
نتنياهو يتوجه إلى واشنطن للقاء ترامب بشأن إبرام صفقة مع حماس ويعتبر اللقاء المرتقب “قد يسهم في تحقيق اتفاق”
القدس/ سعيد عموري/ الأناضول
توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إلى واشنطن في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن إطار مساعي إبرام صفقة مع حركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الخاصة، إن نتنياهو، توجه قبل قليل إلى واشنطن للقاء الرئيس ترامب.
وقبيل صعوده الطائرة بمطار بن غوريون قرب تل أبيب، قال نتنياهو إن “إسرائيل تعمل على صفقة تبادل وفق شروطها”، وفق الصحيفة.
وأوضح أنه “أعطى تعليمات واضحة” لوفد المفاوضات غير المباشرة مع حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وأضاف نتنياهو: “نحن مصممون على إعادة جميع الأسرى، والتأكد من أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل”.
وأردف: “اللقاء مع ترامب قد يسهم في تحقيق اتفاق”.
وتعد زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة الثالثة خلال 5 أشهر.
وتأتي الزيارة بعد ساعات قليلة من توجّه وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة، لاستئناف محادثات غير مباشرة مع حماس عبر الوسطاء، بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بغزة وتبادل أسرى.
وكشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن الوفد الإسرائيلي يضم منسّق شؤون الأسرى والمفقودين بالحكومة غال هيرش، و”م” نائب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ومستشار نتنياهو للشؤون السياسية أوفير فالك، و”د” مسؤول في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، إضافة إلى ممثلين آخرين للشاباك والموساد.
ومساء السبت، وصفت إسرائيل تعديلات حماس على المقترح القطري لوقف إطلاق النار في غزة بأنها “غير مقبولة”.
والجمعة، قالت حماس إنها سلمت الوسطاء ردها على المقترح بعدما أكملت بخصوصه مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية.
ووصفت ردها على المقترح بأنه “اتسم بالإيجابية”، وأكدت “جاهزيتها بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ” المقترح.
وعقب ذلك، قال مكتب نتنياهو في بيان السبت: “تم تسليم التعديلات التي طلبتها حماس على المقترح القطري إلى إسرائيل الليلة الماضية، وهي غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل”.
وأضاف البيان: “بعد تقييم الموقف، وجّه نتنياهو بالموافقة على الدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة، ومواصلة الاتصالات لاستعادة أسرانا، على أساس المقترح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل”.
وأضاف: “سيغادر فريق التفاوض غدا (اليوم الأحد) إلى قطر لإجراء المحادثات”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن أبرز العقبات أمام التوصل لاتفاق هي “إصرار حماس على أن تشرف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات، وهو ما ترفضه إسرائيل”.
كما تطالب حماس بضمانات بعدم استئناف الحرب عقب انتهاء هدنة الـ60 يوما، فضلا عن خلافات بشأن هوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة “هآرتس”، فإنّ تفاصيل الصفقة المقترحة، تتضمن إطلاق سراح نصف عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء ونصف عدد الجثامين (10 أحياء و18 جثمانا) على مراحل خلال 60 يوما.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم، وتسحب قواتها تدريجيا من مناطق متفق عليها داخل غزة، وهو بند قد يشكل نقطة خلاف لتل أبيب التي تطالب بنزع سلاح حماس، ونفي قادتها للخارج.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن ترامب قد يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خلال اجتماعه مع نتنياهو، الاثنين.
يذكر أن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أكدوا مرارا أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما استمراره في السلطة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه الحرب أكثر من 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: