
اضطرت شركة تعدين الألماس في زيمبابوي المملوكة للدولة إلى البدء في تنفيذ خطة تسريح جماعي للعمال، لتفادي تداعيات الانهيار الذي خلفه الانخفاض الحاد في أسعار المعدن النادر عالميا، حسبما كشفت صحيفة زيمبابوي المستقلة.
وتواجه شركة زيمبابوي كونسوليديتد دايموند (ZCDC) – أكبر منتج للألماس في الدولة الافريقية – تحديات تشغيلية ومالية دفعتها إلى تسريح العمال خلال الأشهر الأخيرة، وسط تراجع عالمي حاد في أسعار الألماس بعد أقل من عقد من الزمان، منذ أن ضخت السلطات 80 مليون دولار أمريكي لبناء مؤسسة تهدف إلى مساعدة البلاد على تجاوز الاضطرابات الاقتصادية.
وأكد متحدث باسم شركة زيمبابوي للتنمية الصناعية قرار تخفيضات الوظائف، مضيفا ” الشركة اضطرت إلى اتخاذ خيارات صعبة بين الاحتفاظ بالعمال المتضررين – عددهم 200 – أو السماح لمؤسسة حكومية استراتيجية بالانهيار تحت وطأة انخفاض الإيرادات”.. وتابع أن الشركة سعت لتفادي الإغلاق الكامل، في انتظار تعافي السوق العالمي للألماس.
وبحسب بيانات الصناعة، انخفضت أسعار الألماس الطبيعي بنسبة 26% منذ عام 2022، وحتى الآن، في حين تراجعت أسعار الألماس الصناعي (المصنوع في المختبرات) بنسبة 74% مقارنة بعام 2020، وسط تحول ملحوظ من قبل المستهلكين الأصغر سنًا في الولايات المتحدة وآسيا نحو البدائل الأرخص والأكثر صداقة للبيئة.
يأتي هذا التراجع وسط وفرة كبيرة في المعروض، وتوترات جيوسياسية مستمرة منذ 2022، أثرت على سلاسل الإمداد العالمية.
من جانبها، أفادت شركة “دي بيرز” ، عملاق الألماس، أنها تحتفظ بمخزون غير مباع تتجاوز قيمته 2 مليار دولار، مما يعكس عمق الأزمة التي تواجهها الصناعة.
وتعكس معاناة الشركة أزمة أوسع تعصف بقطاع التعدين في زيمبابوي، إذ فقد القطاع نحو 1216 وظيفة في 2024، بزيادة أربعة أضعاف عن العام السابق، وفقًا لبيانات غرفة مناجم زيمبابوي.
وعلى الرغم من زيادة إنتاج الذهب والبلاتين التي دفعت صادرات المعادن إلى الارتفاع بنسبة 9% لتصل إلى 5.9 مليار دولار، إلا أن الألماس كان الاستثناء الواضح، مع تراجع متوسط سعر القيراط الواحد من أكثر من 6000 دولار في 2022 إلى أقل من 4500 دولار في 2024.
وبينما تتزايد المخاوف بشأن مستقبل القطاع، يرى مراقبون أن التحول نحو الألماس الصناعي يمثل تهديدا طويل الأجل قد يعيد تشكيل الصناعة برمتها في السنوات القادمة.
ووفقًا لتحليلات شركة تينوريس Tenoris، المتخصصة في صناعة المجوهرات، فإن الصعود السريع للمجوهرات في المختبرات، والذي بات يستحوذ على 45% من سوق المجوهرات ، يعد التحول الأبرز في سوق الألماس.
كما أوضحت الشركة أن هذه الأحجار – التي تنتج خلال ساعات باستخدام مفاعلات البلازما – أصبحت البديل المفضل لدى الأجيال الشابة، نظرًا لتكلفتها المخفضة وصورتها الأخلاقية مقارنة بالألماس المستخرج من المناجم.
وفي ظل تراجع أسعار الأحجار الطبيعية، وغزو البدائل الأرخص، يقف الألماس عند مفترق طرق … فإما أن يعيد اكتشاف قيمته الثقافية، أو أن يخسر مكانته في سوق المجوهرات إلى الأبد.