البورصة المصرية تسترد الاتجاه الصاعد بدعم من التهدئة الإقليمية 

البورصة المصرية تسترد الاتجاه الصاعد بدعم من التهدئة الإقليمية 

عادت مؤشرات البورصة المصرية إلى المسار الصاعد خلال تعاملات الأسبوع الماضي، مدعومة بحالة من الهدوء النسبي في التوترات السياسية بالمنطقة، إلى جانب ظهور قوة شرائية واضحة على عدد من الأسهم القيادية، ما أسهم في تعويض الخسائر السريعة التي تكبدتها السوق مع بداية الأزمة.

ويرى متعاملون أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بالتوازي مع عودة ضخ الغاز للمصانع في مصر، شكلا معًا عوامل محفزة لتحسن أداء السوق، التي باتت تقترب من قمّتها التاريخية عند مستوى 34 ألف نقطة، والتي قد يتم اختبارها خلال الفترة المقبلة حال استمرار استقرار الأوضاع.

وأغلق المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 تعاملات الأسبوع على ارتفاع بنسبة 9.11% عند مستوى 33002 نقطة، كما صعد مؤشر EGX70 EWI بنسبة 10.75% إلى مستوى 9811 نقطة، وسجّل EGX30 Capped ارتفاعًا بنسبة 9.49% عند 41085 نقطة، بينما ارتفع مؤشر EGX100 بنسبة 10.47% إلى مستوى 13344 نقطة.

المصرى: الوصول للقمة التاريخية مرهون باستقرار الأوضاع

ورجّح ياسر المصري، العضو المنتدب لشركة العربي الإفريقي لتداول الأوراق المالية، أن يواصل السوق مساره الصاعد خلال الفترة المقبلة، بدعم من عدة عوامل، أبرزها التهدئة الجيوسياسية، وعودة مؤشرات الاستقرار إلى الاقتصاد المحلي، في ظل تحسن إمدادات الطاقة وتراجع المخاطر الإقليمية.

وأضاف أن استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يساهم في تهدئة المخاوف التي كانت تضغط على السوق، مشيرًا إلى أن عودة ضخ الغاز للمصانع يعزز من ثقة المستثمرين في تحسن النشاط الاقتصادي خلال النصف الثاني من العام.

وأشار إلى أن المؤشر الرئيسي يستهدف الوصول إلى مستوياته التاريخية قرب 34 ألف نقطة، متوقعًا اختبار هذا المستوى خلال الفترة المقبلة، شريطة استمرار المعطيات الحالية دون تصعيد سياسي جديد.

وأوضح المصري أن السوق يفتقر حاليًا إلى تماسك أداء القطاعات ككل، وهو ما يجعل من الأفضل التركيز على الأسهم ذات الفرص الفردية، رغم وجود بعض الاستثناءات في قطاعات مثل العقارات والبنوك والأدوية، والتي ما زالت تحتفظ بأداء متماسك نسبيًا.

ورشح المصري عددًا من الأسهم التي يرى أنها مؤهلة لقيادة الصعود في الفترة المقبلة، من بينها “فاليو” و”عتاقة” و”سوديك”، إلى جانب أسهم البنوك مثل “التجاري الدولي”، وأخرى في قطاع العقارات مثل “طلعت مصطفى”، وبعض شركات الأسمدة، مشددًا على أهمية اختيار الأسهم ذات مضاعف الربحية المنخفض والعائد الدولاري المرتفع.

عمار: سرعة التعافي تؤكد وجود شهية شرائية

من جانبه، قال وائل عمار، مدير الاستثمار بشركة زالدي للاستثمار، إن أداء البورصة خلال الأسبوع الماضي جاء أفضل من التوقعات، رغم المخاوف التي سادت السوق في البداية نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل.

وأضاف أن السوق بدأ في استعادة توازنه بعد مرور أيام قليلة من التصعيد، حيث ظهرت موجة شراء قوية ساعدت في تعويض الخسائر وتحقيق مكاسب كبيرة، ما انعكس في إغلاق المؤشر الرئيسي قرب مستويات 33 ألف نقطة، مشيرًا إلى أن هذا التعافي السريع يعتبر من الحالات النادرة ويعكس جاذبية السوق واهتمام المستثمرين المحليين والأجانب.

وأوضح عمار أن استمرار الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة سيكون عامل دعم رئيسي لاستمرار المؤشر في التحرك بشكل إيجابي خلال الأسابيع المقبلة، متوقعًا أن يشهد السوق حركة عرضية قرب مستوى 33 ألف نقطة، مع احتمالات لعمليات جني أرباح طبيعية من قبل المتعاملين الذين اشتروا في فترات التراجع.

وتوقع أن تشكل أية تراجعات جديدة فرصة لإعادة بناء المراكز الاستثمارية، معتبرًا مستوى 33 ألف نقطة منطقة مقاومة منطقية قد تشهد بعض الهدوء قبل أن يحدد السوق اتجاهه التالي.

وأشار إلى أن قطاع مواد البناء، وعلى رأسه الأسمنت، كان من أبرز القطاعات أداءً خلال الأسبوع، متوقعًا استمرار نشاطه، في حين يرى أن قطاع الحديد يحتوي على فرص جيدة أيضًا، بينما يبقى أداء قطاع الأسمدة مرتبطًا بتطورات ملف الغاز، وهو ما يضعه في خانة المتغيرات غير المستقرة.

وأضاف أن قطاع العقارات كان من أبرز محركات السوق خلال الأسبوع، ومن المتوقع أن يستمر النشاط عليه، إلى جانب قطاع الأغذية الذي أظهر أداءً قويًا خلال نفس الفترة.

ورأى أن الأسهم القيادية ما زالت تلعب دورًا محوريًا في دعم المؤشرات، خاصة سهم “البنك التجاري الدولي”، الذي حافظ على تداولاته فوق مستوى 80 جنيهًا، إلى جانب قطاع الخدمات المالية غير المصرفية، وعلى رأسها “هيرميس” و”فوري”، مشيرًا إلى أن طرح سهم “فاليو” ساهم في رفع معنويات السوق نظرًا لوزنه النسبي وتأثيره المباشر على المؤشرات.

وأكد عمار أن تحسن أحجام التداول يعكس ثقة المستثمرين واستعدادهم لزيادة استثماراتهم في السوق، مشيرًا إلى أن المؤشرات تسير حاليًا في اتجاه صاعد مدعوم بحالة من الزخم والسيولة.

وتوقع أن تكون مستويات 32500 إلى 33 ألف نقطة مناطق محورية لحركة السوق خلال الأسبوع المقبل، مع احتمالية التحرك العرضي أو مواصلة الصعود حال استقرار الأوضاع السياسية.

وسجلت السوق خلال الأسبوع قيم تداولات بلغت نحو 360.2 مليار جنيه، من خلال تداول 6.402 مليار سهم، بتنفيذ 472 ألف عملية بيع وشراء، مقارنة بتداولات الأسبوع السابق التي بلغت 406.6 مليار جنيه وكمية تداول بلغت 5.298 مليار سهم على 533 ألف عملية.

وارتفع رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بنسبة 8.83% ليصل إلى 2.339 تريليون جنيه، مقابل 2.149 تريليون جنيه بالأسبوع السابق.

وبلغت نسبة تعاملات المصريين 88.3% من إجمالي التعاملات على الأسهم المقيدة، بينما استحوذ الأجانب على 5.2%، والعرب على 6.5%، وذلك بعد استبعاد الصفقات، وسجل المستثمرون العرب صافي بيع بقيمة 246.2 مليون جنيه، مقابل صافي بيع للأجانب بقيمة 112.4 مليون جنيه.

ومنذ بداية العام، بلغت نسبة تعاملات المصريين 88.5% من إجمالي التداولات، مقابل 5.7% للأجانب، و5.9% للعرب، وذلك بعد استبعاد الصفقات.