هل يجرؤ أردوغان على “بث” مُحاكمة مُنافسه على الرئاسة المُعتقل مُباشرةً عبر التلفزيون الرسمي أم ينتهي به الحال كحسني مبارك؟ ولماذا “أيّد” حليفه القومي الأبرز “البث” ولماذا يتعاظم غضب المُعارضة وبدأ بحثها عن “الأكثر إزعاجًا” للحزب الحاكم؟

هل يجرؤ أردوغان على “بث” مُحاكمة مُنافسه على الرئاسة المُعتقل مُباشرةً عبر التلفزيون الرسمي أم ينتهي به الحال كحسني مبارك؟ ولماذا “أيّد” حليفه القومي الأبرز “البث” ولماذا يتعاظم غضب المُعارضة وبدأ بحثها عن “الأكثر إزعاجًا” للحزب الحاكم؟

هل يجرؤ أردوغان على “بث” مُحاكمة مُنافسه على الرئاسة المُعتقل مُباشرةً عبر التلفزيون الرسمي أم ينتهي به الحال كحسني مبارك؟ ولماذا “أيّد” حليفه القومي الأبرز “البث” ولماذا يتعاظم غضب المُعارضة وبدأ بحثها عن “الأكثر إزعاجًا” للحزب الحاكم؟

 
 
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

تُحبَس الأنفاس في تركيا على وقع تهديدات المُعارضة بإحداث انقلاب، وهو ما صدر عن زعيم حزب الشعب الجمهوري المُعارض أوزغور أوزيل، الذي هدّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بمشهد يُشابه ميدان التحرير المصري، حيث أسقط المصريون نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، الأمر الذي حرّك المدّعي العام ضدّه (ضد أوزيل) في أنقرة، بتُهم تشمل “إهانة الرئيس”.
وترفع المُعارضة سقف التحدّي، حيث أوغل الحزب الحاكم في عزل ومُحاكمة رؤساء بلديّاتها، حيث أخيرًا عزلت وزارة الداخلية التركية رئيس بلدية أنطاليا محيي الدين بوجيك من منصبه كما فرضت المحكمة الإقامة الجبرية على رئيس بلدية أديمان عبد الرحمن توتديره.

وهدّد زعيم المعارضة بدعوة 500 ألف شخص إلى “أكثر الأماكن إزعاجًا لكم”، (إزعاج للسلطات التركية والحزب الحاكم يقصد).

كما قرّر الادّعاء العام في إسطنبول، الثلاثاء، فتح تحقيق ضد رئيس فرع حزب “الشعب الجمهوري” في المدينة، أوزغور تشيليك، و8 آخرين على خلفية مزاعم فساد تزوير في الانتخابات التي أجريت في فرع الحزب خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وترى المعارضة التركية أن حزبها الأبرز “الشعب الجمهوري” يتعرّض لهجوم شامل، ويُواجه حكومةً تحاول تطويقه من جميع الجهات، بدأ باعتقال إمام أوغلو، ومر بعزل رؤساء بلديات بالعشرات، وانتهى بفتح تحقيق ضد زعيم الحزب أوزغور أوزيل، الأمر الذي يذهب بتركيا إلى جمهورية ديكتاتورية يحكمها الحزب الواحد.

التهديد بتحريك الشارع في مشهد أشبه بميدان التحرير، كان له وقعه على مسامع تحالف الحزب الحاكم، ودفع بحليف أردوغان القومي دولت بهتشلي إلى الرد بغضب، وانفعال على زعيم المعارضة التركية، وقال بهشلي، في كلمة أمام اجتماع نواب حزبه بالبرلمان: “أرى أنك تجاوزت الحد، يمكنك السير في الشوارع، لا داعي للتوتر، لا أحد يمنعك، هيا لنرَ ولنقس طولك، إذا دفعك هذا الجنون في الشارع إلى ارتكاب جريمة، فستجد جمهورية تركيا أمامك”.

وفيما تنجح المعارضة في حشد الشارع التركي خلف اعتقال إمام أوغلو، والتشكيك بالتهم الموجهة إليه، جاء لافتًا أن حليف أردوغان بهتشلي أيّد طلب زعيم المعارضة أوزيل بث محاكمة إمام أوغلو، المُحتجز في سجن سيليفري، في بث مباشر على تلفزيون الدولة الرسمي (تي آر تي)، قائلاً: “بما أنه يُصر على هذا المطلب، ولأنه يؤيد أن تتابع أمتنا كل شيء على حدة، فإننا نأمل أيضاً أن يقيم هذا التوقع على أنه معقول ومشروع.

ورد أوزيل على ما قاله بهشلي، خلال كلمته في اجتماع كتلة حزب “الشعب الجمهوري” بالبرلمان، قائلاً إن دعوته الناس للنزول للشوارع لا تعني الدعوة إلى “الانقلاب”، وإنما من أجل دعم الديمقراطية. وعبّر في الوقت ذاته عن تقديره لتأييد بهشلي إجراء محاكمة إمام أوغلو بتُهمة الفساد على الهواء مباشرة.

ويشترط زعيم المعارضة التركية من جهته، أن يكف أردوغان عن المس بشُخوص المعارضة، والزّج بهم واحدًا تلو الآخر في السجون، حيث 15 رئيس بلدية يتواجد حاليًّا في السجن، وعلى رأسهم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وذلك حتى لا يذهب كما يقول لتحريض الشارع للتظاهر الدائم.

وفي 19 مارس، أوقف إمام أوغلو المنتمي إلى حزب “الشعب الجمهوري” الذي كان يعدّ الخصم الأبرز للرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات المقبلة، لاتهامه بـ”الفساد” وهو وراء القضبان منذ ذلك الحين.

وفي حال إثبات تُهم “الرشاوى” و”الفساد” الموجهة بحق إمام أوغلو، فإن الرجل سيكون أمام عقوبة قد تصل إلى 8 سنوات و9 أشهر، ما يعني أن الطريق سيكون مُمهّدًا أمام أردوغان، لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة 2028، وهي التي رفض أن يخوضها مبكرًا في آخر تصريحاته.

وتقول المعارضة التركية إنّ الاعتقالات جاءت لأسباب سياسية؛ لأن حزب “الشعب الجمهوري” كان الحزب الأول في الانتخابات المحلية في 31 مارس 2024، متفوقاً للمرة الأولى على حزب “العدالة والتنمية” الحاكم برئاسة أردوغان، فيما تنفي الحكومة ذلك، وتؤكد أن القضاء في تركيا مُستقل.

يُحاول الرئيس أردوغان تطويق المعارضة بالمحاكم ودعاوى الرشاوي، والفساد، ويُوغل في ذلك، حتى استفزازها، ودفعها كما فعلت، وتفعل للنزول إلى الشوارع، ليبقى التساؤل، هل يذهب الرئيس التركي لبث محاكمة مُنافسه إمام أوغلو مباشرة على شاشة التلفزيون الرسمي التركي TRT فعلًا، ويملك قضاءه الدلائل التي تُدين إمام أوغلو، المُقنعة للشعب التركي الغاضب لاعتقاله، حيث أعلن دعمه مقترح حليفه بهتشلي بث المحاكمة، مؤكدًا أن هذا التوجّه يمثل “تقديرًا جيدًا للغاية” و”سيكون نعمة”.

والتساؤل الآخر، هل فاجأ دولت بهتشلي حليفه أردوغان، حينما أيّد بث محاكمة إمام أوغلو على الهواء، حين أكد على ضرورة ظهور الأبيض من الأسود “أمام الضمير الجماعي” ما يوحي بوجود خلافات بين الرجلين، وإمكانية لفك هذا التحالف، أم أن ذلك تم بالاتفاق بينهما، حتى يتم امتصاص غضب الشارع جرّاء اعتقال إمام أوغلو، صاحب الشعبية الأكبر بين الشباب التركي؟

تجدر الإشارة إلى أن الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري أعلنت عن تقديم مشروع قانون للبرلمان، يطالب ببث المحاكمات المتعلقة بالمسؤولين المنتخبين عبر شاشة تي آر تي، انطلاقاً من مبدأ الشفافية أمام الرأي العام.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: