
مجزرة جديدة بحق الجوعى.. استشهاد 24 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الحصول على غذاء من أحد مراكز توزيع “المساعدات” جنوبي غزة
غزة / الأناضول- استشهد 24 فلسطينيا وأصيب عشرات آخرين، فجر الثلاثاء، بمجزرة جديدة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق مئات المجوعين أثناء محاولتهم الحصول على غذاء من أحد مراكز توزيع “المساعدات” في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفق وزارة الصحة.
وقالت الوزارة في بيان: “وصل إلى المستشفيات 24 شهيدا وعشرات الإصابات بينهم حالات خطيرة جدا في حصيلة أولية لمجزرة الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الذين ينتظرون المساعدات في المنطقة المخصصة لتوزيعها في رفح”.
ونقل مراسل الأناضول، عن شهود عيان، إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار تجاه مئات من الفلسطينيين المجوعين المتوجهين إلى مركز “المساعدات”، الذي يشرف عليه الجيش الإسرائيلي برفح.
من جانبه، أقر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على فلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات في رفح بزعم وجود “تحرك مشبوه” تجاه قواته.
وادعى في بيان أن قواته رصدت “عددا من المشتبه فيهم تحركوا نحو القوات متجاوزين الطرقات المعروفة”، وأنها “أطلقت النار بغية الإبعاد، وبعد أن لم يبتعدوا أطلقت النار مجددا بالقرب من عدد من المشتبه فيهم الذين واصلوا التقدم نحو القوات”، على حد ادعائه.
وتابع الجيش الإسرائيلي قائلا: “وردت تقارير عن وقوع إصابات، تفاصيل الحادث قيد الفحص”، على حد زعمه.
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار تنفيذ خطة توزيع “مساعدات” مشبوهة عبر ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
ويجري توزيع “المساعدات” في ما تُسمى “مناطق عازلة” وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط؛ إذ توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
كما أن الكميات الموزعة توصف بأنها شحيحة ولا تفي بمتطلبات مئات الآلاف من الجائعين في القطاع.
وتتم عملية التوزيع وفق آلية وُصفت من منظمات حقوقية وأممية بأنها “مهينة ومذلة”، حيث يُجبر المحتاجون على المرور داخل أقفاص حديدية مغلّفة بأسلاك شائكة، في مشهد شبّهه مراقبون بممارسات “الغيتوهات النازية” في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.
وأقرت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن هذا المخطط يهدف إلى تسريع إخلاء سكان شمال القطاع، من خلال حصر توزيع المساعدات في 4 نقاط فقط تقع جنوب غزة.
في المقابل، حذرت “حكومة غزة” ومنظمات حقوقية مثل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف/غير حكومي) من أن ذلك يأتي تمهيدا لتهجير الفلسطينيين وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: