
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب التعبير عن استيائه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ بسبب «إصراره على مواصلة قتل الناس»، وذلك خلال حديثه مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، مساء الجمعة. وكشف ترمب أنه أبلغ الرئيس الأوكراني زيلينسكي في مكالمة هاتفية، يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة تُريد مساعدة أوكرانيا في مجال الدفاع الجوي، وذلك بسبب تصاعد الهجمات الروسية، وفقاً لمسؤول أوكراني ومصدر مُطّلع على المكالمة.
وقال ترمب إنه «مستاء جداً» بشأن مكالمته الهاتفية مع بوتين حول الحرب في أوكرانيا، قائلاً إن بوتين يريد فقط «مواصلة قتل الناس». وأضاف: «إنه وضع صعب جداً. قلت لكم إنني مستاء جداً بشأن مكالمتي مع الرئيس بوتين. يريد المُضي حتى النهاية، مواصلة قتل أشخاص ببساطة، وهذا ليس جيداً». وأوضح أنه ناقش مع بوتين العقوبات الاقتصادية التي يمكن أن يفرضها، وبأن الرئيس الروسي، الذي يشعر بالقلق بشأنها، يدرك أنها قد تكون وشيكة.
يذكر أن مجلس الشيوخ بأكثرية 80 سيناتوراً من الجمهوريين والديمقراطيين، وافق مبدئياً على مشروع قرار يفرض عقوبات قاسية على روسيا، وفرض رسوم بقيمة 500 في المائة على الدول التي تشتري النفط والغاز الروسيين أو تقوم بتبادلات تجارية معها. وعلق الكونغرس المشروع بطلب من ترمب، إفساحاً في المجال للجهود الدبلوماسية التي يقوم بها من أجل التوصل إلى هدنة على الأقل، تمهيداً لوقف الحرب الروسية الأوكرانية.
ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فقد كشف التباطؤ الاقتصادي الذي بدأت تشهده روسيا عن حدود اقتصاد البلاد في زمن الحرب. ويشير إلى أن العقوبات قد تُلقي بظلالها عليه أخيراً مع تراجع التصنيع وضغط الميزانية.
وبعدما تعافى الاقتصاد الروسي، الذي تحدى العقوبات، ودفعته حرب أوكرانيا إلى الأعلى فجأة، بفضل الإنفاق العسكري الضخم واستقرار صادرات النفط، لكن في الأسابيع الأخيرة، بدأت المؤشرات الاقتصادية تلوح في الأفق: نشاط التصنيع آخذ في التراجع، والمستهلكون يُقلصون نفقاتهم، والتضخم لا يزال مرتفعاً، والميزانية مُرهقة.
ويُحذر المسؤولون الروس الآن علناً من أخطار الركود، وتُقلص الشركات، من مُنتجي الجرارات إلى مُصنّعي الأثاث، إنتاجها. وصرّح البنك المركزي، يوم الخميس، بأنه سيُناقش خفض سعر الفائدة القياسي في وقت لاحق من هذا الشهر بعد خفضه في يونيو (حزيران).
ومع ذلك، من غير المرجح أن يُغيّر هذا التباطؤ أهداف الرئيس بوتين الاستراتيجية، حيث لا يزال يركز على تحييد أوكرانيا، وليس على المخاوف بشأن صحة الاقتصاد عموماً، وفقاً للمحللين. لكن التباطؤ يكشف حدود اقتصاده الحربي، ويشير إلى أن العقوبات، وإن لم تُوجّه ضربة قاضية، تُلحق ضرراً متزايداً. وإذا شُدّدت العقوبات أكثر أو انخفضت أسعار النفط، فقد يبدأ الاقتصاد الروسي بالترنح.
وبعدما صدم قرار البنتاغون وقف شحنات الأسلحة لأوكرانيا، نقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر قولها إن الرئيس ترمب «يُريد المساعدة في مجال الدفاع الجوي، وإنه سيتحقق مما تم تعليقه إن وُجد».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، عن مصادر في البنتاغون، قولها إن تعليق إمدادات بعض أنواع الأسلحة لكييف جاء بسبب التركيز على تعزيز دفاعات إسرائيل الجوية، ومحدودية الموارد، في ظل التزامات صارت تتجاوز قوتها العسكرية.
وأشار مسؤولو البنتاغون إلى أن التعليق كان بمثابة «توقف مؤقت» في تسليم صواريخ الباتريوت والمدفعية الدقيقة وصواريخ هيلفاير المُثبتة على طائرات «إف-16» الأوكرانية، وذلك في إطار مراجعة الإمدادات الأميركية حول العالم.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على تزويد أوكرانيا بالمزيد من صواريخ الباتريوت، بناء على طلب زيلينسكي، قال ترمب «سيحتاجون إليها للدفاع… سيحتاجون إلى شيء ما لأنهم يتعرضون لضربات شديدة». وأشاد ترمب بفاعلية صواريخ الباتريوت، واصفاً إياها بأنها «مذهلة للغاية».
وقال مصدر تلقى إفادة حول الاتصال الهاتفي بين ترمب وزيلينسكي لـ«رويترز» إنهما متفائلان بإمكانية استئناف إمدادات صواريخ باتريوت بعد المحادثة التي وصفاها بأنها «جيدة للغاية» بينهما.
قال ترمب إنه تحدث أيضاً مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشأن طلب أوكرانيا الحصول على صواريخ باتريوت، لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن توريد هذه الصواريخ المتقدمة.
وأضافت الصحيفة أنه مثلما أثار قرار ترمب ضرب إيران استياء مؤيديه الذين يعارضون التدخل في شؤون الدول الأخرى، فقد أثار تجميد إمدادات أنواع رئيسية من الأسلحة إلى أوكرانيا أيضاً، استياء البعض. ولفت التقرير إلى أن التحدي الرئيسي في السياسة الخارجية الأميركية حالياً هو أن التزامات واشنطن الدفاعية حول العالم تتجاوز قوتها العسكرية. وأشار إلى أن هذا الأمر يُجبر القيادة الأميركية على «البحث عن حلول وسط»، والاختيار بين «أولويات السياسة الخارجية» المختلفة.
وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية أنها نفذت قصفاً جديداً على قاعدة جوية روسية في منطقة فورونيج. وذكرت، السبت، أن طائرات مقاتلة معادية من طراز سوخوي «سو-34» و«سو-35 إس» و«سو-30 إس إم»، كانت تتمركز في القاعدة الجوية في مدينة بوريسوغليبسك. وتابعت أنه تم قصف مستودع للقنابل الانزلاقية وطائرة تدريب وربما آلات أخرى.
وأضافت القوات المسلحة في تطبيق «تلغرام»: «تواصل قوات الدفاع اتخاذ جميع الإجراءات لتقويض قدرة المحتلين الروس على مهاجمة البنية التحتية المدنية وإجبار الاتحاد الروسي على وقف عدوانه المسلح ضد أوكرانيا». وأكدت وزارة الدفاع الروسية وقوع هجوم بطائرة أوكرانية من دون طيار على منطقة فورونيج، لكنها لم تذكر أي أضرار.
قال مسؤولون إن وحدات الدفاع الجوي الروسية أسقطت عشرات الطائرات المسيّرة الأوكرانية في مناطق متفرقة داخل البلاد، بينهما اثنتان قرب مدينة سان بطرسبرغ ثاني أكبر المدن الروسية.
وذكر ألكسندر دروزدينكو حاكم منطقة لينينغراد المحيطة بسان بطرسبرغ، على تطبيق «تلغرام»، أنه تم إسقاط طائرتين مسيّرتين في منطقتين مختلفتين في جنوب المدينة.