
المليونير لم يعد رمزاً للثراء.. 1000 أميركي ينضمون يومياً إلى نادي أصحاب الملايين!
لندن-راي اليوم
لم تعد صورة المليونير كما اعتدناها: القبعات العالية، النظارات الفاخرة، والسيارات الفارهة. فالمليونير اليوم، خصوصاً في الولايات المتحدة، قد يبدو للوهلة الأولى من الطبقة المتوسطة، يعيش حياة يومية متقشفة ويواجه ضغوطاً مالية لا تختلف كثيراً عن غيره.
طفرة في عدد المليونيرات “العاديين”
وفق تقرير حديث صادر عن بنك UBS، بلغ عدد المليونيرات ممن تتراوح ثرواتهم بين مليون و5 ملايين دولار نحو 52 مليون شخص في عام 2023، وهو رقم يعادل أربعة أضعاف عددهم في عام 2000. ويُعرف هؤلاء بالمليونيرات “العاديين”، لأن ثرواتهم لا تكفيهم بالضرورة لعيش نمط الحياة الفاخر الذي يقترن عادة بهذا التصنيف.
حتى بعد احتساب أثر التضخم، فإن عدد هؤلاء الأشخاص اليوم يبلغ نحو ضعفين ونصف عددهم في مطلع الألفية. ويُعزى جزء كبير من هذا النمو إلى الطفرة الكبيرة في أسعار العقارات، إضافة إلى التغيرات الديموغرافية التي تشهدها الولايات المتحدة، مثل تقدم جيل طفرة المواليد في العمر، وامتلاكهم لمنازل خالية من الرهون العقارية.
أميركا تقود المشهد
تُعد الولايات المتحدة موطنًا لحوالي 24 مليون مليونير، أي ما يعادل 40% من مليونيرات العالم. في عام واحد فقط، انضم نحو 1000 مليونير جديد يومياً إلى هذه الفئة داخل أميركا وحدها، وهو رقم يعكس تحوّلاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، خاصة عندما نعلم أن هذا الرقم يزيد بنحو 4 أضعاف عن الصين، ثاني أكثر الدول احتواءً للمليونيرات.
الثراء الظاهري لا يُشبه الواقع
ورغم هذا التصنيف، لا يشعر الكثير من هؤلاء الأشخاص بالثراء. تقول أليشا أرد، وهي أم لأربعة أطفال تعيش في مقاطعة فينتورا بكاليفورنيا، إن عائلتها تمتلك منزلاً تُقدَّر قيمته بمليوني دولار، لكنهم لا يسافرون في عطلات فاخرة، وتقود سيارة “هوندا أوديسي” موديل 2016 قطعت أكثر من 175 ألف ميل.
وتضيف: “نُعتبر من أصحاب الملايين بسبب قيمة المنزل فقط، لكن هذا لا يساعدنا في تغطية نفقاتنا الشهرية”.
ثروة صافية مرتفعة، لكن شعور الثراء غائب
العديد من المليونيرات الجدد تفاجأوا عندما أدركوا أنهم ينتمون إلى هذه الفئة. يقول جلين تشابلوسكي، وهو موظف في قطاع التأمين من دنفر، يعيش مع زوجته وطفله في منزل عادي: “لقد دهشت عندما اكتشفت أنني من بين هؤلاء… أعيش حياة كريمة، لكن بميزانية محدودة للغاية”.
وفي ولاية يوتا، كشف أحد سكان الولاية من جيل طفرة المواليد، وهو مدرس متقاعد يمتلك مع زوجته ثروة صافية تُقدَّر بـ4 ملايين دولار، أن الشعور بالثراء لا يراودهما إطلاقاً. فبيع المنزل سيعني ببساطة الانتقال إلى مسكن آخر بأسعار مرتفعة أيضاً، وبالتالي تبقى الثروة مجرد رقم على الورق.
سياسات داعمة ونمو مدفوع بالعقارات
ساهمت السياسات الضريبية الأميركية في تعزيز هذه الظاهرة، مثل خصومات فوائد الرهن العقاري، وخطط التقاعد المعفاة من الضرائب. كما أن ارتفاع أسعار المنازل بشكل كبير خلال العقد الماضي ساهم في خلق “ثروات صامتة” لدى الكثير من الأسر، دون أن يغيّر ذلك من نمط حياتهم بشكل فعلي.
مفارقة لافتة
ورغم هذا الازدهار في شريحة “المليونيرات العاديين”، فإن 36.8 مليون أميركي عاشوا تحت خط الفقر في عام 2023، وفقاً لبيانات التعداد السكاني، في حين يعيش نحو 3.5 مليار شخص حول العالم في فقر. مفارقة صارخة تكشف التفاوت الحاد بين الثروة المملوكة والشعور الحقيقي بالرخاء.
في النهاية، يبدو أن المليونير العصري يعيش بين عالمين: ثروة رقمية على الورق تدفعه إلى قوائم الأغنياء، وواقع يومي محكوم بالديون، والمدفوعات، والتحديات الاقتصادية التي لا تعكس بأي حال حياة الرفاهية التقليدية التي ارتبطت طويلاً بلقب “مليونير”.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: