
ودّع أهالي قرية ديسط التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، الشاب عبد الرحمن خالد سادات، 18 عامًا، في جنازة حزينة ومؤلمة، بعد أن أنهى حياته إثر مروره بأزمة نفسية حادة عقب خروجه من لجنة امتحان اللغة العربية.عبد الرحمن، الذي كان يحلم بدخول كلية الهندسة، عاد من اللجنة محطمًا، بعد أن أجبره أحد المراقبين على تسليم ورقة الإجابة قبل انتهاء الوقت، ما جعله يشعر أن مستقبله ضاع، خاصة أن المادة تمثل 80 درجة من المجموع الكلي.شقيقه “محمد” قال إن عبد الرحمن دخل في نوبة اكتئاب فور عودته من الامتحان، ثم اختفى لمدة يومين، قبل أن يتم العثور على جثمانه طافيًا في مياه نهر النيل، وهو يرتدي نفس الملابس التي خرج بها من المنزل صباح يوم الاختفاء. وتم نقل جثمانه إلى مستشفى المنصورة الدولي، وتحرر محضر بالواقعة، بينما تولت النيابة التحقيق.في الجنازة، التي حضرها المئات من أهالي القرية والقرى المجاورة، سادت حالة من الانهيار والحزن، ودوّى صوت والدته وهي تصرخ بجوار النعش:
“رايح فين يا عبد الرحمن؟ سبتني ليه؟ ماكنتش عاوزاك تنجح.. أنت أغلى من أي حاجة.”قصة عبد الرحمن فتحت جرحًا كبيرًا في قلوب الطلاب وأولياء الأمور، وسط دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لإعادة النظر في تعامل اللجان مع الطلاب، وتوفير دعم نفسي فعلي لهم، خاصة خلال فترة الثانوية العامة التي تحوّلت إلى كابوس يطارد الكثيرين.