“تدوير البلاستيك”.. مكاسب بيئية وأرباح للمصانع والشركات – newnews4

“تدوير البلاستيك”.. مكاسب بيئية وأرباح للمصانع والشركات – newnews4

بينما يستغرق تحلل البلاستيك ما بين 500 و1000 عام، فإن إنتاج البلاستيك الجديد يحتاج كمية كبيرة من الطاقة، مقابل طاقة اقل في إعادة التدوير.

حتى بعد ألف عام، لا يتحلل البلاستيك تماما إذ يتحول إلى لدائن دقيقة .. لذلك يعتبر التلوث البلاستيكي واحدا من “الملوثات الأساسية صعبة التحلل”، وتتوسع المصانع والشركات في عمليات إعادة التدوير، إذ تحقق أرباحا من هذا التوجه بجانب المكاسب البيئية.

قال خالد أبوالمكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، إن عدد المنشآت العاملة فى قطاع البلاستيك داخل السوق المصري تجاوز 12 ألف منشأة، بإجمالي استثمارات 14 مليار دولار.

أضاف أن إنتاج مصر من البلاستيك بلغت قيمته نحو 8.5 مليار دولار العام الماضي، مدفوعًا باتساع قاعدة الاستخدامات فى مجالات متعددة مثل صناعة السيارات، والأدوات المنزلية، والتعبئة والتغليف، والزراعة، والملابس، والأجهزة الطبية.

وأكد أبوالمكارم، أن المجلس يجرى اجتماعات دورية مع وزارة البيئة، بهدف وضع منظومة متكاملة لتقليل فاقد المخلفات الناتجة عن القطاع، من خلال تطوير آليات لجمع المخلفات البلاستيكية، وإعادة تدويرها إلى منتجات صديقة للبيئة تسهم فى تعزيز الاقتصاد الدائري.

السقا: مصر لا تملك قاعدة إنتاج قوية للورق بسبب ندرة الموارد الخشبية

وقال إيهاب السقا، رئيس مجلس إدارة شعبة المخلفات، إن تغيير سلوك الأفراد يعد الحل الأنجح لمواجهة أزمة المخلفات البلاستيكية فى مصر، مشددًا على أهمية إعادة استخدام الأكياس البلاستيكية أكثر من مرة وتقليل الاعتماد على الأكياس أحادية الاستخدام، فى ظل صعوبة الاستغناء عنها بشكل كامل فى الوقت الراهن.

وأشار إلى أن البلاستيك أصبح جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية للمصريين، مما يجعل التخلص منه بشكل جذري أمرًا معقدًا، خصوصا فى ظل غياب البدائل الملائمة، لافتًا إلى أن مصر لا تملك قاعدة إنتاج قوية للورق بسبب ندرة الموارد الخشبية، وهو ما يحد من إمكانية تعويض الأكياس البلاستيكية بأخرى ورقية.

حمزة: 2000 شركة تعمل حاليا فى مجال إعادة التدوير 

وقال ضياء حمزة المدير التنفيذي لغرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات ، إن قطاع تدوير البلاستيك يُعد من أبرز وأهم القطاعات التى تحظى باهتمام بالغ من جانب الغرف الصناعية، نظرًا لأهميته البيئية والاقتصادية فى آنٍ واحد.

أضاف لـ “البورصة”، أن عدد الشركات العاملة فى مجال إعادة تدوير البلاستيك فى مصر بلغ نحو 2000 شركة، ما يعكس النمو المتزايد فى هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، لاسيما مع التوجهات الحكومية والدولية نحو الاقتصاد الأخضر وتقليل البصمة الكربونية.

جمال: “بريق” تسعى لتوسيع نقاط التجميع ونقل ثقافة الفرز إلى البيوت

وقال حسام جمال رئيس قسم الشؤون الحكومية والقانونية بشركة بريق للصناعات المتطورة، إن الشركة تعد من أولى الكيانات الصناعية المتخصصة فى إعادة تدوير البلاستيك الشفاف بالشرق الأوسط.

أضاف أن “بريق” كانت سباقة فى إدخال تكنولوجيا إعادة تدوير البلاستيك المتقدمة التى تتيح إعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية بدءًا من حالتها الأولية وحتى تحويلها إلى حبيبات يمكن استخدامها لإنتاج عبوات جديدة.

وأشارجمال، إلى أن المواد الخام التى تعتمد عليها الشركة هى الزجاجات البلاستيكية الشفافة المستخدمة، والتى يتم جمعها محليًا من خلال موردين متخصصين فى فرز المخلفات.

وتابع : “نواجه تحديا فى الكميات المتوافرة محليًا إذ لا تغطى احتياجات المصنع، ما دفع الشركة منذ عام 2019 إلى التوسع فى استيراد مخلفات من اليونان ونيجيريا ودول أوروبية أخرى عبر نظام السماح المؤقت”.

ويتيح نظام السماح المؤقت استيراد المواد الخام بهدف إعادة تصنيعها وتصدير المنتج النهائي.
وحول البنية التحتية فى مصر لجمع النفايات، أكد جمال أن السوق المصري يشهد تطورًا ملحوظًا فى هذا المجال، خصوصا مع دخول عدد من المصانع الجديدة حيز التشغيل أو الإنشاء.

مهدي: “أوتو بلاست” تضيف خطوط إنتاج جديدة ضمن خطة التوسع الإقليمي

وقال مصطفى مهدي، مدير التصدير في” أوتو بلاست”، إن الشركة تمتلك وحدات متكاملة لإعادة تدوير مخلفات البلاستيك داخل مصانعها، ضمن توجهها نحو التصنيع المستدام والاعتماد على الموارد بشكل فعال.

أضاف أن عملية إعادة التدوير تمر بعدة مراحل تشمل التكسير، وإعادة الفرم، والخلط، قبل إعادة صهر المادة الخام وإنتاجها من جديد بجودة تتماشى مع استخدامات متنوعة.

وأوضح مهدي، أن الشركة تصنف ضمن الصناعات التكميلية، إذ تقدم منتجات تدخل فى قطاعات مختلفة أبرزها صناعة السيارات، والأجهزة المنزلية، والزراعة، والبناء، مشيرًا إلى أن قائمة عملاء الشركة تضم علامات كبرى منها “توشيبا”، و”سامسونج”، و”إل جي”، و”فريش”.

ولفت إلى أن الشركة أضافت خطوط إنتاج جديدة الفترة الماضية، فى إطار خطة توسع إقليمي شملت أسواقًا منها السعودية والمغرب وأيرلندا، بالإضافة إلى مشاركاتها المستمرة فى معارض دولية كبرى مثل “كى بلاست” فى ألمانيا، ومعارض فى تركيا ومصر.

وكل خط إنتاج جديد يرتبط بوحدة إعادة تدوير خاصة به، ما يعزز قدرة الشركة على استغلال مخلفاتها داخليًا.

أبوالحمد: 12% من منتجات “النجم” معاد تدويرها

وقال محمد أبوالحمد المدير المالي بشركة النجم للبلاستيك، إن الشركة تعتمد على إعادة تدوير جزء من “الهالك” الناتج عن خطوط التصنيع.

وأوضح لـ “البورصة”، أن الشركة تستورد المادة الخام الأساسية وتستخدمها فى التصنيع الأولي، ومع الاستخدام يتولد عنها “هالك” تتم إعادة تدويره داخليًا وتحويله إلى حبيبات بلاستيكية يتم إدخالها مرة أخرى فى خطوط الإنتاج لإنتاج منتجات مثل “الحصير” والذى يتطلب مدخلات صناعية بلاستيكية أقل جودة.

أشار أبو الحمد، إلى أن المنتجات المصنعة من المادة الخام مباشرة يتم تصديرها دون مشكلات، فى حين يخصص المنتج المعاد تدويره للسوق المحلي.

وتمثل نسبة المنتجات المعاد تدويرها حوالى 12% من إجمالى إنتاج الشركة، مضيفًا أن الشركة ملتزمة بالتوجيهات الفنية الصادرة من هيئة الرقابة الصناعية، والتى تحدد بدقة الكميات والنسب المسموح بإعادة تدويرها داخل خطوط الإنتاج.