كلمة انصاف في حق بشار الاسد

كلمة انصاف في حق بشار الاسد

كلمة انصاف في حق بشار الاسد

علي وطفي
في سردي للوقائع التالية عن الرئيس بشار، أود ان أتحدث عن عقد و ثلث من الجحيم السوري بعد نجاح الانقلاب العالمي عليه ومواقفه في السياسة الخارجية حصرياً… لماذا ؟ يمكن للقراء ان يطرحوا هكذا سؤال..! الجواب: لسبب بسيط، أريد شيئاً من الإنصاف بحق الرجل إلى أن يتبين الخيط الابيض من الاسود خارج التكهنات ولما تعرض له و لماذا تصرف بهذه الطريقة و ترك مغادراً، والاهم هو ردي على مواقف و اضاليل بعض السياسيين والصحفيين و العاملين فيمجال الاعلام السياسي من محللين المحسوبين على محور المقاومة او القريبين منه سياسياً في لبنان مؤخراً، وهم معروفين ولست في وارد الخوض في الاسماء.
السبب بديهي ويكمن في الحكمة المتجددة و معناها المجازي: “عندما تقع البقرة الكل يريد ان يغمد سكينه في جسدها”
أخص الحالة السورية لمن ذكرتهم اعلاه، بعد لاحظت منذ فترة قيامهم بحملة اتهام الرئيس السوري التي لم تنتهي مدة رئاسته بعد وتشويه تاريخ شهد له اعداءه قبل حلفاءه ولا يملك عشره اي زعيم عربي بعد عبد الناصر وبومدين، حتى وصل بهم الامر لتخوينه… !!
ابدا بحجة انه لم بشترك في حرب الإسناد وحالة الحرب العسكرية الاهلية الطائفية حتى خروجه من السلطة وإخراجه وإقتصادية مالية حتى خروجه مدتها نصف قرن اشتدت بقانون قيصر تخوضها حرب عسكرية امنية استخبارتية وإعلامية لا يعلم من اين تأتيه الاعتدءات ومتى تنتهي ولا افق أصلا في حل قريب، أن يطلب من شعب منهك وجيش تعب تحمل أوزار هكذا معركة مع هكذا عدو قام بكل الاستفزازات منذ 14عاماً لاستدراجه في ظل انتفاء توازن مادي ودعم (اخوي عربي) ودولي؟.
اضف إلى ذلك، مليشيات (جيش وطني) كامل العدد والعتاد يتربص في الشمال يسانده الغرب بقده و قديده و كل الانظمة الإقليمية سرا او جهاراً ينتظر مثل هكذا لحظة، و تبين للجميع كيف اقتنصوا لحظة ما حصل بعد حرب الإسناد في لبنان و دخول حلب، أو لم يسمعوا كلام “هاكان فيدان” وزير خارجية اردوغان وما قاله عن عملية تسليم حلب كبداية السقوط السورية ..؟
 فكيف سيكون الحال بعد حرب مع تل أبيب على سورية وما حصل لإيران البارحة خير دليل..؟ إنها حسابات دول , الكلام لهؤلاء و امثالهم من جهابزة التنظير من على الشاشات..!
الأمر الاخر، من قال ان ال4000 مليار ليس من ضمنها هي ايضا ثمن رأس بشار الاسد وثم قلب النظام في إيران فيما بعد ..؟
وهل حصلت خيانة من الداخل السوري في العسكر و السياسة.؟ إضافة إلى احتمالات واسعة، منها ربما لم يرد القتال كي لا تسبح العاصمة و الساحل في بحر من الدماء بعد معرفته ان القرار قد اتخذ ولم يبق له حليف يعتمد عليه بعد ان خدعه حضن العقرب … ؟ وهل لأحد من هؤلاء أن يتوقع مستوى المذابح لو تدخلت هذه الوحوش من الفصائل في الساحل من ادلب مع فصائل تركيا من الذئاب الرمادية في حرب على غرار غزوة الساحل في ال2014 بينما الجيش يقاتل في حلب حماه، حمص  وصولا إلى العاصمة، ورأينا ماذا فعلوا بالساحل السوري بعد القاء السلاح وعودة الجنود إلى حياتهم المدنية.
مرتين تجهز اقتحام إدلب ولكن طهران و موسكو رفضوا ذلك حفاظا على الصديق التركي، الذي لم يخرج الارهابيين من إدلب رغم الاتفاق على ذلك في ثلاث قمم مشتركة..؟
اذا مرحلة الستاتيستكو قتلت إرادة القوات المسلحة السورية و جعلت قائدها العام يمل من حلفائه ربما ..؟
ثم من ينفي وجود إنذاراً باسقاط اي طائرة تنقل مقاتلين او معدات جوا من إيران حينها و لماذا و من منع الحشد الشعبي و فصائل اخرى من العبور المساندة وأقفل الجيش العراقي الحدود حتى أعلنوا بانفسهم عن عدم الاستعداد للمشاركة.. ألا ترغبوا بمعرفة الاجوبة.؟
هل كان قتله شخصيا كما حصل مع الرئيس الايراني وغرق البلاد في الدماء ونصل إلى نفس النتيجة، أو قام نتنياهو بهجومه المفاجأة وبدء الاغتيالات من الرئيس وكل القيادات العسكرية كما حصل في العدوان الاخير على إيران ..
اما عن مقاتلي الحزب وقراره القتال في تلك الظروف الصعبة العسكرية والمعروفة، مع احترامي الكامل لم أصدق ولم يخرج تأكيد رسمي يؤكد ذلك و على فرض ذلك بما ان الجيش السوري رفض القتال فلا جدوى من تدخل الحزب الذي أرادي ربما حماية مناطق الحدود ما بين البقاع وحمص ولكن فيما بعد كيف له ان يبقى على نظام ومقدرات دولة تم تسليمها لجماعة، عقائديا لن تحمل بوجوده عليها فهو اعتداء على السيادة ومجلس الامن في خدمة السلطة المؤقتة الجديدة من مستوى الدعم من كل العالم الغربي الإسلامي والعربي لها لأن كلفت بوظيفة يتوجب تنفيذها خلال فترة انتقالية خمس سنوات .. بالمناسبة، هل هناك فترة من الديمقراطية التي منحها الغرب لرئيس النظام الجديد بينما كل الحرب على النظام السابق هي بسبب الديكتاتورية وانعدام الديمقراطية وحرية الرأي!!
اذا، هل اختار هو الرحيل بعد ان اعطي ضمانات بعدم الانتقام ممن قاتل مع الدولة ضد هذه المنظمات التكفيرية من السوريين والجيش فأعطى اوامره بمغادرة قواعده، ثم نكسوا العهود .. لا بد ان نعرف الحقيقة يوما؟
اما عن تسليح وامداد حركات المقاومة، هل رفض طلبا لقيادتها، و هل اشتكى احدا من تضيقه عليها ..؟
أو ليس هو من رمى قصاصة طلبات واشنطن بوجه كولن باول و انهى اللقاء بعد غزو العراق، لمن لا يفهم، هو بذلك عارض امريكا المنتشية بالنصر وتدمير بلد عربي على حدود بلده و دعم المقاومة العراقية، إسألوا حارث الضاري و البقية ؟ بينما بقية حكام الانظمة منهم من كان يزحف او يرتجف طالبا رضا واشنطن و منهم من ساهم في الغزو ودفع تكاليفه .
هؤلاء ألا يعلمون ان ضباط الجيش السوري استشهدوا في جنوب لبنان خلال العدوان الاسرائيلي عام 2006 و انهم كانوا ينقلون الاسلحة شخصيا و تحت القصف و هل يعتقد هؤلاء ان هؤلاء الضباط كانوا بقرار ذاتي يقومون بهكذا مهمة..؟
من وصف حكام العرب باشباه الرجال بعد إنتصاره هو و المقاومة في تلك المعركة، عندما خرج بكلمة مباشرة و هو ما دفع ثمنه لاحقاً، هكذا حكام لا تنسى الثأر و هو ما فلحوا به دائماً بالغدر ..؟
فقط اريد توجيه كلمة لهؤلاء، انتم لستم مؤهلين لتقييم الرجل و تبين انكم لا صحفيين و غير موضوعيين و بلا مبادئ و انكم على ما سمعت من آرائكم، قد صعدتم بوسطة التكويع السورية ( التريند ) الحالي.
 و لم يتبقى لكم غير ان تحملوا الرئيس الاسد سبي ذنوبيا و سقوط الاندلس ..!!
لذلك كونوا أخلاقيين و لا تبخسوا الناس حقها و كونوا على قدر من الاحترام للذات كي يحترمكم الاخر و قولوا كلمة حق و إنصاف بحق رجل وضع شعبا رهن العقوبات و مئات الالاف الشهداء لتبقى سورية ثابتة لا تبيع و لا تشتري و تصون الحلفاء.
الغريب وصل البعض منهم هؤلاء و كان دائماً يتفاخر و يصبح كالديك الرومي عندما كان يحظى بمقابلة بشار الاسد لعدة دقائق و اليوم يدعي انه كان له ناصحاً له حتى متهما إياه بالجهل السياسي…!!!
هل سمع هؤلاء قبل اسبوع من الانقلاب تصريح نتنياهو ان بشار الاسد يلعب بالنار بعد عملية طوفان الاقصى..؟
و تهديده المباشر بقصفه و هو في القصر الجمهوري (اي قتله) و ثم بالتفاخر باسقاطه في كل كلمة ألقاها بعد تسليم الشام لهيئة بيع الشام..؟
هل سمعوا بالعروض و الإغراءات التي عرض عليه .؟
الا يعلمون انه كان بإمكانه التسيد قائدا على بلاد الشام لو تخلى عن الجولان وقطع حبل الصرة بين حزب الله وطهران وغزة ولم يفعل ..؟
هل اشتكت يوماً منه حماس والجهاد وكتائب القسام والاقصى وهل سمع هؤلاء شكر قادة المقاومة العسكرية حصريا سورية بقيادة الاسد.. الم يعترفوا بألسنتهم ان تلك السورية قامت بتسليحهم وتدريبهم ودعمهم و تحملت اعباء سياسية واقتصادية وحصار منذ العام 1985 إلى ان تقرر تحطيم تلك السورية وبيعها دفعة واحدة مقابل تثبيت حكامها الجدد….؟؟
هؤلاء البعض ممن ادعوا المصداقية و أنهم صوت المحور وان عقيدهم هي المقاومة قبل وبعد، مستغرب كل هذا التجني..؟ وما هو الدافع او الثمن…!؟
ألم يسمعوا اسامة حمدان على قناة الاخوان (الجزيرة) بالفم الملآن يقول : “خسرنا كمقاومة، سورية الاسد (حرفياً).”
ربما هذا كله لن ولم يقنعكم …!! وهل هذا إعفاء لدور طهران من المسؤولية لانها لم تسقط في المعركة الاخيرة ولمصلحة شخصية من ذلك ولو سقط النظام لبدأتم كما تفعلون اليوم فقط باستبدال كلماتكم من سورية بايران على السنتكم وبأقلامكم.أ
حسناً، تتظاهرون بحبكم للسيد وانكم بكيتوه دما كخسارة شخصية وسياسية لا يمكن تعويضها بمئة عام، يا ترى اليس هو القائل: ‘ لا نريد ان تدخل سورية في القتال المباشر أو المساندة و نحن نعلم ما تعانيه و يكفي انها مستمرة ولم تتوقف يوما في دعمنا نحن والمقاومة في فلسطين .” هل نسيت كم شكر سورية الاسد منذ التحرير في عام 2000.؟
اتوقع ان تمتلكوا شجاعة القول , من الصادق إذاً وأن تعتذروا ..؟
لا اجوبة على أسئلتي او تفنيدا على الاقل لكل تساؤلاتي هذه، و إقناع الجمهور ان بشار الاسد خان القضية والمقاومة.
ربما لاحقاً يصبح العدو الحقيقي الكيان المحتل ب في نظركم هم ملوك، الاردن، المغرب، البحرين او حتى مصر والسعودية وتميم عبد الناصر، لان أنظمتهم عبارة عن اكاديمية في القومية العربية والاخوة وحكوماتهم تتنشق ديمقراطية وحرية وعشق فلسطين لذلك لم تدخل عليهم نسائم الربيع العبري.
ربما كان رفض بشار مقابلة الخليفة الفعلي لتلك العصابات بطلب متكرر من بوتين إلى ان وصل الامر به لحد الترجي لقاءه بوساطة الرئيس الروسي ورفض .. ربما حينها قررت روسيا تبرئة ذمتها من هذه المواجهة و حفاظا على مصالحها الأكبر والوجودية في اوكرانيا، لان موازين القوى وقدرتها اصبحت محدودة، بعد إعادة ثلثي قواتهم البشرية لمواجهة الناتو بعد مشاركته فعليا في المواجهة مع الروس في اوكراينا، وليس الروس بهذا الغباء بعد ما كان لهم من نفوذ مقارنة مع الوضع الحالي لا يحتاج إلى عبقرية في التحليل.
ثم اني لا أتصور ان أوكرانيا أهم من المكسيك بالنسبة لواشنطن بفرضية إثبات العكس اي أن كل من روسيا، الصين،، كوبا، نيكارغوا وفنزويلا يدعمون السلطة والجيش المكسيكي في قتال الولايات المتحدة هل تبقى اوكراينا اولية بالنسبة لواشنطن، ام المكسيك؟
وجهة نظري المتواضعة – لكل ما جرى ان بالعمليات الامنية المباغتة من تفجير البيجر الى اللاسلكي واغتيال قادة الحزب الكبار العسكريين مع اكثر من الف و خمسمائة غارة على كل مراكز الحزب خلال ثلاثة ايام، لا ادنى شك، ترنح الحزب ولمدة اسبوعين إلى ان اعاد شيء من توازنه و ثم ذروة الخسارة بإغتيال السيد حسن، ومن يدري، ربما تنفست طهران الصعداء وبالتالي موسكو سارعت للحصول على شيء ما في سوريا بعد الاسد، هنا بدا لبشار ان نهاية حكمه اقتربت، هل تعلمون لماذا؟ لان لو بقي السيد على قيد الحياة لكان التدخل بعد الاستيلاء على حلب أمرا مؤكدا وهو الوحيد القادر على إجبار طهران على القتال معه و بدون كل معظم وحدات الجيش السوري ومع حلفائه في العراق وصولا لأنصار الله مهما كانت الصعوبات و التهديدات.
للأمانة يمكن الوصول إلى قناعة أنهما الشخصين “الرئيس بشار الاسد والسيد حسن” كانا معاً قوة وثبات وانتصار واحدهم بدون الاخر يعني خسارة حتمية، لذلك عندما غادر احدهما جسدياً، كان متوقعاً أن يلحق به الثاني بالغدر سياسياً وعجزاً عسكرياً معنوياً، هذا ما تبين و أثبته واقع ما وصلنا اليه مسار الاحداث حالياً.

كاتب سوري

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: