الهجوم الإيراني المدروس على قطر مهّد لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل

الهجوم الإيراني المدروس على قطر مهّد لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل

الهجوم الإيراني المدروس على قطر مهّد لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل

الدوحة _ (أ ف ب) – مهّدت الضربات الإيرانية غير المسبوقة لكن المحسوبة بدقة على قاعدة أميركية في قطر، ردا على استهداف واشنطن منشآت طهران النووية، الطريق أمام تهدئة مع واشنطن واتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل بعد حرب امتدت 12 يوما، بحسب مسؤول ومحللين.

وتمّ الابلاغ عن الضربات الصاروخية الإيرانية قبل وقت طويل من وقوعها مساء الاثنين، ما قلّل بشكل كبير خطر الإصابات، وسمح لقطر بالاستعداد واعتراض المقذوفات في الجو، وجعل تداعياتها مجرد شهب في سماء العاصمة.

وأتى الهجوم غداة غارات أميركية مكثفة استهدفت منشآت نووية إيرانية، في تصعيد أثار مخاوف من خيار الرد الذي ستلجأ إليه طهران، في خضم الحرب التي أطلقتها عليها إسرائيل في 13 حزيران/يونيو، واستهدفت على وجه الخصوص منشآتها النووية والعسكرية.

واقتصر الرد على العُديد، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة. وبدلا من أن يثير استهداف قاعدة أميركية غضب واشنطن، كان رد فعل الرئيس دونالد ترامب هادئا، اذ اعتبر الهجوم “ضعيفا للغاية”، وشكر إيران على “الإشعار المبكر”.

من جهتها، دانت قطر الهجوم الذي يُعد أول استهداف إيراني مباشر لأراضي دولة خليجية. وقال رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الرد سيكون عبر إجراءات “دبلوماسية وقانونية”.

وبعد ساعات من الهجوم، أعلن ترامب وقف إطلاق النار الذي أكدت إسرائيل وإيران لاحقا قبوله، فيما قال مصدر مطلع على المفاوضات إن الدوحة تحدثت إلى طهران و”أقنعتها” بوقف القتال.

– مخرج –
وقال خبير الجغرافيا السياسية في معهد “تشاتام هاوس” البريطاني نيل كويليام إن الهجوم كان “محدودا بوضوح”، مشيرا إلى أنه “هدف إلى إرضاء الشعب الإيراني بإظهار أن القيادة ردت بقوة على الضربات الأميركية التي وقعت” فجر الأحد.

وكانت إيران توعّدت الولايات المتحدة بـ”عواقب وخيمة لا يمكن توقعها”، بعد انضمام واشنطن لحليفتها إسرائيل بشن ضربات على المواقع النووية.

ومنذ أيام، بدأت دول الخليج التي يستضيف معظمها قوات أميركية، تستعد لرد انتقامي محتمل من إيران.

فقبل أسبوع من استهداف قطر، أجرت البحرين، مقر الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، اختبارا لصفارات الإنذار.

والأسبوع الماضي أيضا، أظهرت صور أقمار صناعية التقطتها شركة “بلانيت لابز” وحلّلتها وكالة فرانس برس أن عشرات الطائرات الأميركية سُحبت من مدرج قاعدة العُديد الجوية.

وفي الساعات التي سبقت الهجوم، نصحت السفارة الأميركية في قطر رعاياها بالاحتماء، وهو تحذير كررته سفارات غربية أخرى. كما أعلنت الدوحة مساء الاثنين وقف حركة الملاحة الجوية موقتا ضمن “مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها استنادا إلى تطورات الأوضاع في المنطقة”.

واعتبر علي واعظ، خبير إيران في مجموعة الأزمات الدولية، أن تحرك طهران كان “رمزيا ومدروسا ومُمهدا له بدقة حتى لا يُسفر عن إصابات في صفوف الأميركيين، بما يُتيح مخرجا للطرفين”.

– “تلقّت الضربة” –

كشف مصدر مطلع على المفاوضات الثلاثاء أن رئيس الوزراء القطري تحدث إلى المسؤولين الإيرانيين بناء على طلب واشنطن، عقب الضربات على بلاده.

وأبلغ ترامب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن إسرائيل وافقت على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار. وأضاف المصدر أن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس تحدث مع رئيس الوزراء القطري “الذي أقنع إيران بالموافقة على الاقتراح في مكالمة هاتفية”.

وشدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الثلاثاء على أن الهجوم الصاروخي من طهران لم يستهدف الجارة الخليجية، بل جاء في إطار “الدفاع عن النفس”. كما أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اتصالا بأمير قطر.

وقال واعظ إن “العلاقة الجيدة بين إيران وقطر” دفعت طهران لاختيار قاعدة العديد للرد على الهجوم الأميركي.

أضاف “أرى في ذلك استمرارا لوساطة قطر بين إيران والولايات المتحدة، وأنها (الدوحة) تلقت هذه الضربة كوسيلة لمحاولة تفادي تصعيد إضافي”.

من جهته، قال كويليام “في حين أن الردود الرسمية القطرية دانت إيران (بسبب الهجوم على القاعدة الأميركية)، لكنها حملت أيضا في طياتها رسالة أعمق بشأن إنهاء النزاع في المنطقة”.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: