غزة وإيران والتطبيع.. ثلاثية نتنياهو لقمة ترامب.. واليوم التالي لغزة بعد حماس يقلق الجميع

غزة وإيران والتطبيع.. ثلاثية نتنياهو لقمة ترامب.. واليوم التالي لغزة بعد حماس يقلق الجميع

غزة وإيران والتطبيع.. ثلاثية نتنياهو لقمة ترامب.. واليوم التالي لغزة بعد حماس يقلق الجميع

 
 
القدس/ سعيد عموري/ الأناضول: غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، تل أبيب إلى واشنطن في ثالث زيارة للعاصمة الأمريكية خلال 5 شهور.
هذه الزيارة تتضمن اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين، في مقدمتهم الرئيس دونالد ترامب، وترى وسائل إعلام عبرية أنها تحمل ثلاثة ملفات استراتيجية شائكة، هي قطاع غزة وإيران والتطبيع.
نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، غادر تل أبيب بعد ساعات من مغادرة وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة، لاستئناف مفاوضات غير مباشرة بشأن إبرام اتفاق مع الفصائل الفلسطينية بغزة.
وتتصاعد مؤشرات على اقتراب صفقة تشمل هدنة لمدة 60 يوما، وإطلاق الفصائل سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء وتسليم جثامين 18.
في المقابل تنفذ إسرائيل انسحابا عسكريا جزئيا من غزة، وتفرج عن أسرى فلسطينيين، وتزيد إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفق تقارير فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 193 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وقبيل مغادرته، قال نتنياهو إن إسرائيل “تسعى إلى إبرام صفقة تبادل وفق شروطها”، وإنه أعطى تعليمات واضحة للفريق المفاوض، دون إيضاحات.
والجمعة، أعلنت “حماس” أنها سلمت ردا “إيجابيا” إلى الوسطاء بشأن مقترح اتفاق، وأنها “جاهزة بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ” المقترح.
وأكدت الحركة مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، ويتمسك بضمان إمكانية استئناف الحرب، وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أنه يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لضمان استمراره برئاسة الحكومة.
ووفق القناة “13” العبرية خاصة الأحد فإن ترامب يعتزم الإعلان عن اتفاق محتمل في أعقاب اللقاء مع نتنياهو.
وبينما رفضت إسرائيل بعض التعديلات التي قدمتها “حماس” على المقترح القطري للاتفاق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن ترامب سيضغط على نتنياهو لوقف الحرب، مرجّحة إبرام اتفاق خلال أيام.
وحسب القناة “12” العبرية، فإن من أبرز الملفات التي ستُطرح بين الطرفين فجر الثلاثاء ما تُعرف بخطة “اليوم التالي” لغزة (مستقبل القطاع).
ويشمل ذلك تحديد الجهة التي ستحكم غزة بعد الحرب، وتوفير ترتيبات أمنية تضمن عدم عودة “حماس” للحكم، وفق القناة.
وذكرت أن إسرائيل تقترح تشكيل إدارة عربية مشتركة مع شخصيات فلسطينية مستقلة لتولي شؤون غزة، بينما تصر الدول العربية على إشراك السلطة الفلسطينية، ضمن رؤية سياسية واضحة لإقامة دولة فلسطينية.
** ضربات لإيران
في مقابل الضغوط الأمريكية لإبرام اتفاق بشأن غزة، يسعى نتنياهو للحصول على “ضمانات أمريكية مكتوبة”.
وهذه الضمانات تسمح لإسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية مستقبلا، على غرار حرية شن الغارات في لبنان، وفق صحيفة “جيروساليم بوست” الأحد.
ولمدة 12 يوما، شنت إسرائيل بدعم أمريكي مباشرا عدوانا على إيران، ردت عليه الأخيرة، قبل أن تعلن الولايات المتحدة في 24 يونيو/ حزيران الماضي وقفا لإطلاق النار.
وذكرت الصحيفة أن الملف الإيراني بات يحتل أولوية لدى إسرائيل، خاصة بعد إنهاء طهران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتعتبر تل أبيب وطهران العاصمة الأخرى العدو الألد لها، ومثّل عدوان إسرائيل الأخير إيران على انتقالا من “حرب ظل” دامت لعقود، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى حرب هجينة مفتوحة غبر مسبوقة بينهما.
وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
واعتبرت “جيروزاليم بوست” زيارة نتنياهو “عرضا سياسيا” أكثر منها جلسة عمل.
وتابعت: “زيارة نتنياهو تُقدَّم كاحتفال رمزي بإحياء التحالف الأمريكي– الإسرائيلي من قلب الصراع، لكنها ستفقد جدواها إذا لم تتبعها خطوات تحقق مكاسب استراتيجية حقيقية”.
ووفق الكاتب مايكل أورن، في مقال بصحيفة “يديعوت أحرنوت” الأحد، فإن نتنياهو يسعى إلى ترسيخ خطوط حمراء مع واشنطن تجاه طهران، والحصول على دعم عسكري نوعي، مثل مقاتلات “بي-2” (B-2).
ودعما لإسرائيل، هاجمت واشنطن بقاذفات الشبح “بي-2″، في 22 يونيو/ حزيران الماضي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية.
وتباينت التقديرات بشأن تداعيات هذا الهجوم بين تدمير البرنامج النووي تماما وبين تأخيره فقط لسنوات وربما شهور.
وهددت إسرائيل مرارا بأنها لن تسمح بأي محاولة لإحياء البرنامج النووي الإيراني، في إشارة إلى استعدادها لشن عدوان جديد.
بدوره، قال الكاتب مائير بن شبات، في مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم” الأحد: “رغم الأجواء الاحتفالية، إلا أن هذا لقاء مضغوط يحمل قضايا مصيرية: إيران، صفقة الأسرى، نزع سلاح غزة، والتطبيع مع السعودية”.
وترفض الفصائل الفلسطينية في غزة التخلي عن سلاجها طالما إسرائيل مستمرة في الاحتلال الأراضي الفلسطينية.
وترفض السعودية، وفق بيانات وتصريحات، إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
** توسيع التطبيع
قمة نتنياهو وترامب “قد تغيّر وجه الشرق الأوسط”.. هذا ما ذهب إليه أورن في مقاله.
وأضاف أن القمة تتجاوز غزة لتشمل تطلعات إسرائيل إلى توسيع اتفاقيات “أبراهام” لتطبيع العلاقات، لتشمل دولا مثل لبنان وسوريا وإندونيسيا.
و”اتفاقيات أبراهام” هي مجموعة اتفاقيات أُبرمت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، برعاية الولايات المتحدة.
وإضافة إلى هذه الدول، ترتبط مصر والأردن بمعاهدتي سلام مع إسرائيل أُبرمتا عامي 1979 و1994 على الترتيب.
واعتبر ابن شبات أنه على نتنياهو تقديم نفسه، خلال الاجتماع مع ترامب، كشريك استراتيجي، وليس كمُفاوض يسعى لمكاسب.
وحذر من أن “أي تصلب في المواقف قد يُنظر إليه على أنه نكران للجميل الأمريكي”، في إشارة إلى دعم واشنطن الدائم والمتنوع لتل أبيب.
ودعا إلى “التحرك بمرونة محسوبة، دون التنازل عن ثوابت الأمن الإسرائيلي”.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: