حرب إسرائيل وإيران بعيون عربية.. خسائر وأرباح وعودة للاهتمام بغزة

حرب إسرائيل وإيران بعيون عربية.. خسائر وأرباح وعودة للاهتمام بغزة

حرب إسرائيل وإيران بعيون عربية.. خسائر وأرباح وعودة للاهتمام بغزة

إسطنبول / الأناضول: ركزت تطورات الفصل الأخير في مواجهات إسرائيل وإيران في منظور الإعلام العربي على حسابات الخسائر والأرباح وكذلك عودة للاهتمام السابق بالمشهد في قطاع غزة الذي يواجه حرب إبادة إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الثاني 2023.
وبشكل مفاجئ شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران في 13 يونيو/ حزيران الجاري استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 قتلى و5 آلاف و332 مصابا، وفق السلطات الإيرانية.
وردت طهران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 28 قتيلا و3 آلاف و238 جريحا، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.???????
ولاحقا، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران، فردت طهران بقصف قاعدة “العديد” العسكرية الأمريكية بقطر، فيما أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران وسط إعلان كل من إسرائيل وإيران انتصارها بـ”حرب الـ12 يوما”.
ورصدت الأناضول تفاعلات وسائل الإعلام العربية، مع تداعيات إسدال البلدين الستار على تبادل الضربات على النحو الآتي:
** من الخاسر والرابح؟
كان الخاسر والرابح الاهتمام الأبرز في دوائر إعلامية عربية عديدة، وتحت عنوان، “حسابات المكسب والخسارة في الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. من الرابح؟” ناقشت قناة القاهرة الإخبارية الخاصة، الأربعاء، ما صدر في صحف عربية ودولية بشأن هذا المسار وسط تباينات بشأن من المنتصر والخاسر.
وكذلك فعلت صحيفة “الأهرام” المصرية الأربعاء أيضا، في تغطية خبرية بموقعها الإلكتروني تحت عنوان: “بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. من الرابح والخاسر؟
ونقلت الصحيفة تصريحات متلفزة لأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة هيثم عمران، قال فيها: “كل طرف في حرب إيران وجيش الاحتلال، حقق بعض المكاسب وتعرض لخسائر”.
وأبان عمران بحسب الصحيفة أن إسرائيل “نجحت في تدمير بعض المنشآت النووية، وتمكنت من إعادة صورة الاستخبارات الإسرائيلية التي انهارت مع أحداث 7 أكتوبر 2023، مع إعاقة جبهة إيران بشكل مؤقت”.
ولفت إلى أن “إسرائيل تعرضت لضربات عسكرية من دولة ذات سيادة، مع فشلها في التعامل مع الضربات الانتقامية الإيرانية، ولا حماية الجبهة الداخلية أو المنشآت التحتية وفي قلب تل أبيب رغم تفوقها تكنولوجيا ودعم الولايات المتحدة الأمريكية لها”.
** خسائر إسرائيل
وركزت قناة “الجزيرة” القطرية، في أكثر من عنوان الساعات الماضية عن ملمح الخسائر والأرباح.
وتحت عنوان “الفاتورة القاسية.. إسرائيل تنزف المليارات في مواجهة إيران”، قالت القناة إن إسرائيل “تكبدت كلفة باهظة جراء مواجهتها مع إيران قبل إعلان ترامب وقف إطلاق النار، لكن الخسائر الإجمالية لم تتحدد بشكل نهائي، نظرا إلى أنها ممتدة إلى وقت مقبل في عدة مجالات”.
وأنفقت إسرائيل حوالي 5 مليارات دولار في الأسبوع الأول من الهجمات على إيران، وفقًا لموقع “فايننشال إكسبريس”، بينما بلغت النفقات اليومية للحرب 725 مليون دولار، منها 593 مليون دولار خُصصت للهجمات، و132 مليون دولار للإجراءات الدفاعية والتعبئة العسكرية، بحسب ما نقلت قناة الجزيرة.
ونقلت عن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الكلفة اليومية لأنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ راوحت بين 10 ملايين دولار و200 مليون دولار بالنسبة لإسرائيل، وكان من الممكن أن تتجاوز التكلفة الإجمالية 12 مليار دولار لو استمرت الهجمات لمدة شهر، وفقا لمعهد آرون للسياسة الاقتصادية ومقره إسرائيل.
وتحت عنوان: “تعرَّف على خسائر إسرائيل البشرية والمادية جراء الحرب مع إيران”، تحدثت قناة الجزيرة مباشر عبر موقعها الإلكتروني الساعات الماضية، أيضا عن حصيلة الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها إسرائيل منذ بدء الحرب مع إيران، مشيرة إلى أن الأضرار تركزت في البنية التحتية المدنية والمرافق الاستراتيجية.
ووفقا للتقديرات التي أوردتها القناة، فإن تكلفة أضرار إسرائيل بلغت ما بين 4.5 و5 مليارات شيكل (1.2 ـ 1.35 مليار دولار)، وذلك نتيجة الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمناطق المدنية والمنشآت جراء مئات الصواريخ والمسيَّرات الإيرانية التي استهدفت عمق الأراضي الإسرائيلية، فيما وصل عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجمات الإيرانية الأخيرة إلى 28 شخصا، بينما أصيب نحو 3430 بجروح متفاوتة.
كما فقد نحو 11 ألف شخص مساكنهم نتيجة الأضرار التي لحقت بالمباني، لا سيما في مناطق الجنوب ومحيط تل أبيب (وسط)، وتقدَّم نحو 38 ألفا و700 شخص بشكاوى رسمية للحصول على تعويضات مالية جراء تضرر ممتلكاتهم أو مصادر دخلهم، ورصدت إسرائيل إطلاق إيران 547 صاروخا و1150 طائرة مسيَّرة هجومية، وسقوط 63 صاروخا ومسيَّرة داخل الأراضي الإسرائيلية دون اعتراضها.
** خسائر إيران
كما ناقشت قناة “سكاي نيوز” الإماراتية في موقعها الإلكتروني، تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل وخسائر حرب الـ12 يوما.
لفتت القناة إلى أن “إيران خسرت عددا من القادة العسكريين من الصف الأول خاصة في اليوم الأول للهجمات الإسرائيلية، وكذلك قتل عدد من كبار العلماء الذين كانت تعتمد عليهم طهران في تطوير برنامجها النووي”.
وبجانب ذلك “تضررت المنشآت النووية الإيرانية، وربما تعرضت للتدمير بشكل كامل أو جزئي، حسب الرواية الإسرائيلية، خاصة مع الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة لتلك المنشآت وعلى رأسها المنشأة الأهم في فوردو”.
يضاف إلى ذلك، وفق القناة، “الخسائر الاقتصادية الكبيرة في إيران والدمار في البنية التحتية نتيجة الهجمات الإسرائيلية، بخلاف مقتل وجرح المئات من الإيرانيين من جنود ومدنيين”.
وبخصوص خسائر إسرائيل في الحرب، تطرقت القناة إلى تساؤلات بشأن قدرة الدفاع الجوي في إسرائيل على توفير حماية كاملة من الهجمات الصاروخية، خاصة أن الهجمات الإيرانية أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الإسرائيليين، ودمار في عدد من المدن الإسرائيلية وخسائر اقتصادية.
** غزة إلى الواجهة
بخلاف حساب الخسائر والأرباح، ركز الإعلام العربي عقب انتهاء مواجهات إسرائيل وإيران أيضا، على عودة الروح للمشهد في قطاع غزة بعد تراجع لافت منذ بدء هجمات تل أبيب على طهران.
وتحت عنوان “بعد هدنة إيران.. خلاف في إسرائيل بين دعاة الحرب وأنصار صفقة غزة”، تناولت قناة “الغد” الإماراتية عبر موقعها الإلكتروني الأربعاء، تداعيات انتهاء المواجهات.
وقالت القناة: “من جديد عادت الحرب على غزة إلى واجهة الاهتمام في إسرائيل عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران برعاية أمريكية قطرية”.
وأشارت إلى أنه “في الوقت الذي تسعى فيه الجهود الدولية والإقليمية إلى التوصل لاتفاق ينهي الحرب (في غزة) التي دامت أكثر من عام ونصف ويطلق سراح المحتجزين (الإسرائيليين)، تعود دعوات اليمين المتطرف للتصعيد في القطاع واستمرار القتال”.
وتحت عنوان: “عودة الزخم إلى هدنة غزة بعد انحسار حرب إسرائيل وإيران”، تحدث تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية عن أن “الأنظار عادت تتجه إلى مساعي وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع اتصالات ودعوات مكثفة من وسطاء ودول ومن ذوي الرهائن، تلت إعلان ترامب اتفاقا لإنهاء التصعيد بين إسرائيل وإيران”.
ونقلت الصحيفة عن رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قوله إن بلاده “تحاول البحث عن فرصة خلال اليومين المقبلين لتكون هناك مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين للوصول إلى اتفاق”.
وأضاف رئيس الوزراء القطري، وفق الصحيفة: “نتمنى ألّا يستغل الجانب الإسرائيلي وقف إطلاق النار مع إيران لتفريغ ما يريد تفريغه في غزة، ويستمر (في) قصفه”.
وتحت عنوان: “ترامب يعلن اقتراب اتفاق بشأن غزة.. وحماس تكشف عن اتصالات مكثفة”، تناول الموقع الإخباري “العين” الاماراتي، إعلان الرئيس الأمريكي، الأربعاء، عن “اتفاق قريب” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ونقل تصريحات للمستشار الإعلامي لرئيس حركة حماس طاهر النونو تفيد بوجود “اتصا?ت مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة”.
ولفت إلى أن “حماس ترحب بأي جهود صادقة لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق”. موضحا أن الحركة تريد اتفاقا “على قاعدة صفقة شاملة تحقق وقفا دائما للحرب والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من القطاع وإدخال المساعدات وصفقة تبادل أسرى”.
ولفتت “العين” إلى أن “تصريحات ترامب وحماس حول غزة، تأتي غداة توصل إيران وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد حرب استمرت 12 يوما بين العدوين اللدودين”.
وتحت عنوان “ترامب: اتفاق غزة قريباً.. وهدنة إيران وإسرائيل تسير بشكل جيد”، نقلت صحيفة “عكاظ السعودية” توقع الرئيس الأمريكي التوصل إلى اتفاق بشأن غزة خلال وقت قريب، وجدد التأكيد على أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل جيد جداً، ويسير على ما يرام، مشدداً على ألا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي
ونقلت قناة “المملكة” الأردنية عن رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان قوله: “نسي العالم غزة في ظل الظروف الراهنة مع أن ضحاياها من المدنيين الأبرياء خلال الأسابيع الماضية تجاوز كل ضحايا الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية”.
وأكد حسان أن “التوحش والتطرف الإسرائيلي مستمر بحق الأشقاء في فلسطين في الضفة وغزة وفي القدس ومقدساتها وهذا التوحش يجب أن يتوقف”، مشددا على أن “دعم ثبات الإنسان الفلسطيني وصموده على أرضه يبقى الموضوع الأساس للمرحلة المقبلة”.
كما أفادت قناة “الجزيرة” في تغطية خبرية عبر حسابها بمنصة إكس، بأن “قطاع غزة يعود إلى الواجهة في إسرائيل إثر الكمين المركب الذي نفذته المقاومة في خان يونس والذي أدى إلى مقتل 7 عسكريين، وسط ضغوط على القيادة السياسية لحسم هذا الملف بعد إيران”.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 188 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: