ترامب موبايل تتراجع عن وصف هاتف T1 بأنه صُنع في أمريكا

ترامب موبايل تتراجع عن وصف هاتف T1 بأنه صُنع في أمريكا

ترامب موبايل تتراجع عن وصف هاتف T1 بأنه صُنع في أمريكا

لندن-راي اليوم
في خطوة أثارت الكثير من الجدل، تراجعت منظمة ترامب عن الإشارة الصريحة إلى أن هاتفها الذكي الجديد T1 سيُصنّع بالكامل في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن كانت قد روّجت سابقًا للجهاز على أنه منتج أمريكي 100%. ويأتي هذا التغيير وسط شكوك واسعة حول جدوى تصنيع الهاتف محليًا بسعر تنافسي، في ظل واقع سلاسل التوريد العالمية.
من “صُنع في أمريكا” إلى “بتصميم أمريكي”
عند الإعلان الأولي عن الهاتف، نشرت شركة Trump Mobile على موقعها الرسمي عبارة واضحة: “هاتفنا T1 المصنوع في الولايات المتحدة متاح الآن للطلب المسبق”. غير أن هذه العبارة تم حذفها لاحقًا، واكتفى الموقع حاليًا بالقول إن الهاتف “يتميز بتصميم أمريكي يبعث على الفخر” وأنه “منتج هنا في الولايات المتحدة” – من دون توضيح ما إذا كان ذلك يعني فعليًا تصنيعه داخل أمريكا.
وكان موقع The Verge أول من لاحظ هذا التغيير في الصياغة، مما أثار تساؤلات واسعة حول مدى شفافية الشركة بشأن منشأ الجهاز.
رسائل متناقضة من المتحدثين باسم المنظمة
ورغم هذا التعديل، صرّح كريس ووكر، المتحدث باسم شركة Trump Mobile، لصحيفة USA TODAY بأن “هواتف T1 تُصنّع بفخر في أمريكا”، واصفًا التقارير المخالفة لذلك بأنها “غير دقيقة”. لكن خبراء تحدثوا سابقًا لشبكة CNBC أعربوا عن شكوكهم، مرجّحين أن يتم تصنيع الهاتف من قبل شركات خارجية في الصين، وهو أمر شائع في صناعة الهواتف الذكية بسبب تعقيد سلاسل التوريد.
مواصفات متغيرة.. وشكوك متزايدة
ولم تقتصر التعديلات على ما يتعلق بمكان التصنيع، بل شملت أيضًا مواصفات الهاتف نفسه. فبعد أن أعلنت الشركة في البداية أن هاتف T1 سيأتي بشاشة AMOLED بقياس 6.8 بوصة وذاكرة RAM بسعة 12 غيغابايت، اختفت هذه التفاصيل من الموقع الرسمي، وتم تعديل حجم الشاشة إلى 6.8 بوصة دون الإشارة إلى نوعها، في حين لم تعد هناك أية معلومات عن سعة الذاكرة.
ويُعد هذا التغيير غير مألوف في سوق الهواتف الذكية، إذ نادرًا ما تقوم الشركات بتعديل المواصفات التقنية المعلنة بعد إطلاق المنتج للطلب المسبق.
ترامب وإحياء الصناعة المحلية
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جعل من إعادة التصنيع داخل أمريكا، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا، أحد أولوياته خلال فترة رئاسته. وبينما ركّز اهتمامه على توطين صناعة أشباه الموصلات، وجّه لاحقًا انتقادات حادة لشركات مثل أبل، داعيًا إياها إلى نقل تصنيع هواتفها إلى داخل الولايات المتحدة.
إلا أن الواقع الصناعي يفرض تحديات صعبة؛ فحتى لو صُنّع هاتف T1 في أمريكا، ستظل العديد من مكوناته الأساسية – كالمعالجات والشاشات – مستوردة من الخارج، مما يُصعّب تقديم منتج محلي بالكامل وبسعر منافس.
هاتف T1، الذي طُرح هذا الشهر بسعر 499 دولارًا أمريكيًا، أصبح الآن في صلب جدل سياسي وتجاري واسع، يدور بين الشعارات الوطنية وحقائق السوق العالمية. ومع استمرار التشكيك في شفافية الشركة، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت منظمة ترامب ستُقدّم توضيحًا نهائيًا بشأن منشأ الهاتف ومواصفاته، أم أن الغموض سيظل يخيّم على أول محاولة لها في عالم الهواتف الذكية.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: