بعد هجوم مستوطنين.. القلق يقض مضاجع الفلسطينيين في “كفر مالك”

بعد هجوم مستوطنين.. القلق يقض مضاجع الفلسطينيين في “كفر مالك”

بعد هجوم مستوطنين.. القلق يقض مضاجع الفلسطينيين في “كفر مالك”

رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
حالة من الحزن والحداد تعيشها بلدة كفر مالك إلى الشرق من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بعد مقتل 3 من أبنائها وإصابة آخرين في هجوم نفذه مستوطنون إسرائيليون متطرفون بحماية من الجيش، أمس الأربعاء.
أغلقت المحال التجارية أبوابها، ونصبت خيمة لبيت العزاء وسط القرية التي تطل على غور الأردن.
وبين تشييع الجثامين، وتفقد أثار الدمار وحرق المركبات والمنازل، يعيش السكان حالة من الحذر والقلق، ويقولون إن “المستوطنين قد يعيدون الكرة من جديد، اليوم فقدنا 3 شهداء، وقد نفقد عائلات كاملة”.
ويتهم السكان الجيش الإسرائيلي بتوفير الحماية للمستوطنين خلال تنفيذ الهجمات.
والأربعاء، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، بـ”ارتقاء 3 شهداء وإصابة 7 آخرين جراء عدوان المستوطنين على بلدة كفر مالك”.
وخلال مايو/ أيار الماضي، ارتكب مستوطنون إسرائيليون 415 اعتداء بالضفة الغربية المحتلة، وفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية).
وأفادت الهيئة بأن الاعتداءات “تراوحت بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية، وفرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراض واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية”.
** “كادت العائلة تحرق”
الفلسطيني بلال عفيف (32 عاما) قال للأناضول بينما كان يتفقد منزله الذي تعرض لهجوم المستوطنين: “كادت العائلة تحرق في المنزل، أحرقوا مركبة أمام المنزل، ثم رشقوا النوافذ بالحجارة، ثم ألقوا قنابل حارقة”.
يقف في غرفة نومه ويقول “كانت زوجتي وطفلي هنا عندما وقع الهجوم، خرجا من بين النيران، احترقت الغرفة جزئيا”.
وقال عفيف إنه نقل عائلته إلى منزل آخر في القرية، مضيفا: “بات البيت غير آمن”.
وخط المستوطنون شعارات عنصرية باللغة العبرية على جدار المنزل.
بدوره، قال شقيقه عافي عفيف للأناضول، بينما يقف بجانب مركبة لعائلته أحرقت بالكامل: “لولا لطف الله لفقدنا نحو 18 نفرا في المنزل، بمن فيهم الأطفال وكبار السن جراء اعتداء المستوطنين”.
وأضاف: “نعيش اليوم حالة من القلق والترقب، الوضع صعب ونعيش بجوار شارع التفافي فيه معسكر للجيش الإسرائيلي يقع على قمة جبل تل العاصور”.
** “لاحقوا أحفادي بالرصاص”
وعلى وجهها تظهر ملامح القلق الشديد، قالت العجوز الفلسطينية نظمية حمايل (76 عاما) للأناضول: “هذه السيارة لابني أحرقت، وحاولوا حرق منزل أحد أبنائي ولاحقوا أحفادي بالرصاص، واستشهد 3 شباب بدون سبب”.
وأضافت حمايل، وهي في طريقها لبيت أحد القتلى من جيرانها: “بلدتنا فقدت كل ما تملك من أراضي، اليوم يلاحقوننا في منازلنا، لا أحد يسأل عنا”.
** “هاجمونا بمساندة الجيش”
وفي معرض وصفه للهجوم، قال الفلسطيني جمال ربيع الشاهد إن “نحو 50 مستوطنا ملثما يحملون مواد حارقة وعصيا وحجارة ومسدسات هاجموا الحي القريب من الشارع الالتفافي قبيل المغرب بنصف ساعة”.
وأضاف: “الحدث استمر نحو 20 دقيقة، أحرقوا مركبات وحاولوا إحراق منازل، ولكن هب السكان بصورة كبيرة، وتم التصدي للهجوم”.
وتابع: “عندما تم صد الهجوم بدأ الجيش الإسرائيلي والمستوطنون بإطلاق الرصاص الحي، فقدنا 3 شهداء وعدد من المصابين”.
وبين أن “الهجوم مخطط له، كل المستوطنين شباب ومدربين على التعامل مع مثل هذه الأحداث، والجيش يساندهم”.
** “غير آمنين ببيوتنا”
وقال الشاهد: “القرية ثكلى، نعيش حالة من الحزن الشديد، اليوم فقدنا 3 شبان، وقبل أيام طفل استشهد برصاص الجيش”.
وأضاف: “لا تعلم ما العمل كيف لك أن تدافع عن بيتك ونفسك وأطفالك، وأنت في بيتك غير آمن”.
والأربعاء، أكد حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني، أن “عربدة وعنف” المستوطنين الإسرائيليين “قرار سياسي” من حكومة بنيامين نتنياهو بأيدي المستوطنين، داعيا المجتمع الدولي لحماية الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في منشور للشيخ على حسابه بمنصة إكس، بعد سلسلة هجمات نفذها مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 188 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: