«الدفع مقابل الزحف».. أداة لتحصيل الرسوم من شركات الـ AI – أخبار السعودية

«الدفع مقابل الزحف».. أداة لتحصيل الرسوم من شركات الـ AI – أخبار السعودية

أعلنت شركة «كلاودفلير Cloudflare»، المتخصصة في حلول الأمن السيبراني والبرمجيات، إطلاق أداة جديدة تتيح لأصحاب المواقع الإلكترونية التحكم في وصول برامج الزحف (crawlers) الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى محتواهم، مع إمكانية طلب تعويض مالي عن الاستخدام.

وبحسب وكالة «رويترز»، تأتي هذه الخطوة لدعم المواقع في تحقيق إيرادات من شركات الذكاء الاصطناعي التي تسعى لاستخدام محتواها في تدريب نماذجها.

وتتيح الأداة لأصحاب المواقع اختيار ما إذا كانت برامج الزحف الخاصة بالذكاء الاصطناعي يمكنها الوصول إلى محتواهم، مع إمكانية تحديد رسوم مالية بنظام «الدفع مقابل الزحف».

وتهدف هذه الميزة إلى تمكين أصحاب المواقع من التحكم في كيفية استخدام محتواهم والحصول على تعويض عادل.

ويأتي هذا الإجراء في ظل تراجع إيرادات الإعلانات الناتجة عن حركة الزوار التقليدية من محركات البحث، بسبب جمع برامج الذكاء الاصطناعي للمحتوى دون إعادة توجيه الزوار إلى المواقع الأصلية.

وحظيت المبادرة بدعم ناشرين كبار مثل «كوندي ناست» و«أسوشيتد برس»، إلى جانب شركات وسائل التواصل الاجتماعي مثل «ريديت» و«بينتريست».

وأوضحت كبيرة مسؤولي الإستراتيجية في «كلاودفلير Cloudflare» ستيفاني كوهين، بأن الهدف هو منح الناشرين سيطرة أكبر على محتواهم وضمان استدامة النظام الإيكولوجي للإنترنت بين صناع المحتوى وشركات الذكاء الاصطناعي.

وقالت: «تغير أنماط حركة المرور على الإنترنت كان سريعًا، وكان لا بد من إحداث تغيير، هذه مجرد بداية لنموذج جديد للإنترنت».

وكشفت بيانات «كلاودفلير Cloudflare» أن نسبة زحف محرك البحث «قوقل» إلى عدد الزوار المعاد توجيههم إلى المواقع تراجعت من 6:1 إلى 18:1 خلال ستة أشهر فقط، مما يعكس استمرار «قوقل» في جمع المحتوى مع تقليص إعادة توجيه الزوار.

ويعود ذلك جزئيًا إلى ميزات مثل «نظرة عامة بالذكاء الاصطناعي» التي تقدم إجابات مباشرة ضمن نتائج البحث.

ومع ذلك، فإن نسبة «قوقل» تظل أفضل بكثير مقارنة بشركات الذكاء الاصطناعي مثل «أوبن إيه آي» التي سجلت نسبة 1: 1500.

وكانت محركات البحث تُفهرس المحتوى تقليديًا وتُعيد توجيه المستخدمين إلى المواقع الأصلية، مما يكافئ المبدعين على جودة محتواهم، لكن برامج الزحف الخاصة بالذكاء الاصطناعي غيّرت هذا النموذج، حيث تجمع المحتوى دون إعادة توجيه الزوار، وتستخدمه في تدريب أنظمة مثل «تشات جي بي تي»، مما يحرم الناشرين من الإيرادات والأرباح.

بينما تتجاوز بعض شركات الذكاء الاصطناعي معايير الويب التقليدية التي تمنع جمع المحتوى دون إذن، مدعية أن ذلك قانوني.

في المقابل، لجأت بعض الجهات إلى الإجراءات القانونية، حيث رفعت صحيفة «نيويورك تايمز» دعاوى قضائية ضد شركات ذكاء اصطناعي بتهمة انتهاك حقوق الطبع والنشر.

بينما اختارت منصات مثل «ريديت» نهجًا مزدوجًا، حيث رفعت دعوى ضد شركة «أنثروبيك» بسبب جمع تعليقات المستخدمين، وفي الوقت نفسه وقّعت اتفاقية ترخيص محتوى مع «قوقل».

وتُعد أداة «كلاودفلير Cloudflare» خطوة مبتكرة لإعادة التوازن بين صناع المحتوى وشركات الذكاء الاصطناعي، في ظل التحولات السريعة في نماذج استهلاك المحتوى عبر الإنترنت، ومع دعم كبرى الشركات الإعلامية والاجتماعية، قد تمهد هذه المبادرة الطريق لنموذج جديد يضمن استدامة صناعة المحتوى الرقمي.أخبار ذات صلة