
الدكتور علي أحمد الديلمي: احتفاء يمني بالفن والتراث في كندا
الدكتور علي أحمد الديلمي
حضرت اليوم الاثنين 30 يونيو 2026 حفلا غنائيا مميزا للفنان اليمني الكبير فؤاد الكبسي في مدينة ميسساجا الكندية وكان لابد لي من كتابة بعض الجوانب الرائعة التي ميزت هذه المناسبة التي جمعت اليمنيين بمختلف مناطقهم وتوجهاتهم في مشهد فني واجتماعي وإنساني يبعث على الفخر ويعزز الشعور بالانتماء
تميز الحفل بروح التلاحم والوحدة حيث نجحت شركة شاس اليمنية الكندية المنظمة للأمسية في تقديم نموذج مشرف من العمل الرائع يستحق كل الشكر والتقدير فقد استطاعت أن تجمع أبناء الجالية اليمنية من مختلف الخلفيات الجغرافية والسياسية على كلمة واحدة هي اليمن وكانت تلك الليلة بحق مناسبة وطنية بامتياز يتجدد فيها الأمل
أجمل ما في هذا الحفل أنه لم يكن مجرد عرض فني بل كان مناسبة اجتماعية وإنسانية تلاقت فيها العائلات وتعارف فيها الأصدقاء والتقى فيها كبار السن بالشباب والأطفال على محبة اليمن والتغني بجماله وثقافته وقد شعرت كما شعر كثيرون أننا استعدنا شيئا من دفء الوطن ولو لساعات قليلة من الناحية الاجتماعية شكل الحفل مساحة دافئة للتلاقي بين أفراد الجالية اليمنية الذين استغلوا المناسبة للالتقاء وتبادل الأحاديث وتوطيد العلاقات في جو احتفالي يندر في حياة المهاجرين الذين تباعدت بينهم المسافات والظروف كما كان للأطفال والشباب حضور لافت مما أضفى روحًا أسرية على المناسبة
ما زاد الحفل جمالا وتأثيرا هو أن الداعمين الرسميين لهذه الفعالية لم يكونوا مؤسسات أو كيانات رسمية بل كانوا مجموعة من الشباب اليمنيين الذين يديرون مشاريعهم التجارية في كندا وقد بادروا بتمويل الحفل وتوفير مستلزماته كاملة في لفتة تعكس عمق الوعي والمسؤولية وروح التضامن بين أبناء الوطن الواحد
أطربنا الفنان فؤاد الكبسي بصوته العذب وأدائه الصادق الذي حملنا عبر الزمن إلى أعماق الذاكرة اليمنية حيث تنقل بنا بين روائع الفن الصنعاني واللحجي والعدني وقد تفاعل الجمهور بحب وشغف ورددوا معه كلمات الأغاني التي تحاكي وجدان كل يمني في الوطن أو في المهجر
وقد كان للحضور من ابناء الجالية اليمنية وبعض الضيوف الكنديين إضافة جميلة لهذا الحدث حيث أبدوا إعجابهم الكبير بما شاهدوه وسمعوه من موسيقى وكلمات وأداء عكس الوجه الثقافي المشرق لليمن وعزز من أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات لتعريف العالم بموروثنا الفني والثقافي والإنساني
في ختام هذه الأمسية التي ستظل عالقة في الذاكرة شعرنا جميعا بأن الفن ليس فقط وسيلة للترفيه بل هو جسر للتماسك ووسيلة للتواصل والانتماء وأن صوت اليمن يظل حاضرا فينا ما دمنا قادرين على أن نغنيه ونروي حكاياته في كل مكان
سفير في وزارة الخارجية
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: