًا أن السوق المصري بات يجمع بين الجاذبية الاستثمارية والمرونة في التكيف مع التغيرات الدولية.
وصعد مؤشر الشريعة الإسلامية المصري بنحو 1.03% ليصل إلى 3483 نقطة، وارتفع مؤشر EGX70 للشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 0.89% ليصل إلى مستوى 10196 نقطة،.
فيما ارتفع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.98% ليصل إلى مستوى 13787 نقطة، كما صعد مؤشر EGX30 capped بنسبة 1.82% ليصل لمستوى 41890 نقطة.
الألفى: السوق مرشح للصعود بنحو 30% خلال العام الجاري
ومن جانبه، يرى عمرو الألفى رئيس استراتيجيات الأسهم بشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، أن السوق المصرية مرشحة لمزيد من الصعود، مرجحًا أن يشهد العام الجارى ارتفاعًا بنحو 30%، مما يعنى أن النصف الثانى من العام الجاري سيشهد زخمًا قويًا.
وأضاف الألفى، أن البنك التجارى الدولى شهد صعودًا قياسيًا فى تعاملات اليوم دفعت السوق لارتفاعات قوية، إلى جانب ارفتاعات قوية من بعض الأسهم كأسهم أوراسكوم كونستراكشن، وتعافى سهم إى أف جى القابضة.
وقفز سهم البنك التجارى الدولى بنحو 3.42% بنهاية تعاملات اليوم الأثنين، ليصل إلى مستوى سعرى عند 86.97 جنيه للسهم.
تزامن الصعود التاريخي للبورصة المصرية مع أداء متباين لأسواق المال في المنطقة، والتي سادها الحذر مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية وتأثيرها المحتمل على توجهات الفيدرالي الأمريكي.
وسجلت مؤشرات سوقي أبوظبي ودبي تراجعات متفاوتة، في ظل جني أرباح على الأسهم القيادية، بينما سجلت السوق السعودية مكاسب طفيفة بدعم من قطاعات البنوك والطاقة، وسط تحسن نسبي في السيولة. وعكست التحركات حالة من الترقب في ظل ضبابية المشهد العالمي بشأن أسعار الفائدة والرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة.
واتجهت تعاملات المستثمرين المصريين والعرب نحو الشراء بصافى تعاملات نحو 10.7 مليون جنيه و 1.78 مليون جنيه ، مستحوذين على نسبة 88.26% و 6.1%، فيما توجه الأجانب نحو البيع بصافى تعاملات 12.5 مليون جنيه مستحوذين على نسبة 5.65%..
السيد:المستثمرين بدأوا يدركون أن التراجعات السابقة غير مبررة
قال أحمد السيد، خبير الاقتصاد والتمويل، إن الارتفاعات القوية التي سجلتها البورصة المصرية خلال الأيام الأخيرة تُعد بمثابة تصحيح حتمي لموجة هبوط مبالغ فيها، جاءت كرد فعل سريع للأحداث الجيوسياسية المرتبطة بالحرب الإسرائيلية الإيرانية، وكذلك أزمة التعريفات الجمركية مطلع أبريل الماضي.
وأوضح السيد، أن المستثمرين بدأوا يدركون أن التراجعات السابقة لم تكن مبررة، خصوصًا أن السوق المصري يُعد من بين أكثر الأسواق استقرارًا في المنطقة، في ظل الأداء القوي لشركاته، مؤكدًا أن البورصة ما زالت من بين الأرخص على مستوى الأسواق الإقليمية عند مقارنتها بنتائج الأعمال.
وأضاف: “هذا ما نلمسه باستمرار في اللقاءات مع المستثمرين المؤسسات والأجانب، إذ يرون أن الأسعار السابقة لم تكن تعكس القيم الحقيقية للأداء التشغيلي للشركات، وبالتالي بدأ السوق في إعادة تقييم نفسه بشكل تدريجي”.
وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الأسهم لا يزال يتداول دون قيمته العادلة، ما يفتح المجال أمام استمرار الأداء القوي للسوق على المدى المتوسط، بدعم من عدد من المحفزات، على رأسها نشاط الطروحات الجارية، خاصة مع ترقب السوق بدء تنفيذ طروحات حكومية جديدة خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن الطروحات تمثل رافعة قوية لمؤشرات السوق إذا ما تم تنفيذها بصورة جاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب، ما قد يُسهم في تعزيز مستويات السيولة ودخول شرائح جديدة من المتعاملين.
واستحوذ الأفراد على 75.29% من التعاملات، واتجه المصريون نحو البيع بصافي قيمة 223.8 مليون جنيه، فيما توجه العرب و الأجانب نحو الشراء بصافى قيمة 37.9 مليون جنيه و 957.7 ألف جنيه.
وسجلت المؤسسات 24.7% من التعاملات، إذ سجلت المؤسسات المصرية صافى شراء بقيمة 234.5 مليون جنيه، فيما توجه العرب والأجانب نحو البيع بصافي قيمة 36.11 مليون جنيه و 13.4 مليون جنيه.
مسعود: السوق يمتلك فرص قوية للصعود مع دخول سيولة الصناديق الخاصة
وقال محمد فاروق مسعود، العضو المنتدب لشركة “جلوبال إنفست” لتداول الأوراق المالية، إن السوق المصري لا يزال يمتلك فرصًا قوية للصعود، مؤكدًا أن الارتفاعات الحالية تأتي رغم أن الأجانب لم تبدأ الدخول بعد بشكل فعلي.
وأشار إلى أن أسعار الأسهم ما تزال رخيصة الثمن مقارنة بقيمها العادلة، ما يدعم استمرار موجة الصعود، خاصة في ظل التقارير الدولية التي تشير إلى أن السوق المصري من بين الأسواق الناشئة المرشحة لدخول الأجانب خلال الفترة المقبلة، بدعم من استقرار سعر الصرف لفترة طويلة نسبيًا.
وأوضح أن المستثمرين العرب بدأوا بالدخول القوي للاستفادة من الفرص الحالية، تمهيدًا لإعادة البيع على الأجانب فور دخولهم، مضيفاً أن الصناديق الخاصة لم تبدأ بعد ضخ سيولتها بشكل كامل، ما يمثل دعمًا إضافيًا متوقعًا للسوق في المرحلة المقبلة.
وتوقع فاروق مسعود أن تستمر فرص الصعود في أسهم البنك التجاري الدولي، يليها أسهم قطاع البتروكيماويات خاصة بعد انفراجة أزمة الغاز، إلى جانب أسهم قطاع الخدمات المالية غير المصرفية.
ورجح أن يواصل المؤشر الرئيسي EGX30 صعوده ليصل إلى مستوى 40 ألف نقطة قبل نهاية العام الحالي، مدفوعًا بتحسن التقييمات وعودة السيولة المحلية والخارجية.