
وفي كلمته التي ألقاها بمناسبة «يوم الوحدة الوطنية»، الذي تحتفل به طاجيكستان في 27 يونيو كل عام، بحضور عدد من أبناء الجالية الطاجيكية، أشار زبيدوف إلى أن هذا اليوم يحمل دلالة عميقة، حيث يمثل ذكرى توقيع الاتفاق العام لإرساء السلام والوفاق الوطني عام 1997، وهو الاتفاق الذي أنهى 5 سنوات من الحرب الأهلية التي اندلعت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وقال إن هذا الإنجاز التاريخي لم يكن ليتحقق لولا القيادة الحاسمة للرئيس إمام علي رحمان.
وأوضح زبيدوف أن طاجيكستان، عقب الاستقلال، شهدت مرحلة مضطربة تميزت بانهيار مؤسسات الدولة، وتراجع السلطة المركزية، وتفكك النسيج الاجتماعي على أسس سياسية ومناطقية. وفي خضم هذه الفوضى، برز الرئيس رحمان كقائد وطني تحمّل مسؤولية إعادة بناء الدولة واستعادة الشرعية، وتوحيد الشعب تحت راية السلام.
وقدّر زبيدوف أن الدور الذي لعبه الرئيس كان جوهرياً في توجيه البلاد نحو الاستقرار، لذلك منحه البرلمان عام 2015 لقب «زعيم الأمة»، في اعتراف بدوره القيادي والتاريخي.
وأشار إلى أن اتفاق السلام لم يكن مجرد توقيع على ورقة، بل كان مشروعاً وطنياً متكاملاً، شمل إعادة دمج المعارضة المسلحة، وتطبيق العفو العام، وعودة مئات الآلاف من اللاجئين، بالإضافة إلى إعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس شاملة، تعكس تعددية المجتمع الطاجيكي. كما أطلقت الحكومة مشاريع تعليمية وثقافية لتنمية الشعور بالهوية والانتماء الوطني، وضمان مستقبل أكثر استقراراً.
ولفت زبيدوف إلى أن الاحتفال السنوي بيوم الوحدة يشكّل مناسبة وطنية جامعة، تشارك فيها جميع فئات المجتمع من طلاب ومثقفين ومحاربين قدامى وقادة سياسيين، مشيراً إلى أن الخطاب الرئاسي الذي يُلقى بهذه المناسبة يمثل لحظة لتجديد التأكيد على المبادئ الوطنية، واستعراض ما تحقق من إنجازات وتحديد تطلعات المستقبل.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن الحفاظ على مكتسبات الوحدة الوطنية يتطلب قيادة رشيدة، وحوكمة شاملة، ومساءلة ديموقراطية، إضافة إلى مشاركة مجتمعية واسعة. وقال: «إن إرث الرئيس رحمان في بناء السلام يجب أن يتحوّل إلى التزام وطني جماعي نحو مزيد من الشمول والعدالة والازدهار».
الفخر بالانتماء
من جهتها، عبّرت ديلوروم محمدوفنا أحمدوفا، طبيبة الأسنان الطاجيكية المقيمة في الكويت، عن مشاعرها بهذه المناسبة، قائلة: «أنا طاجيكية، وخلال وجودي خارج بلدي، أشعر في يوم الوحدة الوطنية بمزيج من الفخر والحنين. إنه يوم يُعيدني إلى جذوري ويجعلني أشعر بانتمائي العميق لشعبي». وأضافت: «أحب في هذا اليوم أن أستمع للأغاني الطاجيكية، وأسترجع ذكريات الطفولة، وأشعر بدفء ثقافتي وهويتي، رغم البعد الجغرافي».
أما عبدالعلي وهابوف، وهو طاجيكي يعمل مترجماً لدى سفارة كازاخستان، فقال إن يوم الوحدة الوطنية يحمل طابعاً خاصاً لكل طاجيكي، لاسيما لمن يعيشون في الخارج، لأنه يرمز إلى مرحلة تاريخية مفصلية في حياة الوطن.
وأضاف: «لقد عشت في الكويت عدة سنوات، وفي كل عام أستعيد مشاعر الفخر والاعتزاز في هذا اليوم، لأنه يعيد إلى الأذهان كيف خرجت طاجيكستان من أتون الحرب لتصبح دولة مستقرة».
من جانبه، عبّر الطالب الطاجيكي، نور الله مراد، عن فخره واعتزازه بهذا اليوم، واصفاً إياه بأنه يمثل يوم اللقاء بعد الفُرقة، ويوم السلم بعد النزاع.
وقال: «يوم الوحدة الوطنية يذكّرنا بأهمية التماسك والوقوف خلف قيادتنا الوطنية»، مضيفاً أن الوحدة الوطنية لا تُصان إلا بالتمسك بالقيم المشتركة والابتعاد عن الانقسامات.