
الديموقراطيون يختارون مرشّحهم المفضّل للتنافس على منصب رئيس بلدية نيويورك
نيويورك – (أ ف ب) – أدلى الديموقراطيون في نيويورك بأصواتهم الثلاثاء لاختيار مرشحهم المفضّل للتنافس على منصب رئيس البلدية المقبل لأكبر مدينة أميركية، وهو شخص يقول الناخبون إنه سيتعين عليه الوقوف في وجه الرئيس دونالد ترامب والتخفيف من ارتفاع تكاليف المعيشة.
ورغم وجود نحو عشرة مرشحين بشخصيات ومقترحات متباينة، تعد المنافسة محتدمة بين الحاكم السابق أندرو كومو (67 عاما) وعضو جمعية ولاية نيويورك المسلم ظهران ممداني (33 عاما) الذي بات يشكّل تحديا مفاجئا للحاكم الذي يعد المرشح الأوفر حظا والمعروف أكثر رغم أنه واجه فضيحة في الماضي.
وسيمثّل الفائز في الانتخابات التمهيدية الثلاثاء الديموقراطيين في الانتخابات العامة المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر في مدينة حيث يتجاوز عدد الديموقراطيين عدد الجمهوريين بمعدل ثلاثة مقابل واحد.
ويسعى كومو الذي كان والده أيضا حاكما لنيويورك للعودة إلى الساحة السياسية بعدما لاحقته اتهامات بالاعتداء الجنسي.
وفي آب/اغسطس 2021، اتّهمت المدعية العامة في نيويورك ليتيشا جيمس كومو بالتحرش جنسيا بـ11 امرأة. واستقال حينها ليُجبَر شقيقه كريس، المذيع المعروف على شبكة “سي إن إن” والذي كان مستشارا لحملته، على القيام بالأمر ذاته.
لكن بعد أربع سنوات فقط، رحّب أنصار المرشح به في عدة مناسبات بعدما ترشّح لمنصب رئيس البلدية في آذار/مارس.
وبقي كومو المرشح الأوفر حظا على مدى الجزء الأكبر من السباق، لكن بعض الاستطلاعات التي صدرت مؤخرا كشفت بأن ممداني يقلّص الفارق بينهما حتى أنه تقدّم عليه بفارق ضئيل جدا.
يمثّل ممداني منطقة كوينز في جمعية ولاية نيويورك ويصف نفسه بأنه تقدّمي ومسلم. ويحظى بدعم شخصيتين يساريتين تتمتعان بشعبية واسعة هما بيرني ساندرز وألكسندريا أوكازيو كورتيز.
وحشد جيشا من المتطوعين الشباب عبر حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تعهّد فيها خفض تكاليف المعيشة المرتفعة من خلال حافلات مجانية ورياض الأطفال ومنع زيادة الإيجارات في مدينة حيث يمكن لشقّة مكوّنة من ثلاث غرف أن تكلّف 6000 دولار شهريا.
وأفاد ممداني في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الاثنين تضمن تسجيلا مصوّرا ناشد فيه الناخبين بأن “الغد لنا إذا كنا نريده”.
وتابع “نحن على حافة الإطاحة بسلالة سياسية وجعل نيويورك ميسورة الكلفة بالنسبة للجميع”.
لكن شيرل ستاين التي تعمل في التسويق في قطاع السياحة، شككت في ذلك.
وقالت الناخبة وهي في الخمسينات من عمرها “أحب الشباب” لكن ممداني “لا يملك أي خبرة أو سجل إنجازات لإدارة أكبر مدينة في البلاد والتي تعد من بين كبرى مدن العالم، وهو أمر مخيف”.
وتحدّث ناخبون آخرون عن الحاجة إلى رئيس بلدية يفهم البنية التحتية المعقّدة للمدينة ويكون صادقا و”قادرا على مواجهة ترامب”.
– مرشّح مكبّل –
ويعد تركّز أصحاب الملايين الأكبر في نيويورك التي تعد أكثر من ثمانية ملايين نسمة، علما بأن ربع سكانها يعانون من الفقر، بحسب تقرير صدر مؤخرا عن منظمة “روبن هود” لمكافحة الفقر وشريكتها “جامعة كولومبيا”.
وجاء في مقال لصحيفة “نيويورك تايمز” أنه بينما يعرض ممادي “أسلوبا سياسيا جديدا” حيث انتشرت تسجيلات مصورة ظهر فيها وهو يتحدث مع الناخبين، إلا أنه يفتقر إلى الخبرة و”يعرض أجندة ما زالت جاذبة بالنسبة للنخبة من التقدميين لكن ثبت بأنها تضر بحياة المدينة”.
وتأتي الحملة في وقت يشعر الديموقراطيون بالغضب حيال مقترحات ترامب خفض الموازنة والحملات المشددة ضد المهاجرين غير المسجّلين.
وفي مشهد لافت الأسبوع الماضي يعكس مدى حدة الخلافات السياسية في الولايات المتحدة، اقتيد المرشح لمنصب رئيس البلدية براد لاندر الذي يشغل حاليا منصب مدقق الحسابات في المدينة، وهو ديموقراطي، مكبّلا بعدما رافق مهاجرا لحضور جلسة في المحكمة.
ويقدّم كومو المدعوم من شخصيات على غرار الرئيس السابق بيل كلينتون ورئيس بلدية نيويورك السابق الملياردير مايك بلومبرغ، نفسه على أنه المرشّح الأقدر على إدارة المدينة الأكثر سكانا في البلاد في ظل المناخ السياسي الحالي.
وقال كومو لأنصاره الاثنين إن هذه “ليست مهمة مناسبة لشخص مبتدئ”، في هجوم واضح على افتقار ممداني نسبيا للخبرة اللازمة.
وأضاف “نحتاج إلى شخص يعرف ماذا يفعل من اليوم الأول، لأن حياتكم تعتمد على ذلك”.
في الأثناء، أكد رئيس بلدية نيويورك الحالي إريك آدامز المتّهم بالتعاون مع إدارة ترامب مقابل إسقاط تهم فدرالية يواجهها تتعلق بالفساد، بأنه سيعاود الترشّح كشخصية مستقلة.
ورغم أنه بإمكان موجة الحر التي تضرب المدينة حاليا أن تؤدي إلى تراجع نسب المشاركة في اقتراع الثلاثاء، إلا أن نحو 380 ألف ناخب أدلوا بأصواتهم حتى الآن. ويصعّب النظام الذي يوجب على الناخبين وضع قائمة لمرشحيهم الخمسة المفضّلين بالترتيب، عمليات استطلاع الآراء.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: