خالد الهواري: محور المقاومة يعمل على اقامة دولة فلسطينية لمن؟ اهتزت هيبة ايران ودول الخليج العربي تنفست الصعداء

خالد الهواري: محور المقاومة يعمل على اقامة دولة فلسطينية لمن؟ اهتزت هيبة ايران ودول الخليج العربي تنفست الصعداء

خالد الهواري: محور المقاومة يعمل على اقامة دولة فلسطينية لمن؟ اهتزت هيبة ايران ودول الخليج العربي تنفست الصعداء

 
خالد الهواري
سيتعين علينا من اجل الحفاظ علي منح هؤلاء الذين يشعرون ان العالم تخلي عنهم، وان الانسانية قد فقدت اخلاقها، وفي ظل الضغوط التي تتعرض لها الشعوب، ان نكتب لهم، نمنحهم الامل ان هناك من لازال يشعر بهم. الثروة الطبيعية تتحول من النعمة الي النقمة، صحيح ان الشرق الاوسط الذي لم يلتحق بقطار العلم، ولا يواكب الحضارة، ولا يؤمن بالعدالة الاجتماعية، باستثناء تجربة العقيد الراحل “معمر القذافي” وكنت شاهدا عليها، وهذا الشرق الاوسط عاجزا عن توفير ضمانات حقوق الانسان، وتدار فيه شؤون الحكم بأدبيات النصف الاول من القرن الماضي، ومن خلال ما يعرف لدى صناع السياسات في العالم، وينظرون اليها على انها مسرحية شرعية صناديق الانتخابات، سواء الرئاسية، او البرلمانية محسومة النتائج مسبقا في الجمهوريات التي يحكمها الحاكم حتى يموت، او ينقلب عليه حلفاءه، ويحركون اذرعتهم التي تطيح به، وتجبره على الهروب تحت جنح الظلام، وتجربة “زين العابدين في تونس، وبشار الاسد في سوريا” كانت المفسر الحقيقي لهشاشة الانظمة الديكتاتورية التي لا تحظى بقاعدة شعبية حقيقية، او بنظام البيعة الملكية، وتوارث الامراء سدة الحكم في منطقة الخليج العربي، او الاكثر استغرابا وهي السلطة الدينية الالهية التي تجعل الحاكم يمثل ظل الله على الارض، والخروج عليه، او مجرد مناقشة اراءه كفرا بالله، والثورة الاسلامية الايرانية واعتلاء اية الله الحكم لا زالت متواصلة، ثم يأت دور هؤلاء الوسطاء الاعلاميين الذين انظر اليهم على انهم مجموعة من المنتفعين، على امل ان يصبغون اوجه الطغاة بمساحيق التجميل الرخيصة في الدول الغارقة في مستنقع الديكتاتورية، والقمع، وتحكم الشعوب بالحديد والنار، وتتوسع في المقابر الجماعية التي تخفي جرائمها التي تحدث ليل نهار داخل السجون، هذه الدول في الشرق الاوسط والعالمين العربي والاسلامي سواء التي يتحدث عنها الاعلام، ويذكرها بالاسم، او تلك الدول الاخرى التي يعتبرها الجميع معزولة لا قيمة لها، ومجرد ذكر اسمها يمنحها قيمة لا تستحقها، جميعها تعاني من فقر شديد في العقليات الرشيدة التي تدير شؤون الدولة في جميع المجالات، العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، والامنية، وتعتمد في تقييم الكفاءات علي مدى الولاء للنظام اكثر من الاعتماد على اصحاب الخبرة والمعرفة، لذلك اصبحت هذه الدول سوقا مفتوحة للاختراقات التي ساهمت في طمس الشخصية، ونزع الهوية الوطنية، واجبرت مواطنيها علي الهجرة الى مشارق الارض ومغاربها بأمراضهم الثقافية التي اصبحت ترهق كاهل الدول الاوروبية، وتسببت في تعاظم سلطة الاحزاب اليمينية، هل من الممكن ان يقتنع الانسان؟ او يتعامل بنوع من مقتضيات البحث والنقاش مع عقليات تعتبر موت عشرات الاف من المواطنين الابرياء، ومعاناة الجوع، والعطش، والامراض من اجل مكاسب تتحقق لفصيل، او جماعة لديها اجندتها السياسية الخاصة بها سواء ايدلوجية، او بحثا عن الشهرة، نموذجا تتم الإشادة به على مقدار الوطنية، والايمان بقضية خاسرة منذ بدايتها الي نهايتها، وهل اذا استمر الحال كما هو عليه؟، وبعداد الموت المتواصل ليل نهار، في حصاد جماعي للارواح، وجاء يوما اعلن فيه عن قيام دولة فلسطينية، هل ستكون دولة شعبها قد مات، او استشهد حسب قناعة الذين يعتبرون ان الاطفال الذين قد اصبحوا يتامي، يكفيهم في مواكبة تحديات الحياة ان اباءهم يحملون لقب شهداء؟
 كنت اسأل نفسي كثيرا، وابحث عن ادنى نوع من المكاسب التي من الممكن ان تتحقق من التصريحات الرومانسية الخيالية التي تتوالي، ولازالت متواصلة في عبثية لا تليق بصناع القرار لدولة عليها مسؤولية شعب له الحق في الحياة الكريمة مثل كل شعوب الارض، عن الهدف الاستراتيجي بالتصريحات البعيدة عن الواقع بازالة دولة اسرائيل” النووية ” المتقدمة علميا في جميع المجالات، وتمارس الديمقراطية بمحاكمة رئيس الوزراء في وقت تخوض فيه الدولة الحرب من فوق الخريطة، بعدد من الصواريخ الايرانية التي يتم اعتراض الغالبية العظمي منها بدون مشاركة اي دولة حليفة لاسرائيل، وهل القضية القومية والدينية انحصرت في هدم بعض البيوت في تل ابيب، لكن الطامة الكبرى التي يدفع الشعب فواتير تكاليفها باهظة الثمن، انها هي ايضا التصريحات التي جعلت امريكا من جهة، ودول الاتحاد الاوربي من جهة اخرى يتعلقون بالقشة، ولا يخفون مخاوفهم بشكل دائم، وفي جميع المناسبات السياسية، ويقدمون المبررات انها استنادا الى ما هو معروف في اروقة اجهزة الاستخبارات، وبناءا على معلومات مؤكدة من داخل ايران نفسها، التي كشفت الاحداث عن حقيقة اختراقها من عملاء جهاز المخابرات الاسرائيلية “الموساد”، واذرعها التي قامت بعمليات معقدة جميعها ناجحة داخل ايران، وفي وقت من الاوقات، وبعد رفع فترة السرية القانونية عن المعلومات، سوف تتضح للمعاصرين في وقتها، تفاصيل اسقاط طائرة الرئيس الايراني “رئيسي، ووزير خارجيته” واغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران داخل مبنى رئاسي من المفروض انه محاط بالتحصينات، امريكا والدول الاوروبية لا يخفون مخاوفهم المصطنعة عن حقيقة طموحات إيران النووية الخفية المتعلقة بتجميع اليورانيوم المخصب منذ عام 2019، لاسباب تتعلق بالتسليح، وصناعة القنبلة النووية، علي امل ان تتيح لايران عضوية النادي النووي، والتحول الى قوة اقليمية، وهي الفكرة التي كانت تحظى بقناعة وجيهة، وتشكل مخاوف لا يستهان بها داخل قصور الحكم في منطقة الخليج العربي، قبل العدوان الاسرائيلي الاخير الذي كشف عن هشاشة منظومة دفاعاتها الجوية، ومشاركة امريكا بشكل مباشر لحماية حليفتها اسرائيل، وجعلت الانظمة الخليجية، وباعتبار انها حليفة ايضا لامريكا تتنفس الصعداء، وتتخلص من وهم ايران القوية التي تهدد استقرارها، وعلى الرغم من التصريحات الايرانية المتكررة عن سلمية برنامجها النووي، والتي تتناقض مع تصريحاتها الاعلامية والدبلوماسية السابق الاشارة اليها في هذا المقال، ورأي المختصين الدوليين في مجال الطاقة بانها لم تنجح حتى الآن في تخصيب مخزونها من اليورانيوم إلى درجة صنع الأسلحة النووية، اعتبرت امريكا ودول الاتحاد الاوروبي ان الحديث عن حسن نوايا ايران غير حقيقية، وفي 12 يونيو 2025، كانت رؤية اعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي سجلوها في تقرير اممي، أن إيران لا تمتثل لاتفاقية الضمانات المبرمة مع الوكالة، وهناك عملية اخفاء متعمدة تثير الشبهات للكثير من مواقعها النووية التي لم تعلن عنها رسميا، وتم كشفها عن طريق العمل الاستخباراتي المشترك سواء لامريكا واسرائيل، او حلفاء اخرين يمتلكون خاصية التجسس والوصول للمعلومات بتقنية المراقبة الفضائية، واعتمدت الولايات المتحدة الامريكية عليى اخر تقرير للمدير العام للوكالة الذي يُظهر بوضوح أن إيران تُواصل تسريع أنشطتها النووية دون أي مبرر مدني يحظى بالمصداقية خلال مراحل التفاوض التي شهدت الكثير من الخلافات منذ أكثر من 20 عامًا، ورغم ان التقارير التي وصلت الى مراكز البحث والتحليل المتخصصة في تحليل المعلومات، ووضع التوصيات لصناع القرار، قد قدمت الى الاستخبارات الأميركية، كل ما يثبت حسب الدراسات الجادة، وقراءة المستندات الصحيحة، ومراجعة الارشيف الوثائقي، انه لا يوجد صراحة شبهات تؤكد أن إيران تسعى إلى استئناف أنشطة الأسلحة النووية منذ تعليق برنامجها النووي في عام 2003، لكن المخابرات الامريكية مضيت قدما في التمسك برؤيتها، ومارست نفوذها الدولي، لوضع ايران في دائرة الادانة القانونية التي تسمح للرئيس الامريكي استخدام صلاحياته الرئاسية دون العودة للكونجرس، مما احدث حالة انقسام حول قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالإجماع، وتم اعتماده بأغلبية 19 صوتًا مؤيدًا، و3 أصوات معارضة، وامتناع 11 دولة عن التصويت، والمثير للدهشة والاستغراب، ان ايران التي تفتقر الى المحللين السياسيين الجادين العقلاء، تقدم من جديد الخدمة المجانية لامريكا واسرائيل، بالاعلان ان برنامجها النووي لم يتأثر بالهجمات الامريكية الاخيرة، وانها نجحت في نقل واخفاء اليورانيوم المخصب الى اماكن اخرى، وكأنها تطلب من دول حلف الناتو الانضمام الي اسرائيل وامريكا في اي حرب قادمة عليها .

كاتب مصري/ السويد

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: