
عرّاب الاتفاقات الإبراهيميّة الحاخام الأمريكيّ البارز أبراهام كوبر بعد اجتماعه بدمشق بالجولاني: نطمح لسلامٍ دافئٍ واللقاء مع نتنياهو بات ممكنًا وترامب سيتدخّل شخصيًا لترتيبه.. شكر الجولاني لإعادة رفات الجاسوس كوهين
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
كشف الحاخام الأمريكيّ البارز أبراهام كوبر، بعد زيارته للعاصمة السورية دمشق ولقائه رئيس السلطة هناك أبو محمد الجولاني، أنّ احتمال عقد لقاءٍ مستقبليٍّ بين الجولاني ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ممكن، إذا تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا.
يُشار إلى أنّ الحاخام كوبر لعب دورًا رئيسيًا في المفاوضات التي سبقت الإعلان الرسميّ عمّا تُسّمى بـ (اتفاقيات أبراهام)، وله علاقاتٍ واسعةٍ ومتشعبةٍ في دول الخليج ومع كبار قادتها.
ونقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ، ذكر موقع هيئة البث الرسمية الإسرائيليّة (كان)، قولها إنّ الزيارة التي جاءت قبيل انطلاق العدوان الإسرائيليّ على إيران، تمّت بمشاركة القس جوني مور المقرب من ترامب، بعد لقاءٍ سابقٍ في نيويورك مع وزير الخارجية السوريّ أسعد الشيباني، الأمر الذي مهّد الطريق للوصول إلى دمشق، بحسب ما ذكر الموقع العبريّ.
وبحسب كوبر، هناك مساران محتملان لتحسين العلاقات بين سوريّة وإسرائيل: الأول محليّ يشمل خطواتٍ لخفض التوتر عبر لقاءاتٍ دبلوماسيّةٍ وعسكريّةٍ، والثاني دوليٍّ سريعٍ يتطلب دعوةً مباشرةً من ترامب لكلا الجانبين للجلوس في واشنطن.
بالإضافة إلى ذلك، كشف كوبر أنّه طرح على الجولاني مبادرات للتعاون مع إسرائيل، في مجالات المياه والزراعة وتحديد مصير المفقودين. كما أعرب عن شكره للجولاني لإسهامه في نقل أرشيف الجاسوس إيلي كوهين إلى عائلته، وطلب مساعدته في إعادة رفاته.
وأشار إلى أنّ وزير الخارجية السوري أبدى اهتمامًا بإعادة ترميم المعابد اليهودية في سوريّة، قائلاً إنّ بلاده قد تشهد زيارة يهوديّة مكثفة، في الوقت المناسب، تمامًا كما حصل في الإمارات. وختم كوبر بأنّ الشرع أكّد له رغبته بالسلام.
إلى ذلك، قال الحاخام أبراهام كوبر لـ “المجلة” بعد لقائه الشرع: ترامب يريد ضمّ سوريّة إلى “الاتفاقات الإبراهيميّة”، وتحدث عن خطط الرئيس الأمريكيّ بين سوريّة وإسرائيل وقال إنّ دمشق تعطي أولويةً لوقف التصعيد.
الحاخام أبراهام كوبر معروف بدوره في الدبلوماسية الخلفيّة وترتيب الأرضيّة لاختراقاتٍ علنيّةٍ، وكان له دور تمهيديّ مهم قبل انضمام البحرين والإمارات إلى “الاتفاقات الإبراهيمية”.
وعن زيارته إلى دمشق والدور الذي يلعبه وتصوراته لمستقبل الوضع في سوريّة والعلاقة بين دمشق وتل أبيب، أجرت مجلّة “المجلّة” حوارًا موسعًا مع كوبر عبر تطبيق “زووم”، وقال إنّ القسم الأهم من زيارته والقس جوني مور إلى العاصمة السوريّة “كان بلا ريب لقاءنا على مدى ساعتين مع الرئيس (الشرع). ومن الإنصاف القول إنّك حين تجلس مع شخصٍ يحمل خلفيةً إسلاميةً واضحةً، ويُعرّف نفسه بذلك علنًا، ومع ذلك يتبنّى رؤية لسوريّة تتّسع لجميع مواطنيها، وينظر إلى الأمور بعقليةٍ استراتيجيّةٍ وعملية تهدف إلى إخراج سوريّة من قوائم الدول المعادية في منطقة شديدة الاضطراب، ويعبّر بصدقٍ عن أمله في بناء السلام، فإنّ ذلك يترك أثرًا بالغًا”.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، أشار كوبر إلى أنّه طرح خلال لقاءاته مع المسؤولين السوريين مشروعين: “الأول يهدف إلى مساعدة عشرات الآلاف من العائلات السورية، وربما أكثر، في معرفة مصير أحبائهم، ويتمحور المشروع حول جمع وتحليل الحمض النووي. وتابع: “الفكرة الثانية، حين سافرت إلى دمشق لأوّل مرّةٍ، أدهشني اتساع الأراضي القاحلة، في حين أنّه على بعد خطواتٍ قليلةٍ فقط، تمتلك إسرائيل خبرات متقدمة في مجالي المياه والزراعة. الفكرة تكمن في المزيد من الحركة والتعاون في هذه المجالات الحيوية”، طبقًا لأقواله.
وسئل كوبر إذا كان الجولانيّ يريد عقد اتفاق سلامٍ، فأجاب: “أعتقد أنّه يملك الأدوات والمهارات التي تؤهله لذلك، لكن تحقيق السلام يتطلب الكثير من العمل من كلا الجانبين. وإذا استدعى الأمر المضي خطوة بخطوةٍ نحو خفض التصعيد، فهذا بحد ذاته أولوية كبرى للدولة اليهوديّة”. وأضاف: “الأولوية في هذه المرحلة ستكون لخفض التصعيد، نعم، نطمح إلى سلامٍ دافئٍ، ولا يشترط أنْ يكون وفق جدول أعمال اتفاقيات أبراهام”، على حدّ تعبيره.
وقال كوبر ردًا على سؤالٍ: “الخلاصة، ببساطة: إذا دعا الرئيس ترامب الزعيمين (الجولاني ونتنياهو)، واحتضنهما معًا وقال لهما (نحن معكما بالكامل) يمكن أنْ يُوقَّع اتفاق أبراهام في وقت أقرب بكثير”.
وتابع: “المزيد من الانخراط من قبل الرئيس ترامب سيقربنا من اتفاقيات أبراهام، أمّا في غيابه، فسنسير خطوة بخطوة. وفي كلتا الحالتين سنستمر نحن في لعب دور النودج (الإلحاح)”.
وأكّد في الختام أنّ الجانب السوريّ يُعطي أولويةً لتثبيت اتفاق (فكّ الاشتباك) لعام 1974 الذي خرقته إسرائيل بعد انهيار النظام السابق بقيادة د. يشّار الأسد، في الثامن من كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: